تشكيل «جبهة إنقاذ» سياسية جديدة في تونس
أعلنت سبعة أحزاب سياسية تونسية، عن تأسيس جبهة سياسية «من أجل توحيد الجهود لتجاوز الخطر المحدق بالبلاد»، فيما وصف بأنه خطوة جديدة لمواجهة الأزمات، التي تمر بها تونس.
«جبهة الإنقاذ» انبثقت بعد مشاورات حثيثة في بداية شهر تشرين الثاني الماضي، بين قيادات «حركة مشروع تونس» وحزب «الاتحاد الوطني الحر»، بهدف جمع أحزاب أخرى في إطار جبهة سياسية موحدة. وانضم إلى الجبهة قسم من حزب«نداء تونس» ما يسمى بشق رضا بلحاج، النائي بنفسه عن المدير التنفيذي للحركة حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الباجي قائد السبسي وحزب «الثوابت» قومي ، و«الحزب الاشتراكي» يساري ، وحزب «العمل الوطني الديمقراطي» يساري .
وشرح القيادي رضا بلحاج، المنشق عن حزب «نداء تونس»، لـ RT»» أهداف تأسيس هذه الجبهة، في الوقت الحالي، قائلا: إن «تشكيل الجبهة جاء بعد معاينة الأوضاع السياسية في تونس ومرده اختلال توازن المشهد السياسي بالبلاد بعد انتخابات تشرين الأول 2014». مضيفا: إن الأزمة الداخلية لحزب «نداء تونس» ساهمت بشكل ما، في بروز نوع من الاختلال ما أدى إلى «استفراد» حركة النهضة بالمشهد السياسي العام بالبلاد.
وأشار بلحاج إلى أن تعطل مسار الانتقال الديمقراطي، جعلهم يفكرون في إنشاء قطب جديد مؤلف من قوى ديمقراطية وحداثية، لتكون جاهزة لمواجهة القطب المحافظ، الذي تقوده «حركة النهضة». وأضاف: إن حزب نداء تونس الحاكم لم يعد قادرا على الاستمرار في المشهد السياسي بثبات، نتيجة العواصف الداخلية التي أربكت صفوفه.
وأكد أن من مهمات الجبهة السياسية الجديدة، العمل على تجاوز «الوضع الخطير الذي تمر به البلاد»، من أزمات سياسية واجتماعية خانقة. فبعد خمسة أشهر لم تستطع الحكومة الحالية السيطرة على الانفلات الاجتماعي واحتواء رقعة الاحتجاجات، التي تصاعدت في عدد من القطاعات والجهات.
من جانبه، استبعد الأكاديمي والمحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في حديثه إلى RT إمكانية التكهن السياسي بمستقبل هذه الجبهة. ولفت إلى أن الحياة الحزبية في هذه المرحلة تعاني من اختلال واضح في موازين القوى، خصوصا أن التحالف بين حركة النهضة وحزب نداء تونس، أوجد نوعا من الفراغ، ولم يطمئن جميع الأطراف السياسية نظرا لتعرض حزب نداء تونس لأزمة داخلية أضعفته كثيرا، وأصبح مركز القوة في المشهد السياسي الراهن هو حركة النهضة.
وأضاف: من الطبيعي أن تتجه الأحزاب الصغيرة إلى تأسيس جبهة موحدة، لكن هذه الجبهة إذا بني مشروعها على منافسة حركة النهضة، فإنها لن تشكل علاجا أو بديلا لمعضلة الفراغ السياسي الذي تعاني منه البلاد.