بوتين يحذر ترامب من انقلاب محتمل ضده
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن المنافسة السياسية الحادة في أميركا مستمرة. وإن ذلك يترك لديه انطباعا، باستعداد قوى معينة لتنظيم انقلاب على الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وعلق المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، على تصريح لمستشار ترامب، أشار فيه إلى عدم فعالية العقوبات ضد موسكو، لأن الروس حسب قول المستشار، يمكنهم أكل الثلوج ويبقوا على قيد الحياة! كما كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن بعض تفاصيل أنشطة الدبلوماسيين الأميركيين في روسيا، بما في ذلك تبنيهم أساليب غريبة للتنكر. وقال إن صاحب تقرير «مستمسكات روسيا على ترامب» نصّاب هارب.
وقال بوتين، أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المولدوفي، إيغور دودون، الذي يزور موسكو: نشاهد استمرار المنافسة السياسية الحادة في الولايات المتحدة، على الرغم من انتهاء الانتخابات الرئاسية بفوز السيد ترامب، الذي لا مجال للشك فيه.
واعتبر أن وراء هذه المنافسة أهدافا عدة، بات بعضها واضحا للعيان. وأوضح أن الهدف الأول هو زعزعة شرعية الرئيس المنتخب، على الرغم من الخسائر الهائلة التي تلحقها هذه المنافسة بالمصالح الأميركية. مضيفا: يترك ذلك انطباعا بأنهم، بعد البروفة في كييف، مستعدون لتنظيم «ميدان» خاص بهم في واشنطن، من أجل منع ترامب من تولي مهام منصبه. أما الهدف الثاني لهذه المساعي، فهو تكبيل يدي الرئيس المنتخب ومنعه من تنفيذ التعهدات التي قدمها خلال الحملة الانتخابية، بشأن السياسية الداخلية والخارجية.
وأشار بوتين إلى تكرار المزاعم حول تدخل «الهاكرز الروس» في الانتخابات الأميركية. وتساءل كيف يمكن لترامب أن يعمل على تحسين العلاقات الروسية الأميركية على خلفية مثل هذه الهجمات، على الرغم من كون كل المعلومات التي كشف عنها «الهاكرز» حقيقية.
وقال: «استخدام مثل هذه الأساليب ضد الرئيس الأميركي المنتخب حالة فريدة. ولم يحصل مثل هذا الشيء في التاريخ أبدا. ويدل ذلك على انحطاط النخبة السياسية في الغرب ولاسيما في الولايات المتحدة». وتابع: «تعد الدعارة ظاهرة اجتماعية قبيحة. أما الناس الذين يدفعون مقابل فبركة مثل هذه المواد، التي يتم توزيعها حاليا للإضرار بالرئيس المنتخب، أو يلفقونها بأنفسهم ويستخدمونها في المنافسة السياسية، فهم أسوأ من بائعات الهوى. وليست لهم أي خطوط حمراء أخلاقية».
واستغرب الرئيس الروسي ما جاء في «التقرير السري» حول «المستمسكات» على ترامب، من مزاعم حول لقاءاته مع بائعات هوى في غرفته بفندق أثناء زيارة لموسكو. وذكر بأن ترامب، عندما زار موسكو قبل سنوات عدة، كان بالنسبة لموسكو، مجرد رجل أعمال أميركي، على الرغم من كونه من أغنى أثرياء أميركا، إذ لم يكن أحد آنذاك، يعرف عن وجود أي طموحات سياسية لديه. وتساءل: هل يفكر أحد فعلا بأن الاستخبارات الروسية تطارد كل ملياردير أميركي؟ طبعا، يعد ذلك كله هراء.
وأشار إلى أن ترامب، الذي تولى لسنوات طويلة تنظيم مسابقات «ملكة جمال الكون»، كان يتعامل مع أجمل حسناوات العالم. ومن المستبعد أن يجري مثل هذا الرجل، فور وصوله موسكو، إلى فندق ليلتقي فيه بائعات هوى روسيات.
في سياق آخر، عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في موسكو، مؤتمره الصحافي السنوي، المخصص للحديث عن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2016، تحدث فيه عن الجانب التجسسي لعمل الدبلوماسيين الأميركيين في روسيا. وقال لقد تم رصد العديد منهم، وهم متنكرون، في صفوف المشاركين في احتجاجات غير مرخص لها، نظمتها المعارضة الروسية على مدى السنوات الماضية. كما رصدت الأجهزة الروسية المعنية تحركات دبلوماسيين أميركيين في عدد من الأقاليم الروسية، بعيدا عن العاصمة، بما في ذلك في الشيشان وعلى الحدود مع منطقة النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، علما بأن هؤلاء«الدبلوماسيين» يستقلون أثناء جولاتهم هذه، سيارات لا تحمل أرقاما دبلوماسية.
ونفى لافروف الاتهامات الاميركية لموسكو، بملاحقة الدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في روسيا وبمراقبة تحركاتهم، موضحا أن ما تتحدث عنه واشنطن، هو نجاح الأجهزة الروسية المعنية في إحباط محاولات تجسسية من قبل دبلوماسيين أميركيين.
وأشار لافروف إلى تكثيف أنشطة الاستخبارات الأميركية لتجنيد دبلوماسيين روس كعملاء، خلال الفترة الرئاسية الثانية لباراك أوباما. وعرض أمثلة على هذه المحاولات.
ووصف لافروف مؤلف التقرير السري حول «المستمسكات الروسية» على الرئيس ترامب، بأنه «نصاب فار» من الاستخبارات البريطانية. وأضاف: «إنه مجرد غشاش هارب من MI6». واعتبر أن مستقبل العلاقات الروسية الأميركية سيتضح، فقط، بعد بدء عمل الإدارة الأميركية الجديدة.
في سياق آخر، رد بيسكوف على العبارة الصادرة عن إنتوني سكاراموتشي، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب، بالقول إن روسيا أكدت مرارا أن العقوبات ضدها لا فائدة منها وإن مواطنيها تعجبهم المنتجات المحلية المعوضة لتلك المستوردة. وأضاف: يمكن الموافقة على ذلك، لكن بودي التدقيق بأن الروس على الأرجح لا يفضلون أكل الثلوج، بل الأطعمة الشهية جدا المنتجة وطنيا والتي ازدادت أكثر فأكثر بفضل العقوبات.