«كنائس الشرق»: للحفاظ على التعدّدية الدينيّة في المنطقة وإيجاد حلّ سلمي في سورية يضمن وحدتها

أعرب مجلس كنائس الشرق الأوسط عن سروره وارتياحه لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، آملاً «بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، يؤمّن التمثيل الصحيح والعادل لجميع مكوّنات الوطن»، وطالب بـ«إيجاد حلّ سلمي للأزمة في سورية، يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية».

جاء ذلك في بيان للّجنة التنفيذية للمجلس، التي عقدت اجتماعها الأول بضيافة الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت، وبرئاسة رؤساء المجلس، ممثّلين العائلات الكنسية الأربع التي يتألّف منها المجلس: عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، عن العائلة الأرثوذكسية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، عن العائلة الإنجيلية رئيس الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان القسّ الدكتور حبيب بدر.

واعتذر عن الحضور رئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية بطريرك بابل على الكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو، لارتباطه بالتزامات في العراق، وشارك في الاجتماع الأمين العام لمجلس الكنائس الأب ميشال جلخ وأعضاء اللجنة التنفيذية.

وأوضح المجلس أنّه «بعد الصلاة والتأمّلات الروحية، درس المجتمعون المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، فناقشوا التقرير المقدّم من الأمين العام، والمتضمّن جردة للأعمال التي قامت بها الأمانة العامّة خلال المدة المنصرمة، واستراتيجية العمل، وكذلك التقرير المالي للمجلس، إضافةً إلى عرض لأوضاع اللاجئين والمهجّرين بسبب الظروف الصعبة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، من خلال تقرير برنامج الإغاثة المسكوني في سورية ولبنان والأردن، وتقريري هيئة التنسيق الكنسي للإغاثة والتنمية، وهيئة الخدمة والعدالة الاجتماعية.

وأشاروا إلى أنّهم زاروا الرئيس عون في قصر بعبدا، حيث أعربوا له عن «سرورهم وارتياحهم بانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية»، مثنين على «دوره الفاعل والجامع ضمانة للّبنانيين ومسيحيّي الشرق، ومقدّرين الهدية القيّمة التي قدّمها للبطريرك يوحنا العاشر، وهي عبارة عن نسخة قديمة من الإنجيل المقدّس».

وكذلك رحّبوا بـ«تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وانطلاقها في العمل، متطلّعين إلى عودة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية ومختلف مرافق الدولة، تأسيساً لمرحلة جديدة من الازدهار والنهوض بلبنان – الرسالة، تتكلّل بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابيّة يؤمّن التمثيل الصحيح والعادل لجميع مكوّنات الوطن، ولا سيّما المسيحيّين».

وخلصت اللجنة التنفيذية في اجتماعها إلى «أولويّة الحضور المسيحي في الشرق، وما يتعرّض له المسيحيّون في بعض البلدان من أعمال تهجير وخطف واضطهاد واقتلاع وإبادة».

وطالب المجتمعون «رؤساء الدول وأصحاب القرار من سياسيين وروحيين، عرباً ومسلمين، بالعمل الجاد للحفاظ على التعدّدية الدينية التي تميّز منطقتنا المشرقية»، مشيرين إلى «أهمية تعزيز دوائر المجلس وبرامجه وتسهيل وصولها إلى مختلف الكنائس والبلدان في المنطقة، ولا سيّما إلى المسيحيّين في الشرق الأوسط». لذا تطرّقوا إلى «علاقة كنائس الشرق الأوسط بالكنائس والمؤسسات المسيحية وسواها في العالم، وخصوصاً تلك التي تشارك المجلس الهواجس والشعور والتطلّعات عينها، خدمة للحضور المسيحي في الشرق». كما تمّت «دراسة موضوع الحوار المسيحي – الإسلامي الذي يشكّل ركيزة أساسيّة في علاقة المجلس مع شركائه في الأوطان والمصير».

كما طالبوا بـ«إيجاد حلّ سلمي للأزمة في سورية، يضمن وحدة البلاد والعيش المشترك الآمن والحرّ بين مختلف مكوّناتها الحضارية والدينية ضمن دولة مدنيّة، تأمين الدعم المطلوب لعودة النازحين والمهجّرين والمقتلعين إلى أرضهم بالحرية والكرامة الإنسانية، وخصوصاً مسيحيّي الموصل وبلدات سهل نينوى في العراق، وهم أصحاب الأرض وسكّانها الأصليون، وحثّ الدول في الشرق والمجتمع الدولي على إيلاء موضوع النازحين في لبنان والأردن وتركيا القدر اللازم من العناية، لما يضمن عيشاً كريماً لهم، وعودة آمنة إلى بلادهم بالسرعة الممكنة».

وشجبوا «الأعمال الإرهابية التي تستهدف المواطنين والكنائس ودور العبادة في الشرق، ولا سيّما التفجير الإرهابي الذي تعرّضت له كنيسة القديسَين بطرس وبولس قرب الكاتدرائية المرقسية في القاهرة بمصر، فضلاً عن أعمال إرهابيّة عديدة في أنحاء مختلفة من العالم»، وأكّدوا «دعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وحقّه في إقامة دولته، وعودة اللاجئين الفلسطينيّين إلى أرضهم بحسب مقرّرات الأمم المتحدة وإنهاء الوضع الشاذ في جزيرة قبرص، وتحقيق وحدة أراضيها، وحماية حقوق جميع مواطنيها».

وناشدوا «المرجعيّات الدولية وجميع ذوي النيّات الحسنة تكثيف الجهود لإطلاق سراح جميع المخطوفين، ولا سيّما مطرانَي حلب بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، وكذلك الكهنة والمدنيّين، مع الصلاة والدعاء إلى الله كي يعودوا سالمين في أقرب وقت».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى