إيران تعارض مشاركة واشنطن في مفاوضات أستانة.. ولافروف يؤكّد حضور المعارضة المسلّحة
أعلنت إيران، على لسان وزير خارجيّتها، محمد جواد ظريف، أمس، عن معارضتها لمشاركة الولايات المتحدة في مفاوضات أستانة بشأن تسوية الأزمة السورية.
وردّاً على سؤال حول موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من مشاركة واشنطن في الاجتماع، الذي من المخطّط عقده بالعاصمة الكازاخستانية في 23 من الشهر الحالي، قال ظريف في حديث لوكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء: «نعارض مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في الاجتماع، ولم نوجّه دعوة لها، ونحن ضدّ مشاركتها».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في وقت سابق من أمس، أنّه من الصائب توجيه الدعوة لحضور الاجتماع إلى ممثّلي الأمم المتحدة والإدارة الأميركية الجديدة، معيداً إلى الأذهان أنّ اللقاء سيُعقد بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وأضاف لافروف: «نأمل في أن تتمكّن الإدارة الأميركية الجديدة من قبول هذه الدعوة، وفي أن يكون لخبرائها تمثيل على أيّ مستوى مناسب بالنسبة لهم».
قال وزير الخارجية الروسي، إنّ المفاوضات السورية المرتقبة في أستانة ستستهدف تعزيز نظام الهدنة في سورية، بالإضافة إلى ضمان المشاركة كاملة الحقوق للقادة الميدانيّين في التسوية السياسية.
وأكّد الوزير سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي السنوي المخصّص للحديث عن نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2016، أنّه بإمكان أيّ فصائل مسلّحة أخرى بالإضافة إلى الفصائل التي وقّعت على اتفاق الهدنة أن تنضمّ لعملية المصالحة في سورية، مضيفاً أنّ الجانب الروسي قد تلقّى طلبات بهذا الشأن من عدد من مجموعات المعارضة المسلّحة.
ولفتَ لافروف إلى أنّ ما كان ينقص المفاوضات السورية حتى الآن، هو مشاركة أولئك الذين يؤثّرون فعلاً على الوضع الميداني.
في سياقٍ متّصل، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية أنّ الولايات المتحدة ستشارك في مفاوضات أستانة بصفة مراقب، كما أفادت نقلاً عن مصادر مطّلعة بأنّ المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف هو من سيقود وفد بلاده إلى أستانة.
وأشارت الوكالة إلى أنّه من المتوقّع أن يتمّ خلال المفاوضات في العاصمة الكازاخستانية التوقيع على وثيقة تثبّت نظام وقف إطلاق النار في سورية.
ويُذكر أنّ المتحدّث بِاسم الخارجية الأميركية مارك تونر، كان قد أشار سابقاً إلى أنّ بلاده لم تتلقَّ دعوة للحضور إلى أستانة.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أنّ «الشعب السوري وحده من يقرّر من سيحكم سورية في المستقبل، ولا يحقّ لأيّ أحد أن يقرّر نيابة عنه»، مؤكّداً أنّ إيران «ستبذل مساعٍ حثيثة في أستانة ليكون وقف إطلاق النار دائماً في سورية».
وفي السّياق، أكّد مندوب روسيا الدائم لدى مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، أنّ هذه المنظمة ستشارك في مفاوضات أستانة بين أطراف الأزمة السورية.
وأوضح بورودافكين في حديث لوكالة «إنترفاكس»، أنّ الوفد الروسي لدى مقرّ المنظمة في جنيف وجّه دعوة لمكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مشيراً إلى أنّه «تمّ اتخاذ قرار بأن يشارك نائبه، رمزي عز الدين رمزي، في اجتماع أستانة».
كما أكّد بورودافكين أنّ 8 شباط ما زال موعداً لاستئناف المفاوضات السورية السورية في جنيف، مبيّناً أنّ «اجتماع أستانة يمثّل مرحلة مهمّة» لاستئناف العملية التفاوضية برعاية الأمم المتحدة في المدينة السويسرية.
بدوره، قال الناطق بِاسم الخارجية التركية لوكالة سبوتنيك، إنّ اجتماع أستانة هو اجتماع فنّي، وتركيا ستشارك فيه على مستوى فنّي وليس على مستوى وزاري.
وأشار المتحدّث بِاسم الخارجية التركية إلى أنّ تركيا وروسيا شدّدتا على ضرورة مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع أستانة، لافتاً إلى أنّه لم يتحدّد بعد بشكلٍ نهائي من سيشارك في ذلك الاجتماع.
ميدانيّاً، نفت مصادر إعلامية سورية ما روّجت له صفحات إعلامية معارضة على «توتير» حول إصابة محافظ دير الزور وقائد الشرطة جرّاء ما قالت إنّه قصف لتنظيم «داعش» على مبنى المحافظة، حيث ظهر المحافظ في صور وهو يقوم بجولة ميدانية على قاعات الامتحانات الجامعية ويطمئنّ على سير الامتحانات.
وذكر مراسل وكالة «سانا» السورية في دير الزور، أنّ الطيران الحربي ركّز ضرباته على مواقع وتحرّكات تنظيم «داعش» في منطقة الثردة ومحيطي الفوج 137 والمطار، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيّين وتدمير آلياتهم.
ومن جهةٍ ثانية، قالت مصادر أهلية في دير الزور لصحيفة «الوطن» السورية في اتصال هاتفي، إنّ التنظيم سيطر على منطقة المهندسين المتاخمة للمطار، والتي تُعتبر جزءاً من سوره، بينما لا يزال لواء التأمين المحاذي للمنطقة من الجهة اليمنى، والواقع على قمّة جبل مطلّ على منطقة المهندسين بيدِ الجيش، الأمرُ الذي يمكّنه من استهداف مقاتلي التنظيم في تلك المنطقة.
وأوضحت المصادر أنّ مقاتلي التنظيم سيطروا أيضاً على سريّة جنيد في منطقة المقابر المحاذية للمطار، والتي تمرّ منها الطريق الواصلة إلى مدينة دير الزور، ما أدّى إلى قطع الطريق وبالتالي فصل المدينة عن المطار، واستهدف الجيش السوري تجمّعات مسلّحي التنظيم في تلك المناطق بشكل مركّز.
بدوره، أشار الإعلام الحربي إلى أنّ سلاح الجو في الجيش السوري شنّ غارات على المحور الشرقي والجنوبي لمطار دير الزور، بالتزامن مع قصف مدفعي لتحرّكات المسلّحين بمناطق الاشتباك. كما أضاف أنّ الجيش صدّ هجوماً لمسلّحي تنظيم «داعش» على محور البانوراما جنوب مدينة دير الزور، والسكن الجامعي جنوب غربي المدينة.
أمّا في وادي بردى بريف دمشق، فقد تمكّن الجيش السوري من دخول بلدة عين الفيجة وسط اشتباكات عنيفة مع مسلّحي «النصرة» وفق مصادر ميدانية.
وفي حمص، أطلقت المجموعات المسلّحة المتحصّنة في مدينة تلبيسة قذائف صاروخيّة على منازل الأهالي في قريتَي جبورين والمختارية، ما أدّى إلى استشهاد امرأة وإصابة شخص بجروح.
وردّت وحدات الجيش والقوات المسلّحة على مصادر إطلاق القذائف بضربات مركّزة أسفرت عن تدمير مرابض ومنصّات إطلاق قذائف صاروخية وهاون في قرى وبلدات الغنطو وتلبيسة وغرناطة والفرحانية بالريف الشمالي.
وفي ريف تدمر، نفّذ الطيران الحربي السوري طلعات مكثّفة على تجمّعات ومحاور تحرّك «داعش» في محيط كلّ من المحطة الرابعة ومدينة تدمر وحقول النفط والغاز، وأدّت الطلعات الجويّة إلى تدمير تحصينات وآليات «داعش»، والقضاء على أعداد منهم.