عباس: لن نخضع للابتزاز الذي تمارسه حماس
رأى رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، أمس، أنّ نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلّة سيقضي على عملية التسوية، وسيترك آثاراً مدمّرة على أمن المنطقة واستقرارها.
وأكّد عباس في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الفلسطينية، «العمل على استخدام كافة السُّبُل السياسية والدبلوماسية، ودعوة كافة الدول العربية والإسلامية والأسرة الدولية للوقوف الحازم والجاد بوجه التلويح بنقل السفارة».
وحذّر رئيس السلطة الإدارة الأميركية المقبلة من الإقدام على نقل السفارة، وقال إنّ مثل هذه الخطوة «الخطيرة» من شأنها أن تترك «آثاراً مدمّرة على أمن المنطقة واستقرارها». وأضاف: «هذه خطوة من شأنها القضاء على عملية السلام»، حسب تعبيره.
وتابع: «على الإدارة الأميركية الجديدة أن تضطلع مع باقي دول العالم بدورها في تطبيق حلّ الدولتين بدلاً من اللجوء إلى الخطوات التي من شأنها عرقلة هذا الحلّ وجعله مستحيلاًً».
وأشاد «عباس» بمخرجات مؤتمر باريس للسلام، وقال إنّ مشاركة 70 دولة وخمس منظمات دولية في المؤتمر يشكّل انحيازاً للقانون الدولي والإنساني.
وفي تشرين الثاني الماضي، وعد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، قُبيل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، بنقل سفارة بلاده من مدينة «تل أبيب» إلى القدس.
وعقب فوز ترامب، عوّل الكيان الصهيوني الكثير على تصريحاته المؤيّدة له خلال حملته الانتخابية، وطالبه مراراً بتنفيذ وعوده بنقل سفارة بلاده.
وتُعَدُّ القدس في صلب الصراع بين فلسطين والاحتلال، حيث يطالب الفلسطينيّون بالقدس المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.
وأكّدت الأحد الماضي، 70 دولة ومنظمة دولية، في البيان الختامي للمؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، أنّ إنهاء الصراع بين الصهيونية والفلسطينيّين لا يمكن أن يتحقّق إلّا بحلّ الدولتين.
وفي سياقٍ آخر، أكّد «عباس» حرصه وحكومته على «الإيفاء بالالتزامات اتجاه قطاع غزة، للتخفيف من معاناة سكّانه ورفع الحصار عنهم».
وأضاف: «لا يمكن الخضوع للابتزاز الذي تمارسه حركة حماس بإصرارها على السيطرة على القطاع، وعدم الاستجابة إلى الجهود لإنهاء الانقسام الأسود، واستعادة الوحدة الوطنيّة التي تشكّل مطلباً جماهيرياً ساحقاًً».
وأضاف: «لا يمكن الاستمرار بالسكوت على ما يقوم به المتنفّذون في قطاع غزة بفرض مختلف أنواع الضرائب وجباية الأموال وعائدات الكهرباء وغيرها لصالحهم، ويغرقون أبناء شعبنا في الأزمات المتلاحقة».
وكانت حركة حماس وحكومة الوفاق الفلسطينيّة قد تبادلتا الاثنين، الاتّهامات بشأن أسباب تفاقم أزمة نقص الكهرباء في قطاع غزة.
وفي وقت طالبت فيه حكومة الوفاق حركة حماس بتسليم كافة الوزارات بغزة، ردّت الأخيرة بإبداء جهوزيّتها شرط قيامها بكافّة مهامّها ومسؤولياتها.
ورغم تشكيل حكومة الوفاق في الثاني من حزيران 2014، إلّا أنّ حركة حماس لا تزال تدير قطاع غزة حتى الآن، حيث لم تتسلّم الحكومة مسؤوليّاتها فيه، نظراً للخلافات السياسية بين الطرفين.
ومنذ نحو شهر، تفاقمت أزمة الكهرباء في القطاع المحاصر، ووصلت ساعات قطع التيار الكهربائي إلى أكثر من 12 ساعة يومياً.
وأعلنت تركيا وقطر تبرّعهما بمبالغ مالية ووقود بغرض تزويد محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بالوقود، وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على عدد ساعات وصول التيار الكهربائي أمس.