لا فرق بين سفارة في تل أبيب أو في القدس
يكتبها الياس عشّي
السؤال: هل تحوّلت المسألة الفلسطينية من مسألة أرض اغتصبها غرباء جاؤوا من الرياح الأربع، ومسألة مشرّدين يعيشون في الشتات وفي مخيمات وأكواخ من صفيح، ومسألة معتقلات وسجون وأمعاء خاوية، ومسألة شهداء احتلوا ذاكرة الوطن، ومسألة قومية،
أقول: هل تحوّلت هذه العناوين الكبيرة والملحّة إلى عنوان واحد هو:
«ترامپ ينوي نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إلى القدس»؟
ما هَم؟ فلينقلها إلى حيث يريد، فالأمرّ سيّان!
كلّ ما في الأمر أننا أمام عنوان آخر نتسلّى به، وننسى إن لم نكن قد نسينا فعلاً المسألة الفلسطينية الأساس، ولنلهث وراء الرموز القدسية.
بالنسبة لي… كلّ حبة تراب من أرض الوطن لها من القدسية ما يكفي للقضاء على الإدّعاء التلمودي بأنّ اليهود «هم شعب الله المختار»، وما يكفي لتذكير العالم بما قاله موشي دايان قبل وفاته بأيام: «نحن اليهودَ لا ننظر إلى العرب إلّا من فوهة البندقية».