حلّان أفضل من حلّ

كتب غيورا آيلند في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبريّة:

شرع هذا الأسبوع نحو 250 رجل من رفاقي، رؤساء الجيش وأجهزة الأمن في الاحتياط في حملة تدعو إلى الانفصال عن الفلسطينيين من أجل مستقبل «إسرائيل» وأمنها. أنا أتفّق معهم، لأنه بين الإمكانيتين ـ استمرار إدارة النزاع أو محاولة إيجاد حلّ ـ النهج الثاني هو الصحيح.

إن التفضيل الواضح لحكومة «إسرائيل» هو باتجاه استمرار إدارة النزاع. ظاهراً، هذا هو الأمر العمليّ أكثر، إذ ثبت في السنوات الـ24 الأخيرة أنّ كلّ محاولة للوصول إلى حلّ الدولتين لم تنجح. كما أن المحاولة لتقدير فرص النجاح في المستقبل، تؤدّي إلى استنتاج بشع في أن هذا الحلّ ببساطة ليس جذّاباً للطرفين.

تقوم صيغة الدولتين على أربعة افتراضات: الحدود الجغرافية للحلّ هي بين نهر الأردن والبحر الحلّ يستوجب إقامة دولة فلسطينية سيادية غزّة والضفة الغربية يجب أن تكونا كياناً سياسياً واحداً الحدود بين دولة «إسرائيل» والدولة الفلسطينية تقوم على أساس خطوط 1967. إذ أخذنا بهذه الافتراضات الأربعة، فإنّ الحلّ معروف إلى هذا الحدّ أو ذاك. وقد سبق أن اقترحه الرئيس كلينتون منذ عام 2000.

ولكن من قال إن هذه الافتراضات الأربعة ملزمة؟ من قال إنّ الحلّ الذي اختُرع عام 1993 هو الأمر الوحيد ولا يوجد غيره؟ من قال إننا ملزمون بأن نكون في وضع ثنائيّ: إما استمرار الوضع القائم أو تبنّي ذاك الحلّ الوحيد؟

يجدر بنا أن نتذكّر أنه حتى قبل 24 سنة لم يكن الخلاف في «إسرائيل» بين اليمين واليسار، بين «الليكود» و«العمل»، يدور على الاطلاق حول حلّ الدولتين. فالمعسكران كانا يرفضان في حينه هذا الحلّ. «الليكود» أيّد منح حكم ذاتيّ للفلسطينيين، و«العمل» أيّد الحلّ الاقليمي مع الأردن. ومن اللحظة التي انطلقت فيها مسيرة أوسلو على الدرب، بات صعباً التفكير في حلول أخرى، وإن كان لأن ثلاثة رؤساء أميركيين على التوالي وستة وزراء خارجية أميركيين على التوالي أعربوا عن تأييدهم غير المتحفّظ لحلّ الدولتين بعد وقت قصير من تسلّمهم مهام مناصبهم.

هذا الأسبوع سيدخل إلى البيت الأبيض رئيس جديد، ليس ملتزماً بالفكرة القائمة. عملياً، ليس ملتزماً بشيء. وهذه فرصة للتوجّه إليه وعرض أفكار جديدة. ويوجد على الأقل حلّان آخران، كل واحد منهما أفضل في نظري من حلّ الدولتين وليس فقط لأنه أفضل لـ«إسرائيل»، لا بل أيضاً لأنه أفضل للفلسطينيين، الأردن ومصر. وأنا أقصد سواء تبادل الأراضي متعدّد الجوانب أو وجود فدرالية أردنية ـ فلسطينية. وتوجد أيضاً أفكار أخرى لم تُدرَس بعمق.

لن يكون صحيحاً من جانب حكومة «إسرائيل» الخروج بخطّة خاصة بها، وذلك لأن كل مبادرة «إسرائيلية» بطبيعة الحال سيرفضها العالم العربي رفضاً باتاً. ولكن سيكون صحيحاً معالجة الافكار البديلة وعرضها على الإدارة الأميركية الجديدة، أو على الرئيس بوتين أو على كليهما.

لامبالاة أوروبا… كارثية

كتب رؤوبين باركو في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبريّة:

المثل العربي الذي يقول «عنزة ولو طارت» يصف الشخص الذي يصمّم على رأيه الخاطئ ويزعم أنها عنزة رغم أنه يرى أن هذا طائر محلّق في السماء. بهذا الشكل يتصرّف من ينكر «أن القدس هي عاصمة إسرائيل» ويؤيّد الأكاذيب الفلسطينية التي تقول إن «عاصمة اليهود القديمة» ستعطى للدولة الفلسطينية «التي لم تكن ذات يوم»، و«للشعب الذي تم اختراعه أمس».

من أين يأتي الدافع لهذه الدول، حيث حذّر وزير الخارجية الفرنسية آيرولت الرئيس الأميركي ترامب من أنه إذا قام بنقل السفارة الأميركية إلى القدس فسيكون ذلك استفزازاً له تأثير خطير. ففي «عهد التوراة الذي كانت فيه القدس عاصمة إسرائيل»، وفي الأيام التي كان فيها «الهيكل اليهودي في المدينة» هو سبب تمرّد المسيح ضدّ حاخامات «إسرائيل»، كانت باريس خيمة متنقلين. و«كانت القدس عاصمة مملكة إسرائيل» قبل خروج الفرنسيين من مغاراتهم أو ينزلون عن الأشجار من أجل بناء باريس والعواصم الأوروبية الأخرى. إن تحذير فرنسا الذي يبحث عن العدل الضائع تحت ضوء «الديمقراطية الإسرائيلية» الوحيدة في الشرق الأوسط، يبرز بالذات بسبب اللامبالاة الفرنسية تجاه الكوارث في المنطقة، والتي تحتاج إلى مساعدة حقيقية.

في وقت أطفأ سكان باريس أضواء برج إيفل تضامناً مع القتلى في حلب، وفي وقت كانت بطونهم ممتلئة ببيض الكافيار، استهزأ العالم وذرف دموع التماسيح. يصعب التعامل بشكل جدّي مع أمة الشمبانيا التي لم تحرّك ساكناً من أجل منع «المذبحة في سورية»، لكنها تدسّ يدها بهستيريا وبشكل خطير في أمن «إسرائيل».

إن اطفاء أضواء برج إيفل كان حدثاً عبثياً، لكن وضع علم «إسرائيل» على بوابة برندنبورغ في برلين تضامناً مع ضحايا العملية في القدس، كان رسالة مشجّعة تقول إن أوروبا بدأت تدرك. وعلى ضوء هاتين الدعايتين الزائلتين توجد بوابة تيتوس في روما قرب الفاتيكان كشهادة قديمة على قصة «هيكل اليهود الواسع في القدس وثرواته المسروقة». شهادة ضدّ من ينكر «عاصمة اليهود»، سواء من المسيحيين أو المسلمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى