بوتين يبحث مع ميركل وهولاند تطبيق اتفاقات مينسك
بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هاتفيا، مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تطبيق اتفاقات مينسك بشأن تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا. فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده لم تتدخل في عملية الانتخابات الأميركية، على خلاف حلفاء واشنطن في أوروبا. في حين أشاد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بالاحترافية العالية للقادة العسكريين الروس.
وجاء في بيان صدر عن الكرملين، أمس، أن زعماء الدول الثلاث ناقشوا سير تطبيق اتفاقات مينسك، مع أخذهم بعين الاعتبار نتائج قمة «النورماندي» روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا التي عقدت في برلين في تشرين الأول الماضي.
وذكر البيان، أن الأطراف أعربت عن عدم رضاها من الوضع الحالي، في عملية تسوية الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا، بما في ذلك، تنامي التوتر الأمني على طول خط التماس بين طرفي النزاع المسلح في منطقة دونباس. وكذلك، ضعف أداء مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع. كما أشار الزعماء الثلاثة، إلى أهمية تكثيف الجهود الرامية إلى تخفيف التوتر في المنطقة وضمان التطبيق الممنهج لاتفاقات «مينسك-2»، بما في ذلك تبادل المعتقلين وفقا لمبدأ «الجميع مقابل الجميع». واتفقت الأطراف على ضرورة تفعيل النشاطات الجارية في إطار «رباعية النورماندي»، عبر إجراءات مشتركة بين الدول الأربع في المستقبل القريب.
وأطلع بوتين محادثيه، على الخطوات التي تم اتخاذها لتطبيق الاتفاقات الروسية – التركية – الإيرانية، بشأن وقف إطلاق النار في سورية والاستعدادات الجارية لعقد لقاء في عاصمة كازاخستان، أستانا، بمشاركة ممثلين عن كل من دمشق والمعارضة السورية.
من جهة ثانية، قال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي، سيباستيان كورتس، أمس: «حان الوقت أن نعترف بأن حلفاء أميركا وليست روسيا، تدخلوا بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة وفي الحملة الانتخابية. والكثير منهم، على فكرة، لا يستطيعون حتى الآن الهدوء والسيطرة على مشاعرهم».
وأكد الوزير الروسي، أن موسكو لا تتدخل في ما يجري من المواجهات بين إدارة أوباما المنتهية ولايتها وفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، معتبرا كل الاتهامات الموجهة إلى روسيا بهذا الشأن، عارية عن الصحة تماما. وقال: «وسخرية الوضع تتمثل في أن هؤلاء الذين تدخلوا في هذه الحملة الانتخابية، يوجهون اتهامات إلينا».
وأضاف: إن موسكو أكدت أكثر من مرة، أنها مستعدة للتعاون مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأميركي. مشيرا إلى أن عددا كبيرا من زعماء الدول الحليفة للولايات المتحدة وبينهم أنغيلا ميركل وتيريزا ماي وفرنسوا هولاند وغيرهم دعموا المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بشكل علني.
وتابع: إن مسؤولين أوروبيين لم يخجلوا من «شيطنة» صورة دونالد ترامب، مشيرا إلى أن نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير وصف ترامب بأنه داعية الكراهية، بينما قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، إن ترامب ليس سليما، أما رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانوئيل فالس، فإنه قال إن العالم كله يرفض المرشح الجمهوري. وأكد لافروف، أن هؤلاء الذين يوجهون مثل هذه الاتهامات، في محاولة لقلب الوضع رأسا على عقب، عليهم أن يشعروا بالخجل.
ولفت إلى إن نظيره الأميركي جون كيري، من جهته، انتقد تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، حول سياسة ألمانيا في مجال الهجرة، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما من جهة أخرى، دعا شخصيا لعدم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتدخل في شؤون الآخرين بالقوة من أجل تغيير النظم.
في سياق آخر قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أثناء اجتماعه مع قادة القوات المسلحة الروسية: إن الآونة الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا لمستوى احترافية الجنرالات والضباط في الجيش الروسي. وإن العملية العسكرية الروسية في سورية تدل على ذلك.
وذكر شويغو، أن هذه العملية تتصف بالتنظيم الفعال، من حيث الاستخدام المتكامل لوحدات من سلاح الجو والأسطول البحري ومن حيث استعمال أحدث أنواع الأسلحة عالية الدقة. ودعا لاستمرار العمل على إتقان عملية إعداد الضباط وتحسين نشاط عناصر القيادة العسكرية للقوات المسلحة الروسية.