عون: الانتخابات النيابيّة ستحصل في موعدها ونعمل لإقرار تعيينات وتشكيلات إدارية
أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون، أنّ الانتخابات النيابيّة ستحصل في موعدها وفق قانون يتوافق عليه اللبنانيّون، داعياً اللبنانيّين إلى اختيار نوّاب على انسجام مع بعضهم بعضاً ليتمكّنوا من تحقيق الإنجازات التشريعية والرقابيّة التي تهمّ جميع اللبنانيّين، معتبراً أنّ «في الاتحاد قوة». وكشف أنّ العمل بدأ لإقرار تعيينات وتشكيلات وتغييرات في الإدارات والمؤسسات العامّة بهدف تجديد الدم ومكافحة الفساد، مؤكّداً أنّ «هذا الأمر لا يهدف إلى النَّيل من أحد، بل لإنقاذ الدولة من الهريان الذي أصاب بعض مفاصلها وشرايينها».
كلام عون جاء خلال استقباله أمس في قصر بعبدا وفداً ضمّ رؤساء البلديات والمخاتير في قضاء كسروان الفتوح، في حضور العميد المتقاعد شامل روكز.
وتحدّث بِاسم الوفد رئيس الاتحاد رئيس بلدية جونيه جوان حبيش، الذي حيّا الرئيس عون، معاهداً بِاسم أبناء المنطقة البقاء إلى جانبه، ومعرباً عن ثقته بأن تنال كسروان – الفتوح في عهده «حقّها في المواطنة، وهذا يعني الحق في الإنماء المتوازن المنقطع عنها منذ عقود».
وعدّد أبرز مطالب بلديات المنطقة، طالباً دعم رئيس الجمهورية من أجل تحقيقها، وأبرزها في البُنى التحتية، إضافةً إلى تأمين حقوق المخاتير وملء الشواغر من ذوي الكفاءات من أبناء المنطقة، إلى جانب تحديث الإدارات والمباني التابعة لها، ودعم إنشاء محافظة كسروان – جبيل. وختم بالتأكيد، «أنّ ثقة أبناء المنطقة بكم من دون حدود، لبناء لبنان وطن العدالة والكرامة لجميع أبنائه».
وردّ عون بكلمة عرض فيها لأهمية المشاريع المنوي تنفيذها في منطقة كسروان الفتوح وفي كافة المناطق اللبنانية، وقال: «سنتابع مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد وضبط الإنفاق، ووقف صرف بعض الموازنات في غير محلّها من دون أن يتحمّل أحد مسؤولية ذلك».
وبعدما أشار إلى أهميّة إجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها، قال: «لقد أسّسنا الأحزاب التي تُنشئ كتلاً قوية وتقوم بإنجازات. فالنائب لوحده ليس لديه القدرة على التخطيط أو فرض تخطيط معيّن، لذلك نشجّع الاقتراع للأحزاب وليس للأفراد، لأنّهم قوة ضائعة وغير فاعلة ضمن مجلس النوّاب». ولفتَ إلى أنّ منطقة كسروان الفتوح ستصبح أول قضاء نموذجيّ للامركزية معالجة النفايات»، مشيراً إلى أنّ الأموال التي هُدرت في عمل بعض البلديات كانت بإمكانها أن تحقّق الكثير من الإنجازات.
واستقبل عون وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني والوزير السابق فادي عبود وروبير سرسق، وتطرّق البحث إلى الطرق الواجب اتّباعها لمكافحة الفساد، وذلك بهدف تحقيق الغاية من استحداث وزارة دولة لشؤون مكافحة الفساد.
واستقبل رئيس الكنيسة المتحدة في أستراليا القسّ ستيورت ماكميلان في حضور السفير الأسترالي في بيروت غلين مايلز، ورئيس الكنائس الشرقية في أستراليا القسّ غابي قبرصي، ووفد من الطائفة الإنجيليّة في لبنان ورئيس جامعة هايكازيان القس الدكتور بول هايروستيان.
وأشار ماكميلان إلى أنّ زيارته والوفد المرافق للبنان هدفها التعبير عن تضامن أبناء الكنيسة المتحدة في أستراليا مع الشعب اللبناني، وتأكيد أهميّة العيش بتناغم بين المسيحيّين والمسلمين في لبنان والعمل سويّاً في خدمة الوطن.
وشكر عون القس ماكميلان على زيارته، و«على التضامن الذي أبداه مع الشعب اللبناني المتنوّع مذهبيّاً وطائفيّاً، وهو أشبه بالفسيفساء التي تتجسّد فيها كلّ ألوان الأطياف الدينيّة». وعرض رئيس الجمهورية لواقع المسيحيّين في الشرق في ضوء الهجرة المتزايدة إلى عدد من الدول، لافتاً إلى «أنّ لبنان ينعم بالاستقرار بين جميع طوائفه، لأنّنا نشرنا روح الاعتدال بين الجميع واستطعنا أن نبقى موحّدين»، كما شكره على الدعم الذي تقدّمه الكنيسة المتحدة في أستراليا، وحمّله والوفد المرافق تحيّاته إلى الجالية اللبنانية هناك، وإلى الشعب الأسترالي الصديق.
والتقى عون رئيس جامعة القديس يوسف الأب البرفسور سليم دكاش اليسوعي، الذي ألقى كلمة هنّأ فيها رئيس الجمهورية «على كلّ هذه الإنجازات التي تحقّقت لخير هذا الوطن وأبنائه، ما زاد عزيمتنا على إكمال رسالتنا، وكذلك الأمل بأن يستعيد لبنان قوّته ودوره المميّز على أرض الشرق وأبعد».
وردّ رئيس الجمهورية مرحّباً بالوفد، و ملاحظاً «وجود نوع من الاعتكاف لدى الشباب اللبناني للمشاركة في الحياة العامّة، حيث أنّ الحلم بات يقتصر على الهجرة، التي هي من «مراحل الانحطاط»، لأنّها تجعلنا نفقد دور لبنان الذي هو «قلب الغرب وعقل الشرق». ودعا إلى وجوب إعادة إيقاظ الحسّ الوطني، إضافةً إلى مضاعفة الثقافة السياسية لدى الشباب الجامعي، لأنّ المال أفسد الحياة السياسية وساهم بالتالي في مضاعفة درجة الاعتكاف، حيث لم يعد باستطاعة الشاب المثقّف المساهمة في الحياة السياسية والمشاركة فيها، كون هذه الحياة باتت تُشرى وتُباع، وتُكتسب بالمال».
واستقبل عون «مجلس الفكر» برئاسة كلوديا أبي نادر، التي ألقت كلمة أكّدت فيها أنّ أعضاء المجلس «يقفون إلى جانب العهد جنوداً في مسيرة الإصلاح والتغيير والبناء، وهي مسيرة صعبة وشاقّة».
وردّ عون مرحّباً ومهنّئاً الوفد على عمله في الميدان الفكري والثقافي، مشيراً إلى أنّ «مشكلاتنا في مجتمعنا اليوم متعدّدة، لأنّنا لم ننطلق في بناء الوطن وتربية المواطن كما يجب. إذ علينا تعريف المواطن على معنى الوطن عبر أسلوب الحياة بأبعاده الثلاثة، التربية والتعليم والثقافة التي تُعتبر أساساً، لأنّ نشرها يساهم في ترقية المجتمع والإعلاء من شأنه».
وأشار إلى أنّ «العالم شهد انتقالاً لكلّ القيم والمفاهيم باتّجاه المال والمادة»، داعياً إلى «إجراء عملية إصلاح من أجل العودة إلى الفكر الصحيح. فالمال هو وسيلة للتعاطي مع الحاجة، و يجب ألّا يتحوّل إلى «المعبود»، وقد خسر مجتمعنا الكثير من قيمه جرّاء هذا التحوّل، وأصبحت الحياة السهلة والسطحيّة هي الأساس».