«حمرا طويلة»… قصص حبّ في زمن الحرب الإرهابية على سورية
يروي الفيلم الروائي القصير «حمرا طويلة» الذي يُنجَز حالياً، أحداثاً درامية متصاعدة، مركّزاً على قصص حبّ منعزلة في زمن الحرب الإرهابية على سورية.
ويتناول الفيلم الذي يُخرجه الأميركي من أصل سوري علي أكرم محمد، ومن سيناريو وحوار سامر محمد إسماعيل، شخصيات مؤثرة تتداعى أمام نفسها في لعبة مكاشفة حاسمة، ليكون الأبطال أمام مجابهة صادمة بين الواقع والحلم، لكنهم في النهاية يخلصون إلى حقيقة أن السوريين جميعاً أمام عدوّ واحد هو الإرهاب التكفيريّ وأدواته الظلامية.
المخرج علي أكرم محمد قال خلال تصوير مَشاهد الفيلم في بيت دمشقيّ قديم في حي عين الكرش: «حمرا طويلة» هو العمل الأوّل لي في سورية، حيث قرّرت المجيء إلى بلدي الأمّ لتصوير هذا العمل من أجل تقديمه للمشاركة في مهرجانات عدّة للأفلام في الولايات المتحدة الأميركية ومهرجانات عربية. مؤكداً أنه فضّل تحقيق الفيلم في سورية كي يعرف العالم بأسره أن نبض الحياة ما زال مستمرّاً فيها رغم الحرب الإرهابية عليها، ورغم الإمكانيات المحدودة في إنجاز أعمال سينمائية.
وأضاف محمد: يتم إنجاز هذا العمل بالاعتماد على الخبرات والكوادر الفنية السورية رغم الصعوبات التقنية والفنية والحظر المفروض على استيراد أيّ أجهزة أو معدّات سينمائية متطوّرة بسبب الحصار الاقتصادي الظالم المفروض على سورية. آملاً في أن يكون هذا العمل مقدّمة لأعمال مستقبلية أخرى له في سورية.
من جهته قال كاتب الفيلم سامر إسماعيل: هي تجربة استثنائية مع مخرج موهوب ولديه حماسة لإنجاز فيلم سينمائيّ في بلده الأمّ رغم الإغراءات المادية المقدّمة له في الخارج. لذلك عملت على كتابة سيناريو هذا الشريط بعيداً عن المكياجات الاجتماعية المعهودة ومن دون مجاملة لفهم تقليدي عن أفكار متوارثة وممجوجة عبر قصة واقعية لاهثة، وصولاً إلى ذروات من صراع يتفاقم مع كل مشهد، مع الاشتغال على بنية الشخصيات وأسباب هروبها وانكفائها وولعها وخوفها، ثمّ اكتشافها معنى الحوار والاختلاف.
بطلة الفيلم الممثلة رشا بلال قالت بدورها: لدى قراءتي النصّ تشجّعت للعمل واستهوتني كلّ الشخصيات النسائية والذكورية أيضاً. فكلّ منها مكتوب بحساسية عالية واضحة جداً وبلغة مسرحية، فكان بمثابة حافز لي كممثلة إضافة إلى المحتوى والمضمون الذي يريد الكاتب إيصاله حيث لامستني شخصيتي في العمل كونها شخصية مركّبة توجد في داخل كلّ امرأة.
الفنان وجدي عبيدو المشارك في الفيلم قال: «حمرا طويلة» عنوان لفيلم روائيّ قصير، فالنصّ بإيجاز يتحدّث عن سورية بنسيجها الجميل، المتمسّكة بالحياة لنرى هذا الأمر من خلال خمس شخصيات بملامح مرسومة بعناية فائقة ودقّة عالية الحسّية. معتبراً أن الفيلم تراجيديا اجتماعية ممزوجة بالحبّ.
من ناحيته قال الممثل أمير برازي المشارك كضيف شرف في «حمرا طويلة»: أكثر ما شجعني للمشاركة بالفيلم رغم صغر حجمها، فكرة النصّ القائمة على مشاكل متتالية لجميع الشخوص الموجودة والتي كتبت بطريقة مختزلة ومستفزة للمُشاهد بطريقة تارة بوليسية وتارة أخرى بعمق إنساني له علاقة بحدث درامي مشوّق بإسقاط ممتع ضمن ما نعيشه اليوم.
الممثلة مي مرهج اعتبرت أن العمل في السينما بحدّ ذاته يحقّق للفنان متعة خاصة رغم صعوبته، لا سيما أنّ الفيلم الروائيّ القصير يتطلّب من الممثل القدرة على إيصال عمق الشخصية ودواخلها.
مدير الإنتاج رامي عبيدو كشف أن الفيلم سيشارك خلال فترة قصيرة بعدد من المهرجانات العالمية. متوقّعاً أن يحقّق صدى كبيراً لدى عرضه، لأنّ الشروط المثالية من النصّ الجيد والمخرج المتمكّن والممثلين الشباب المتحمّسين والكادر الفنّي المتميز، توفّرت له.
تجدر الإشراة إلى أنّ الفيلم من إنتاج علي محمد بالتعاون مع شركة «البارون»، وهو من بطولة كل من الفنانين: مي مرهج، رشا بلال، كرم شعراني، ووجدي عبيدو، وأمير برازي. وموسيقى المايسترو سمير كويفاتي، ويساعد في الإخراج إسماعيل ديركي، ومدير الإنتاج رامي عبيدو، ومدير التصوير والإضاءة رضوان الطيّان.
يذكر أن المخرج محمد حائز شهادات عدّة في الإخراج والتمثيل السينمائي والتلفزيوني من أكاديميات ومؤسّسات أميركية عريقة، وأخرج سابقاً أعمالاً سينمائية وتلفزيونية ومسرحية عدّة في أميركا على نحو «كذبة بيضاء» و«ماذا في الحقيبة».