إنجاز طبي فلسطيني يلفت اهتمام العالم: مريض بثلاثة قلوب في فلسطين
قلبان في كفه وثالث مرتاح في جسده: ليست هذه بداية أحجية، هذا ما نشرته الصحف اللندنية صباح أمس تروي ما حصل مع مريض من محافظة نابلس يئست المستشفيات في فلسطين المحتلة من إمكانية علاجه، فتوجه إلى المستشفى الجامعي في نابلس وهو يعاني تضخماً وفشلاً حاداً في عضلة القلب وقوة ضخ ضئيلة جداً لا تتعدى 5 .
فزراعة قلبين اصطناعيين وإزالتهما لاحقاً في المستشفى الجامعي، لأول مرة في الشرق الأوسط، كانت كفيلة بتعافي المريض وعودته للمشي وممارسة حياته خلال ثمانية أسابيع.
وأفاد المستشفى الجامعي في نابلس أنه استقبل مريضًا في حالة ميؤوس منها ويعاني فشلاً تاماً في جميع أعضاء الجسم الحيوية كالكلى والكبد والرئتين إضافة إلى تسمم في الدم، نتيجة قوة الضخ الضئيلة في القلب، بعد أن أعلنت المستشفيات في فلسطين المحتلة استسلامها عن إمكانية إيجاد علاج مناسب له، وتم نقله بصورة عاجلة إلى مستشفى النجاح الجامعي كمأوى أخير قبل وفاته بساعات على حد تعبير الناطق الإعلامي للمستشفى.
لكن الطاقم الطبي في المستشفى الجامعي بقيادة البروفيسور سليم الحاج يحيى قرر استقبال الحالة فوراً، رغم تعقيدها، وتم إدخال المريض إلى غرفة العمليات، حيث تمّ شق صدره بالسرعة الممكنة في عملية استغرقت 15 ساعة متواصلة،أجريت خلالها زراعه قلبين اصطناعيين عبارة عن مضختين تعملان خارج الجسم بقوة الدفع المغناطيسي، إضافة إلى قلبه الطبيعي.
معايير عالمية
وأوضح البروفيسور الفلسطيني أن المضخة اليمنى تقوم بسحب الدم من الجزء الأيمن للقلب وضخه إلى شرايين الرئة، بينما تسحب المضخة الأخرى الدم من الجزء الأيسر لتضخه إلى الشريان الأبهر الرئيسي ما يعني أن القلب الطبيعي سيكون في حالة راحة طوال الوقت وتوقف عن ضخ الدم في الفترة المقبلة من حياة المريض. ونوّه أن هذا النوع من العمليات المعقدة للحالات الميؤوس منها، يعتبر من الناحية الطبية جسراً لحين اتخاذ القرار لاحقاً بخصوص إعادة تشغيل وإنعاش الأعضاء الحيوية في الجسم التي فشلت تماماً نتيجة فقر ضخ الدم.
وقد تكللت جهود الفريق بنجاح في العملية التي تمت بمعايير عالمية هي الأولى من نوعها في فلسطين والمنطقة العربية على الإطلاق، إذ أشار الفريق الطبي الذي أجرى العملية أن استثنائية هذه الحالة تكمن في أن العلامات الحيوية بدأت تظهر على المريض في إشارة إلى تعافيه بشكل تام، وقد عادت جميع الأعضاء الحيوية الفاشلة للعمل بشكل سليم بما فيها الكبد، الرئتان، الكلى وباقي الأعضاء. كما تمت معالجة التهاب الدم والقضاء عليه نهائياً، وبدأ المريض بالمشي والأكل وممارسة حياته بشكل شبه مستقر حاملاً ثلاثة قلوب، اثنين في كفه وثالثاً مرتاحاً في جسده.
التحدي الأكبر
إلا أن الخطوة الأصعب والتحدي الأكبر للبروفيسور وفريق القلب الفلسطيني كان بعد مرور ستة أسابيع على إجراء العملية الأولى، حيث أجريت عملية ثانية تم خلالها شق الصدر لإزالة القلبين الصناعيين الظاهرين الخارجيين، واستبدالهما بزراعة قلب صناعي دائم داخل الصدر. وقد استغرقت العملية 15ساعة ليكون مجموع ساعات العمليتين معاً 30ساعة، تعافى المريض بعدها وعاد للمشي والحركة خلال أقل من أسبوعين.
وقد أجمع العديد من ذوي الاختصاص في المجال على أن هذه العملية هي الأكثر تحدياً وخطورة، إذ تعتبر هذه الحالة الأشد خطورة في الطب البشري، كما يشكل خوض عمليات مشابهة تحدياً عاليا على المستوى الجراحي وفق المعايير الطبية العالمية.