حسم دستوري ـ لوبيات ـ مذكرة توقيف ـ زهرا ـ رنكوس

ناصر قنديل

ـ الإصرار على الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها هو حسم دستوري، يواكب الحسم العسكري في ظلّ استعصاء الحسم السياسي، عبر فتح باب الحوار مع المعارضة التي صار ثابتاً بعد الذي جرى في انتخاباتها القيادية، أنها تحوّلت إلى نسخة عن مجلس التعاون الخليجي، لكلّ دولة سفير أو أكثر بين أعضاء الهيئات القيادية ورموزها، والحسم الدستوري يقطع الطريق على اعتبار عدم إجراء الانتخابات في موعدها مبرّراً لاعتبار سورية دولة فاشلة، ومدخلاً للمطالبة بوضع يد مجلس الأمن عليها تمهيداً لإلحاق التعليق العملي لفقرة الانتخابات الرئاسية من الدستور بعدم إجراء الانتخابات بما يعلق العمل بالدستور كله، فالمطالبون بتأجيل الانتخابات الرئاسية خسروا الرهان بالإصرار على إجرائها مهما كانت الظروف ومهما كان الثمن، ليصير موعد الحسم الدستوري تتويجاً لحملات الحسم العسكري المتواصلة بلا توقف.

ـ محظوظون وأقوياء ومنظمون هم أهل المصارف والشركات العقارية، باللوبيات التي تخدمهم في التعطيل والتمييع داخل لعبة التشريع، وحزبهم وطني بامتياز لا يعترف بالتقسيم الطائفي للبنانيين ولا بالتنوع السياسي.

ـ تزامن التصعيد في الخطاب مع إطلاق النار ضدّ الجيش اللبناني، يحدّد بالاسم من يجب أن تصدر بحقهم مذكرات توقيف وجاهية، فهل يتوقف وزير العدل عن التصريحات النارية بحق مجهول، ويدع النيابات العامة تسطر مذكرة توقيف بحق معلوم؟

ـ استعمل النائب أنطوان زهرا تعبيراً اقتصادياً هو صنع في لبنان، بحديثه عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني في إشارة ضمنية لترشيح رئيسه سمير جعجع، ولأنّ البحث اقتصادي فالمعلوم أنّ صنع في لبنان يسمح بمنحها للسلع التي تزيد نسبة المساهمة اللبنانية فيها عن الـ20 في المئة، في المواد الأولية أو في الكلفة المانحة للقيمة المضافة، فهل هذا هو المقصود بصنع في لبنان رئاسياً، وهو حالة منطبقة على ترشيح جعجع؟

ـ تقول المعارضة السورية المنظمة السياسية والعسكرية برموزها عبر الفضائيات، أنّ رنكوس بلا قيمة استراتيجية، وقالت ذلك عن يبرود وقبلها عن النبك وقارة ودير عطية، وقبلها عن القصير، وقبل كلّ ذلك عن الخالدية وبعدها عن قلعة الحصن والزارة، وقبل وبعد عن بابا عمرو، وبين هذه وتلك عن خناصر والسفيرة، فكلها وغيرها ومثلها الكثير تكون قلاعاً استراتيجية تقرّر مستقبل الصراع على سورية عندما تكون بيد مسلحي المعارضة، وتصبح بلا قيمة عندما يدخلها الجيش، وكلنا نذكر معلولا يوم دخلها مسلحو النصرة قيل إنها نصف الحرب على سورية، ولما خسروها صارت حجارة مهجورة، ولما استرجعوها عادت أهمّ من كلّ القلمون، وغداً تعود بلا أهمية عندما يخسرونها، لو تقرّر المعارضة المسلحة وفروعها السياسية أي من المناطق السورية تبقى استراتيجية قبل وبعد الهزيمة فيها، ولا ينطبق عليها الانسحاب التكتيكي والتذرّع بحماية المدنيين، ويثبت فيها خطاب «لن يمرّوا إلا على أجسادنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى