تقرير إخباري

أطلقت تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق التي قال فيها إن المفاوضات مع «إسرائيل» باتت مطلباً شعبياً، وإن حركته قد تضطر إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل»، عاصفة من التحليلات التي رأت فيها مؤشرات إلى أن «حماس» بدأت تشهد تغيّرات جذرية في إيديولوجية الحركة وفكرها السياسي، وفقاً لما تقتضيه الظروف الحالية والمصلحة الحزبية، وبناء على التغيرات التي تشهدها المنطقة، وتنعكس مباشرة على الساحة الفلسطينية.

ويتوقع المراقبون أن يكون لهذه التصريحات التي صيغت بدهاء في إطار براغماتية سياسية تطابق التطور السياسي لحركة حماس، أثر ستترجمه الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، بعد أن تكون الأطراف المعنية قد درست المضمون وحددت الأهداف، إذ يرى هؤلاء أن تصريحات أبو مرزوق ليست كلاماً عابراً، ولم تأتِ في سياق رد سريع على سؤال، وإنما صيغت على نحو يشير إلى أن لها ما بعدها.

خصوصاً وأنها تتناقض مع مواقف سابقة للحركة كانت ترى في المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل» ومسار التسوية الذي قاده رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس تحت مظلة منظمة التحرير «تفريطاً بالحقوق»، ثم تحايلت على تصريحاتها بإجراء مفاوضات أطلقت عليها «غير مباشرة» بوساطة مصر، والآن تطلق دعوة للمفاوضات المباشرة تلقفتها مستويات فلسطينية وعربية و»إسرائيلية» ودولية عدة. واختلف المحللون في اعتبار ما صرحه به أبو مرزوق موقفاً شخصياً يخصه أو حركياً.

في هذا السياق، شدد الكاتب رشيد شاهين على أن «القنبلة المدوية» التي أطلقها أبو مرزوق هي رسالة مباشرة لـ «إسرائيل» وللجنة الرباعية واشتراطاتها المعروفة من أجل التعامل مع «حماس»، وللسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، مضيفاً رسالة لا تخفي جاهزية غير معلنة، واستعداداً مبطناً لاتباع المسار نفسه الذي سارت عليه المنظمة.

وربط المحلل السياسي محمد جمال بين رسالة أبو مرزوق وتوقيت إطلاقها بعد إنهاء العدوان على غزة وما تبعه وما سيتبعه، واشتراط الدول المانحة تمويل إعادة الإعمار عن طريق السلطة ورفض التعامل مع حماس في ذلك، وإطاحة مصر بحكم الإخوان، ورفض النظام المصري التعامل مع الحركة.

ويشار إلى أن حركة حماس حاولت تدارك الوضع بعد الجدال الذي أعقب تصريحات أبو مرزوق، فخرج القيادي إسماعيل هنية لتأكيد رفض حركته سياسة التفاوض المباشر مع «إسرائيل»، مؤكداً أن سياستها المعتمدة في التعامل مع الاحتلال تقتصر في نطاق التفاوض غير المباشر. وعلى رغم هذا لا يرى الكاتب ماهر عرار فرقاً بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة إلا في كون الأولى تعد صيغة اعتراف بالطرف الآخر أقوى من الثانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى