أيها الإرهاب… على رصيف «الكوستا» انتظرناك

اعتدال صادق شومان

كنّا واثقين أيّها الإرهابيّ أنّك ستأتي، كنّا موقنين أنّك ستتسلّل لقتلنا، فانتظرناك في أمكنتنا ومطارحنا وبيوتنا، في مدراسنا ومكتباتنا، في شوارعنا وحدائقنا، في مقاهينا وعلى الأرصفة انتظرناك.

انتظرناك أمس، ولم نخلف بالحضور على رصيف «الكوستا»، ولكنّك أخطأت في التوقيت، فوقعت في كمين نفسك الأسود، ونجت الكمائن الجميلة في المقهى المستهدف، بفضل عهد العيون الساهرة على أمن الوطن من عهودك السوداء في تدمير الحياة والجمال.

أيها الإرهاب

أمس جدّدت لنا موعداً، وأسرعت خطواتنا إلى مواعيدنا الثابتة في «الكوستا»، نلتقي ونثير صخباً ويضجّ بنا المكان.

هنا «الكوستا»، هنا سبع منصور بأناقته المشهودة، ورصانته الموصوفة يجادله ذو الفقار قبيسي في الشعر والتاريخ، ثالثهما رامي اللبابيدي في موعده الليليّ. هنا فوزي البعلبكي يمارس هوايته الجديدة في «وصل» الكلمات المتقاطعة، ويطلّ ابراهيم سلامة يجرّ ثقل القدمين. هنا نعيم تلحوق في استراحة بين دوامين، هنا جورج جريج يخوض حديثاً هامساً مع عبد الهادي محفوظ. هنا رؤوف قبيسي العائد من لندن يسبقه سيجاره الكوبيّ «المغشوش» ليدبّ الضجيج فوراً في المكان بصخب محبّب عرف به رؤوف. هنا وداعة خليل الحكيم يجالس حبيب معلوف محاضراً في البيئة بغير ملل، وقد سبقهما إلى الجلسة نهاد حشيشو تحت قبّعته السوداء، لينضمّ إليهم بعد قليل سمير مكاوي البيروتيّ الأشقر. هنا منى السعودي في كامل هيبتها وجلالة حضورها، وسهى الصباغ بصخب ألوانها، لينا كريدية في موعد مع نجوى حمّود ورحاب المغربي، ترطن بلهجتها البيروتية المحبّبة «ويكن ما عم نشوفكن؟»، قبل تعلو الضحكة الطيّبة على الوجه البشوش. وتمرّ في المكان ريما النخل، وتهبط من غربتها خليلة الحمرا سنا البنا فتكتمل الجلسة.

أما ثلّة الشباب الشعراء «المياومين» على غير ثبات على عادة الشعراء يتذكّرهم «مختار» الشعراء محمد ناصر الدين في تغريدته على صفحته «الفايسبوكية» ليضرب لهم موعدا في «الكوستا»، ربيع شلهوب, زاهر العريضي وفوزي ذبيان وعلي شباني وزهرة مروّة ومحمد بنميلود، وابراهيم العامري والخضر شودار وسوزان علي وربيع الأتات، وباسكال صوما وهبة عبد الخالق وفادي ناصر الدين وابراهيم عبد الفتاح، وعلي الحاج وطارق بشاشة وهاني نديم وأسامة محسن ودارين حوماني وخليل شري.

كم هو متشابه الإرهاب على رصيف «الويمبي» كما على رصيف «الكوستا»، وفي كلا الحالتين وحدك المهزوم أيّها الإرهاب. نحن محكومون بالحياة وهذه ملامح حكايتنا. لن تقدر على قتل ثقافة الحياة فينا، وآن لك أن تستوعب أننا سنضحى على ألف خير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى