الجيش يحسم في رنكوس والإرهاب يردّ في حمص

دمشق ـ سعد الله الخليل

باستثناء الزبداني التي من المرتقب أن تشهد الجولة المقبلة من المعارك الطاحنة بعد فرار إرهابيي زهران علوش إليها، يكون الجيش السوري قد استكمل سيطرته على الشريط الحدودي مع لبنان.

ففي أقل من 24 ساعة، تمكن من فرض سيطرته على رنكوس بعد استهدافه قياديي «جبهة النصرة» فيها، وقد وصلت رسالة رنكوس، فكان الردّ بسيارتين مفخختين في حمص أوقعتا 25 شهيداً وأكثر من 107 جرحى.

دخل الجيش رنكوس وبسط سيطرته عليها، وأنهى آخر معارك القلمون الكبرى، حيث أعلن «لواء الإسلام» مقتل 140 من عناصره، قبل انسحاب من تبقى منهم باتجاه الزبداني.

وأكد الخبير الاستراتيجي، اللواء يحيى سليمان في حديث إلى «البناء» أن ما جرى في رنكوس هو استمرار للعملية التي يقوم بها الجيش في القلمون، بدءاً من قارة والنبك وفليطة ويبرود وصولاً إلى رنكوس، فالقرار اتخذ لدى قيادة الجيش بإنهاء الوجود المسلح والقضاء عليه.

وأضاف أن الأيام المقبلة ستشهد تقدّماً للجيش السوري باتجاه جبعدين للقضاء على المجموعات المسلحة فيها وصولاً إلى الزبداني، لافتاً أن لسيطرة الجيش قبل أيام على بلدة أفرى والتلال المحيطة بها التابعة لوادي بردى، أهمية كبيرة. فقد تلاحقت الضربات التي شنّها الجيش في الشرق والجنوب والغرب بحيث تكون الضربة القاضية في الزبداني.

وشدّد سليمان على أن الخسائر البشرية الكبيرة التي أصابت المجموعات الإرهابية دفعتها إلى الفرار باتجاه الزبداني، حيث المعركة المقبلة، إن لم تجد طريقاً أخرى نحو لبنان، كونها تدرك أن بيئة الزبداني ترفض «النصرة» و «داعش»، وهناك من ينادي بالمصالحة والحلول السلمية. وأشار إلى وجود العديد من المسلحين داخل الزبداني، لكنهم يعملون على البقاء في الملاذ الآمن داخل المدينة من دون افتعال المشاكل مع الجيش، مؤكداً أن القوات المسلحة السورية ترصد كل تحرّكات المسلحين في المنطقة بشكل دقيق، وفي حال دخول من يناصرهم من فارّي رنكوس، سيتحرّك الجيش لإنهاء وجودهم الذي سيتزامن مع إغلاق الحدود اللبنانية كاملة، وهو ما يقضي على أيّ أمل لتلك المجموعات بالدعم والإسناد من الأراضي اللبنانية.

وعن تداعيات السيطرة على رنكوس وانعكاسها على معلولا قال سليمان إن معلولا بحكم المسيطر عليها، ولكن نظراً إلى طبيعتها الجغرافية، فمن غير المفضل دخولها قبل تنظيف الجيوب المحيطة بها، والسيطرة على الشريط الحدودي اللبناني، فبإغلاق الحدود تسقط معلولا بسهولة، عبر استسلام المجموعات المسلحة لعدم قدرتها على المقاومة وهو ما ستشهده الأيام المقبلة.

وأضاف سليمان إن مسألة السيارات المفخخة لن تنتهي قبل تدمير البنية التحتية للمجموعات المسلحة، لأن سلوكها الإجرامي سيستمر كونه «صنعتها»، وقال علينا أن نتوقع استمرارها، مطالباً بالمزيد من أخذ الاحتياط وتفعيل العمل الاستخباراتي، لضبط تحركات الإرهابيين ومعرفة نياتهم ما أمكن، للتقليل من آثار أفعالهم.

واستشهد 25 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وأصيب أكثر من 107 آخرين جرّاء تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين في شارع الخضر بحي كرم اللوز في مدينة حمص، الذي يشهد حركة مرورية كثيفة، وألحق التفجيران أضراراً مادية كبيرة، وأصيب في التفجير مصور وكالة سانا الرسمية السورية.

وفي دمشق كشفت مصادر لـ «البناء» عن تفكيك وحدات الهندسة سيارة دفع رباعي مفخخة في الجزيرة العاشرة بمشروع دمر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى