الصين تنشر صواريخ بالستية رداً على مواقف ترامب وروسيا يعتبر وجودها قرب حدودها لا يهدد أمنها
أفادت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، عن نشر أحدث الصواريخ البالستية الصينية «DF-41» في مقاطعة هيلونغجيانغ المجاورة لروسيا، مشيرة إلى أن هذه الخطوة مرتبطة بموقف واشنطن. في حين قال دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، إن موسكو لا ترى أي تهديد لها في نشر هذه الصواريخ. فيما قامت شركة «United Launch Alliance » الأميركية بإطلاق صاروخ «Atlas V» الثقيل مع القمر الصناعي العسكري «GEO-3» على متنه وذلك من القاعدة الفضائية الواقعة في ولاية فلوريدا.
وأشارت الصحيفة إلى أن صورا لهذه الصواريخ انتشرت أمس الأول، في القطاع الصيني لشبكة «الإنترنت». ونقلت الصحيفة عن محلليين عسكريين، أن الحديث يدور، عن كتيبة صواريخ «DF-41» الاستراتيجية الثانية التي تسلمها الجيش الصيني مؤخرا.
وتعتقد بعض وسائل الإعلام، أن توقيت الكشف عن صور الصواريخ المنشورة في مثل هذه المنطقة الاستراتيجية مقاطعة هيلونغجيانغ في أقصى شمال شرق الصين. وعلى الرغم من كونها تحد روسيا في الشمال والشرق، هي أقرب منطقة صينية من سواحل الولايات المتحدة ، يرتبط بتنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الذي سبق له أن هدد باتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه الصين وطموحاتها لتوسيع حدودها البحرية.
وذكرت «غلوبال تايمز» أن الولايات المتحدة لا تتحلى بالاحترام اللازم في تعاملها مع القوات المسلحة الصينية. ولفتت إلى دعوات العديد من كبار الضباط الأميركيين إلى استعراض عضلاتهم لتهديد بكين.
واستطردت قائلة: القدرات النووية الصينية يجب أن تكون قوية، لدرجة لا تتجرأ فيها أي دولة في العالم، مع جيشها، مهما كانت الظروف، على مواجهة الصين. ولكي تكون الصين قادرة على الرد على أي قوات تستفزها.
في السياق، أوضح الخبير العسكري الروسي قسطنطين سيفكوف، رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية في موسكو، أن نشر الصواريخ البالستية الصينية العابرة للقارات قرب الحدود الروسية، لا يهدد روسيا بأي شكل من الأشكال. وأوضح أن لمثل هذه الصواريخ البالستية طويلة المدى، «منطقة ظل كبيرة»، أي منطقة قريبة من مكان نشر الصواريخ، لا يمكن إصابتها. وتابع أن هذا الصاروخ يتكون من 3 مراحل وعليه أن يحلق بمسار بالستي معين. ولذلك، قد يبلغ عمق «منطقة الظل» له 3 آلاف كيلومتر أو أكثر. ولو أرادت الصين توجيه صواريخها ضد الشرق الأقصى الروسي وسيبيريا الشرقية، لكان عليها نشرها جنوب البلاد. وأكد سيفكوف أن الصواريخ موجهة ضد الولايات المتحدة.
بدوره، قال بيسكوف للصحافيين، أمس: حتى إذا كانت هذه التقارير صحيحة، لا نعتبر تطوير القوات المسلحة الصينية والبناء العسكري في الصين، تهديدا لبلادنا. وشدد على أن موسكو تقدر عاليا علاقتها مع بكين، باعتبارها «حليفا استراتيجيا وشريكا في المجالين السياسي والتجاري الاقتصادي».
كذلك، قال قسطنطين كوساتشيوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الاتحاد الروسي ، إنه لا داعي للقلق من الأنباء عن نشر الصواريخ البالستية في مقاطعة هيلونغجيانغ المجاورة لروسيا، مشددا على أن التعاون بين موسكو وبكين وصل إلى مستوى غير مسبوق.
من جهة ثانية، قامت شركة «United Launch Alliance» الأميركية بإطلاق صاروخ «Atlas V» الثقيل مع القمر الصناعي العسكري «GEO-3» على متنه، من القاعدة الفضائية في ولاية فلوريدا. ويخصص القمر الصناعي للإنذار السريع بحصول إطلاق صواريخ قتالية. وسيصبح القمر الصناعي الجديد جزءًا من منظومة الأقمار الصناعية الأميركية «SBIRIS» المخصصة لجمع المعلومات عن إطلاق الصواريخ والاستطلاع التقني.
وتضم منظومة «SBIRIS» حاليا، القمرين الصناعيين من طراز «1HEO -» و«HEO-2» اللذين يدوران في مدار بيضوي حول الأرض والقمرين الصناعيين من طراز «GEO-1» و« GEO – 2 » اللذين تم إطلاقهما عامي 2011 و2013 إلى مدار عال ثابت حول الأرض. وتزود الأقمار الصناعية «GEO» بمستشعرات عاملة بالأشعة تحت الحمراء ، ما يمكنها من رصد الأهداف الواقعة على الأرض ليلا ونهارا.