فيون: يجب ألا تتحدث واشنطن مع موسكو على حسابنا
قال فرانسوا فيون المرشح الأوفر حظا بالفوز في انتخابات الرئاسة الفرنسية، أمس، إن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا لا فائدة منها. وحذر من أن روسيا والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب، قد تقيمان روابط تستبعد الاتحاد الأوروبي. وقال «لا أرغب في أن يتحدث ترامب مع روسيا على حسابنا». وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، برونو لورو، أن سلطات بلاده تتخذ التدابير اللازمة لحماية نفسها من الهجمات السبرانية المحتملة خلال الانتخابات الرئاسية، في 23 نيسان. كما حذرت الحكومة الألمانية والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية من مخاطر تعرض البلاد لهجمات إرهابية تستهدف مدنيين باستخدام مواد كيميائية.
وتحدث فيون بعد لقائه في برلين، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي اتخذت موقفا متشددا مؤيدا للعقوبات المفروضة على روسيا. وقال إن هناك حاجة لمبادرة من جانب روسيا قبل رفع العقوبات. واستدرك بأن أوكرانيا لا تقوم كذلك، بما يتعين عليها من أجل السلام. وتابع: «أنا مقتنع أن العقوبات الاقتصادية غير فعالة بالمرة». وأضاف: يتعين علينا أن نجد طريقة أخرى للحديث. وقال: لا أرغب في أن يتحدث ترامب مع روسيا على حسابنا. سوف تتضرر أوروبا إذا تجاوزنا ترامب. وهذا ليس مستبعدا.
وقال فيون لصحيفة «لو موند» اليومية الفرنسية إنه يسعى على المدى الطويل، إلى شراكة اقتصادية جديدة مع روسيا. وإلى مؤتمر أمني روسي – أوروبي عندما يتم حل الصراع في أوكرانيا. وأكد أنه وميركل، يتفقان على الحاجة لمنع الولايات المتحدة من فرض قوانينها التي تتجاوز حدودها والتي كلفت الشركات الأوروبية – خصوصا البنوك المليارات، في صورة غرامات وتسويات أخرى، بسبب انتهاك العقوبات الأميركية على دول أخرى.
يذكر أن فيون هو المرشح الرئاسي الوحيد في الانتخابات الفرنسية الذي تستقبله ميركل، حتى الآن، في إشارة إلى تأييدها له.
من جهة ثانية، قال وزير الداخلية لورو، في افتتاح المنتدى الدولي للأمن السبراني FIC في مدينة ليل: ستكون فرنسا يقظة دائما لحماية نفسها من الهجمات الإلكترونية، التي يمكن أن تخل بالسير الطبيعي للتصويت وتشكك بموضوعيته.
ويرى جيروم بيليوا، الخبير في شركة الاستشارات Wavestone، أن هجمات الهاكرز قد تستهدف قوائم الناخبين الإلكترونية، الموجودة في بلديات المدن الفرنسية. وافترض احتمال دس معطيات مزورة في برامج طباعة استمارات التصويت، بهدف التشكيك بنزاهة الانتخابات.
ووفقا لوكالة «فرانس برس»، لن تستخدم، في الانتخابات الرئاسية الحالية، أنظمة التصويت الإلكتروني للفرنسيين المقيمين خارج البلاد، لأنها باتت غير آمنة. ويؤكد جيروم بيليوا أيضا، عدم ضمان أجهزة التصويت الإلكتروني الموجودة في 50 كومونة في فرنسا. وقال: حتى إذا لم تكن هذه الأجهزة مرتبطة بـ«الإنترنت»، فإنها تبقى متصلة بالكمبيوترات التي تتلقى منها المعطيات والبيانات، ما يسمح بتنفيذ التدخل والتزوير.
في سياق هذه المخاوف، نقلت صحيفة «بيلد»، أمس، عن تقرير للحكومة الألمانية بعنوان «تحليل المخاطر المحدقة بالحماية المدنية»، الذي وضعه المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، أن هناك مخاطر ناجمة عن متطرفين مستعدين وقادرين على توفير كميات كبيرة من المواد الكيميائية واستخدامها في تنفيذ هجمات.
وجاء في التقرير أن من الاحتمالات الواقعية شن هجمات عبر تسميم مواد غذائية، أو إمدادات مياه الشرب، في منازل تقطنها عدة عائلات بمواد كيميائية. كما حذر التقرير من «احتمال خطورة مرتفعة» من تعرض منشآت أو شحنات تابعة لشركات تصنيع مواد كيميائية، لهجمات إرهابية. كما أن ن أن هناك مخاطر محتملة، من أن يتمكن تنظيم إرهابي من تنفيذ هجوم في ألمانيا، عبر استخدام مواد كيميائية خطيرة.