لوحات باسل إبراهيم… التضادّ اللونيّ في إطار تجريديّ

كتبت بشرى سليمان من اللاذقية سانا : يعالج الفنان التشكيليّ باسل ابراهيم المعروف بـ ايماروش في لوحاته حالات إنسانية يستلهمها من محيطه، مع التركيز على الأسلوب الفني والتقنيات الخاصة به التي منحته بصمة خاصة في المشهد المحلي، علماً أنه يؤمن بالمدرسة الواقعية بكونها الأبجدية الأولى في الفن، منتقلاً منها إلى التجريدية التي تنعكس في أعماله التصويرية والنحتية على حد سواء.

حول بداياته الفنية يقول: «منذ الطفولة كانت لديّ ميول فنية، وكان لأخوالي ووالدي اهتمام فني واضح فدعموني معنوياً ونفسياً وقدموا إليّ تسهيلات كثيرة. وكبرت هذه الميول في مراحل الدراسة وتلقيت التشجيع والتهنئة من أساتذتي الذين أعجبوا بموهبتي، ثم تبلورت هذه الموهبة من خلال دراستي الأكاديمية في معهد الأعمال اليدوية حيث تخرجت عام 1995 وكنت الأول على دفعتي في جميع المواد العملية من خزف ونحت وحدادة ورسم زيتي ونجارة وزخرفة وغيرها. بعد تخرجي من المعهد تبلورت موهبتي الذاتيّة في مرسمي الخاص»، مشيراً إلى أنه تمسك منذ البداية بالمدرسة الواقعية فهي الأبجدية الأولى في الفن ولا يمكن أن تشكل الشخصية الفنية من دون العمل الدؤوب والتفاني. ورغم ذلك، تطور أسلوبه لاحقاً على نحو تدريجي فمال إلى التجريدي بأشكاله المختلفة، من التجريدي البحت إلى التجريدي التعبيري».

يضيف موضحاً: «اللوحة هي عامة تجسيد لحالة حلم أو صورة متخيلة أو حتى معالجة لحادثة تاريخية تتعلق بثقافة أو انعكاس للحوادث، فالمحيط يحفز ويثير مخيلة الفنان وينعكس على ألوانه بالدرجة الأولى. أحبّ مزج اللون والابتعاد عن الألوان الأساسية التي تفتقد القوة، مع التركيز على التضاد اللوني في اللوحة نفسها وهذه صفة عامة في جميع لوحاتي. إني من الفنانين الذين يعشقون الطبيعةـ فكثيراً ما أحب التجول في الغابات والأرياف والأراضي العذراء ذات العفوية المطلقة، فضلاً عن التركيز بشكل أساسي على الإنسان عامة والمرأة خاصة بشكلها المختزل التعبيري أو حتى التجريدي، حيث إلغاء الجزئيات البسيطة والإبقاء على التشريح للإيحاء والاختزال. مع الاهتمام بتصوير الطبيعة الساحلية من خلال الضياء والألوان الجميلة للريف الساحلي وزرقة البحر ولون التربة والجبل».

عن أعماله النحتية يقول: «في المادة النحتية أميل إلى التجسيد وإلى وضع كتلة في الفراغ وأجد متعة كبيرة بتناغم الفضاء والأوكسجين مع جزئيات العمل النحتي، إذ أفضل تفريغ الكتلة النحتية في أكثر من موضع، وأعمالي النحتية جميعها من الخشب، مع بعض الإضافات الضرورية مثل المعدن أو البراغي لتخدم الفكرة والشكل كمعنى وليس كحالة جمالية أو تزينية».

يؤكد ابراهيم أن على المبدع أن يقاتل ليلاً ونهاراً باللوحة والكلمة وبكل عمل جميل لتغيير النفوس نحو الأفضل والتخلص من كلّ شر.

باسل ابراهيم من مواليد عام 1974، له معرضان منفردان، الأول أقامه عام 2012 في «غاليري عامر علي» وضم أكثر من 30 عملاً فنياً بين لوحات زيتية وأعمال نحتية خشبية، أما المعرض الثاني فكان في «سي آرت غاليري» عام 2014، إلى عدد من المعارض المشتركة في دمشق وبيروت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى