الغرب يتراجع عن «ترّهات» تمسّك بها لسنوات
مجدّداً، يفرض التقدّم الميداني الذي يحرزه الجيش السوري بمساعدة حلفائه، ضدّ الجماعات الإرهابية وداعميها، وقعه على الشأن الدبلوماسي، وتصريحات المسؤولين الغربيين، الذين لطالما أتحفونا بترّهات تمسّكوا بها لسنوات، ومنها «ضرورة تنحّي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، كشرط مسبق لأيّ مفاوضات». وها هم المسؤولون الغربيون، من أميركيين وفرنسيين وبريطانيين وغيرهم، يتراجعون عن هذه «الشروط»، معتبرين أنّها أخطاء كارثية وقعوا فيها.
في هذا السياق، نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً جاء فيه: يقرّ مرشّح أحزاب اليمين لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون بأنّ رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق كان خطأ تقديرياً ثقيلاً جعل الأوروبيين خارج اللعبة في سورية، مشيراً إلى أن أوروبا ليست مضطرة لاتباع القواعد التي تفرضها الولايات المتحدة.
ورأى مرشّح أحزاب اليمين لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون أنّ تدخّل روسيا في سورية منع تنظيم «داعش» من السيطرة على السلطة في دمشق. ودعا إلى تحالف أوروبي في مجال الدفاع، مؤكداً أن على أوروبا أن تبني دفاعاً ذاتياً سواء مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب أو من دونه.
إلى ذلك، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً لباترك كوبرن بعنوان «محادثات السلام السورية تُظهر أن روسيا هي بطلة المشهد فيها، وأن تركيا انتقلت إلى المعسكر الثاني». وأضاف أن محادثات السلام السورية التي نُظّمت من قبل روسيا وتركيا وإيران وبدأت الاثنين، تثبت أن الرئيس السوري بشار الأسد في طريقه إلى ربح الحرب التي استمرت ستّ سنوات في البلاد، إلا أنّ النصر النهائي قد يكون بعيداً حالياً..
وفي التقرير التالي، جولة على أهم ما نشرته الصحف الروسية والبريطانية والفرنسية.
إندبندنت
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً لباترك كوبرن بعنوان «محادثات السلام السورية تُظهر أن روسيا هي بطلة المشهد فيها، وأن تركيا انتقلت إلى المعسكر الثاني».
وقال كاتب المقال إن الأكراد الذين يقودون القتال ضدّ تنظيم «داعش» كانوا غائبين عنها.
وأضاف أن محادثات السلام السورية التي نُظّمت من قبل روسيا وتركيا وإيران وبدأت الاثنين، تثبت أن الرئيس السوري بشار الأسد في طريقه إلى ربح الحرب التي استمرت ستّ سنوات في البلاد، إلا أنّ النصر النهائي قد يكون بعيداً حالياً.
وأوضح أن عدداً من المشاركين في المحادثات لديهم أسبابهم الجيدة للمشاركة، كما أن تنظيم «داعش» حقّق تقدّماً مؤخّراً.
وأردف أنه من أكثر الإيجابيات المتوقعة في هذه المحادثات أن يتم تثبيت وقف إطلاق النار المبرم في 29 كانون الأول والذي كان فعالاً بصورة جزئية.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تلعب دوراً مباشراً في هذه المحادثات، إلا أنها أرسلت سفيرها في كازاخستان، في إشارة إلى أنها لا تعارض أمر تثبيت وقف إطلاق النار.
وقال كاتب المقال إن أهمّ ما في هذه المحادثات أنها تؤكد على أن التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2015 أثبت أن روسيا هي أهم قوة أجنبية شاركت في الحرب السورية.
وختم كوبرن بالقول إن تركيا تراجعت عن سياستها التي لطالما طالبت بتنحّي الأسد عن منصبه، إذ قال نائب رئيس الوزراء التركي إن على الجميع أن يكونوا عمليّين.
لوموند
نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً جاء فيه: يقرّ مرشّح أحزاب اليمين لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون بأنّ رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق كان خطأ تقديرياً ثقيلاً جعل الأوروبيين خارج اللعبة في سورية، مشيراً إلى أن أوروبا ليست مضطرة لاتباع القواعد التي تفرضها الولايات المتحدة.
ورأى مرشّح أحزاب اليمين لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون أنّ تدخّل روسيا في سورية منع تنظيم «داعش» من السيطرة على السلطة في دمشق.
ودعا فرنسوا فيون في مقابلة مع صحيفتَي «لوموند» الفرنسية و«فرانكفورتر الغيماين تسايتونغ» الألمانية إلى تحالف أوروبي في مجال الدفاع، مؤكداً أن على أوروبا أن تبني دفاعاً ذاتياً سواء مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب أو من دونه.
وحثّ على إعادة تأسيس العلاقة مع روسيا، موضحاً أنّ هذا الأمر يتم بتسوية القضية الأوكرانية، وفي مرحلة ثانية، المطلوب شراكة اقتصادية جديدة مع روسيا.
إيزفيستيا
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، السيناتور قسطنطين كوساتشوف، يتحدث فيه عن التناقضات بين الرئيس الأميركي الجديد والنخب الأميركية.
كتب كوساتشوف: لعلّ العالم لم يترقّب منذ وقت طويل، بعضٌ بارتياح، وآخرون بحقد وغضب، والباقون بفضول ـ تسنُّمَ الرئيس الأميركي الجديد مهام عمله. إذ إن الشكوك بقيت إلى آخر لحظة حول ما إذا كان سيُسمح لدونالد ترامب بتولي منصبه رئيساً لدولة عظمى، حتى لقد ظهرت سيناريوات عن كيفية اغتياله.
وأشير هنا إلى أن الرئيس أوباما أعلن في آخر خطاب له يوم 10 كانون الثاني الحالي أن العالم سيرى بعد عشرة أيام السمات الرئيسة لديمقراطيتنا، تسليم السلطة سلمياً من رئيس منتخب إلى آخر. لقد وعدت الرئيس المنتخب ترامب بأن إدارتي ستقوم بتسليم سلطاتها بسلاسة كاملة، كما فعلت معي إدارة الرئيس بوش.
ولكن هذا بالذات لم يكن العالم ينتظره. لقد جرى تسليم السلطة بأي شكل، إلا سلمياً، إذا لم نأخذ بالطبع العمليات الشكلية. لقد عملوا كل شيء من أجل التشكيك بكون فوز ترامب جاء نتيجة انتخابات حرّة. مع أنه كانت هناك فرصة لإظهار التزامهم بالديمقراطية واحترام رأي الناخبين. ولكن هنا تكمن مشكلة تلك النخب، التي تشعر اليوم بخسارتها نتيجة فوز ترامب، ليس فقط في الولايات المتحدة، لأنهم ليبراليين أكثر من كونهم ديمقراطيين.
ماذا يعني هذا بالنسبة إليهم: من أجل إعلاء أفكارهم «العادلة» تصبح جميع الوسائل جيدة، حتى الانقلابات غير الديمقراطية، وسحب الثقة والتدخل في شؤون الدول الأخرى وإطلاق اتهامات كاذبة بحقها تتعلق بهجمات وهمية على أميركا. هذا منطق أحد أبطال رواية الكاتب ميخائيل شولوخوف الذي قال: ما دام الكولخوز المزرعة التعاونية أمرا صائباً، فما الحاجة إلى إقناع «غير الواعين» إذا كان إجبارهم أسهل، وليس منطق آباء أميركا المؤسسين.
ويمكن بوضوح أن نرى اختلاف مواقف أوباما وترامب، من خلال تصريحاتهما خلال الأيام الأخيرة. فقد قال أوباما في آخر مؤتمر صحافي له عقده في البيت الأبيض «في جميع المحافل الدولية، هيئة الأمم المتحدة، G 20، و7G تكون الولايات المتحدة على الجانب الصحيح، عند التعامل مع القضايا ذات الأهمية بالنسبة إلينا، وستبقى كذلك. أما الرئيس الجديد ترامب فيقول: سوف نسعى إلى الصداقة وعلاقات حميمة مع بلدان العالم، ولكننا سوف ننطلق في هذا من أن جميع البلدان لها الحق في وضع مصالحها فوق كل شيء.
وحتى من دون الخوض في التفاصيل ـ هل سيتمكن أو سيرغب ترامب في تحقيق ما قاله على أرض الواقع؟ إن الفرق بينها واضح جدا: إذا كنت واثقاً من أن هناك في العلاقات الدولية جوانب صحيحة وأخرى سيئة، وليس فقط جوانب تختلف مع مصالحك، فهذا يعطيك عملياً حقاً معنوياً في عمل أي شيء. وهذا ما كانت تفعله إدارة أوباما، لأنها كانت تعدُّ نفسها ليس فقط زعيمة «العالم الحرّ»، بل ومن حقها إعادة بناء بلدان العالم غير الحرّ وفق أفكارها. وإذا تمعنّا في هذا المنطق الرهيب، باعتبار أنه أساس غالبية النظريات العنصرية والتفوق العرقي، التي كانت السبب في نشوب أبشع الحروب والعمليات الارهابية والنزاعات في التاريخ.
لهذه الأسباب بالذات، يبدو ترامب أكثر ديمقراطية من دعاة الديمقراطية، الذين غادروا البيت الأبيض. وإذا لم يتحدث عن حقوق المثليين، فهذا لا يعني أنه يريد محاصرتهم وتحديد حريتهم، بل فقط لأن من المهم بالنسبة إليه توفير أماكن عمل للإنسان، أما ماذا سيعمل هذا الإنسان بعد العمل ومع من، فهذا من حقه بالكامل. ولكن أعلى مستويات سلطة الدولة ليست مكاناً للحديث عنه. بيد أن هذا الأمر البسيط كان سبب خروج ألوف المحتجّين إلى شوارع المدن الأميركية مطالبين بإيلائهم الاهتمام المعتاد.
عموماً، من الصعب أن يعيد ترامب النظر في وجهة نظره حتى تحت ضغط الشارع ووسائل الإعلام. فقد أعلن أن أول عمل سيقوم به في البيت الأبيض سيكون إعادة تمثال تشرشل النصفي إلى القاعة البيضوية لأنه معجب بمقولته: «لن تتمكّن من السير في طريقك إلى النهاية، إذا توقّفت لرمي كلّ كلب نابح بحجر».
نيزافيسيمايا غازيتا
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين دمشق وموسكو في شأن بقاء القوات الروسية في سورية مشيرة إلى معارضة طهران تعزيز نفوذ روسيا في البحر الأبيض المتوسط.
وجاء في المقال: وقّعت دمشق وموسكو وثيقة في شأن بقاء القوات الروسية في سورية بصفة شرعية. بيد أن بعض جوانب هذه الاتفاقية تثير بعض الأسئلة. فمثلاً، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيقولاي بانكوف، في تشرين الأول 2016، أن المشاورات جارية حول مشروع اتفاق روسي ـ سوري في شأن إنشاء قاعدة عسكرية بحرية روسية دائمة في ميناء طرطوس، ولكن يبدو أن هذا لن يتحقق.
فالاتفاق الذي توصل إليه الجانبان يتضمن توسيع مساحة نقطة الإمداد المادي والتقني التابعة للأسطول الحربي الروسي في طرطوس، وكذلك دخول السفن الحربية الروسية إلى المياه الإقليمية للجمهورية العربية السورية ومياهها وموانئها، شريطة ألا يزيد عدد السفن الروسية في الميناء، بموجب الاتفاقية الجديدة، عن 11 سفينة، بما فيها السفن الحربية، التي تعمل بمحركات نووية بشرط مراعاة الأمن النووي والبيئي . ولكن الاتفاقية الجديدة تخلو من أي إشارة إلى الغواصات النووية. وسوف تراقب دمشق دخول ومغادرة السفن الروسية مياه سورية الإقليمية. كما أن على الجانب الروسي إخطار الجهات السورية المعنية بحركة السفن الروسية قبل ما لا يقل عن 12 ساعة عند دخولها و6 ساعات عند مغادرتها . وتسري هذه الشروط حتى إذا كانت «الضرورة العملياتية» تتطلّب حركتها المفاجئة، ولكن بفترة أقصر ثلاث ساعات عند الدخول وساعة واحدة عند المغادرة .
وهذه الاتفاقية مهمة جداً وضرورية وتسمح من دون مقابل ببناء واستخدام الأرصفة والمستودعات والملاجئ وغيرها في طرطوس. ولكن مدة سريان مفعول الوثيقة الجديدة، خلافاً للاتفاقية السابقة، الموقّعة في حزيران 1983، حدّدت بـ49 سنة، ويمكن أن تمدّد تلقائياً 25 سنة أخرى، إذا لم يخطر أي من الطرفين الطرف الآخر قبل سنة تحريرياً عبر القنوات الدبلوماسية عن عدم رغبته بتمديدها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشروط تضمَّنها أيضاً البروتوكول الإضافي في شأن وجود القوة الجو ـ فضائية الروسية في قاعدة حميميم السورية.
وتفيد «نيزافيسيمايا غازيتا» بأن مصادر عسكرية ـ دبلوماسية، تشير إلى أن هذا الموقف المتشدّد من جانب دمشق في شأن وجود القوات البحرية والجوية الروسية في سورية، جاء نتيجة الضغوط الإيرانية. فطهران حساسة من تعاظم نفوذ موسكو في منطقة الشرق الأوسط، وغير راضية عن قرار موسكو في شأن مشاركة تركيا في تسوية النزاع السوري، وكذلك الرغبة الروسية بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي.
كما أن طهران استاءت، في تشرين الأول 2016، من نشر وسائل الإعلام الروسية معلومات عن إعداد روسيا وسورية مشروع اتفاقية لإنشاء قاعدة بحرية حربية روسية متكاملة في طرطوس. فقد أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد حسين باقري، في تشرين الثاني 2016، أن القوات البحرية الإيرانية قد تطلب قريباً إنشاء قواعد لها في سورية واليمن. وبحسب قوله، فإن إنشاء قواعد بعيدة عن الأراضي الإيرانية، سيكون له تقريباً التأثير الرادع نفسه للقنبلة الذرية ولكن بدرجة أقوى.
يقول الخبير العسكري الفريق يوري نيتكاتشيف إنه من غير الواضح سبب نشر وسائل إعلامنا معلومات عن إعداد موسكو ودمشق مشروع اتفاقية في شأن إقامة قاعدة للقوات البحرية الروسية في طرطوس، ما تسبّب فوراً بظهور معارضين لهذه الوثيقة وراء الكواليس.
وبحسب الخبير العسكري، في الظروف الحالية يجب أن تكون المعلومات العسكرية ـ الدبلوماسية المهمة كافة، وخصوصاً في الجانب العسكري والتعاون العسكري ـ التقني سرّية. وأضاف: لقد ساعدنا فييتنام في نضالها ضدّ المحتل الصيني عام 1979، ووقّعت هانوي اتفاقية مع الاتحاد السوفياتي في شأن إقامة قاعدة حربية بحرية في خليج كامران من دون مقابل. وقد بنينا القاعدة وجهزناها بالمعدّات اللازمة. ولكن فييتنام بعد فترة ونتيجة لضغط الولايات المتحدة والصين، طلبت من روسيا سداد إيجار لقاء استخدام القاعدة، ما اضطر روسيا إلى الانسحاب منها قبل انتهاء مدة العقد الموقع مع فييتنام. والأمر نفسه حصل مع كوبا. والخوف الآن أن يحصل الأمر نفسه مع سورية.
غارديان
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً تناولت فيه الكاتبة، ناتالي نوغيريد، تأثير تولّي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة على حقوق الإنسان والحريات المدنية في العالم.
وتقول ناتالي إن وصول ترامب إلى البيت الأبيض ليس فقط تهديداً للتحالفات الدولية والتجارة العالمية، إنما يحمل مخاطر تسونامي سيأتي على حركات حقوق الإنسان من أساسها.
فالديمقراطيات الغربية، بحسب رأيها، ليست وحدها التي اهتزت لتنصيب متعصّب استهدف النساء ومجموعات دينية وعرقية بعينها، وقال إنه قد يلجأ إلى التعذيب، بل إن الخاسر في القضية هو كل معارض مسجون أو صحافي يتعرض للقمع أو كاتب يتعرض للرقابة أو أقلية مهمّشة، لأن الدفاع عنهم من خلال قنوات حقوق الإنسان الدولية سيكون أكثر صعوبة.
وتضيف الكاتبة أن الولايات المتحدة لم تكن دائماً مدافعاً حقيقياً عن حقوق الإنسان، فسجلّها وسجلّ الدول الغربية كلّها ليس ناصعاً في هذا المجال، بداية من قضايا التعذيب على يد «CIA» وتسليم المشتبه بهم في تفجيرات 11 أيلول، وفتح معتقل غوانتانامو، وما يجري في أوروبا تحت غطاء مكافحة الإرهاب والتعامل مع اللاجئين.
ولكنها ترى أن تولّي ترامب الحكم يضعنا أمام أمرين: أوّلهما أن عبارة «حقوق الإنسان» نفسها معرّضة للانقراض من التعاملات الرسمية، والأمر الثاني أننا نشهد صعود «مستبدّين» إلى الحكم، ليس عن طريق الانقلابات والتسلط ، إنما عن طريق الانتخابات الديمقراطية، فالمستبدون والشعبويون أصبحوا يحكمون في أوروبا والهند وتركيا والولايات المتحدة، لأن الشعب انتخبهم باختياره.
وتقول ناتالي إن الولايات المتحدة تبقى هي القوة العظمى الوحيدة، ولها دور تاريخي في صوغ مبادئ الأمم المتحدة، ولهذا فإنّ تولّي عنصريّ وديماغوجيّ ومشروع دكتاتور الحكم في البيت الأبيض يعدّ أكبر خطر على كلّ شيء تم إنجازه في مجال حقوق الإنسان على المستوى الدولي منذ الأربعينات.
فايننشال تايمز
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية تقريراً جاء فيه: لا تزال مارين لوبان تملك الحظوظ الأقوى وستكون الأشهر القليلة المقبلة مرهقة للأعصاب، لكن لوبان ليست المرشحة الوحيدة التي تؤيد القطيعة مع الماضي. فالناخبون الذين يريدون تغيير النظام باتت لديهم بدائل واضحة أخرى.
في جميع أنحاء أوروبا تبدو أحزاب يسار الوسط محاصرة. في اليونان وإسبانيا غذّت ردود الفعل ضدّ سياسة التقشف صعود اليسار الراديكالي. في غالبية دول أوروبا الشمالية استفاد اليمين المتطرف من تنامي المشاعر المعادية للمهاجرين. لكن معضلة الديمقراطيين الاشتراكيين التقليديين ليست حادّة في أي مكان آخر بقدر ما هي عليه في فرنسا حيث تركت سياسة فرانسو هولاند الكارثية غير الشعبية الحزب الاشتراكي في حالة من الفوضى، ما منح دعماً لزعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان.
الرابح الحقيقي من الانتخابات التمهيدية في الحزب الاشتراكي يبدو أنه إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق الذي يتشارك مع مانويل فالس الرؤى نفسها لكنه اختار أن يخوض السباق مستقلاً. إذ يمكن لماكرون الآن أن يحصل على عدد من أصوات يسار الوسط التي ذهبت لمصلحة فالس بعد خسارة الأخير. رغم ذلك فإنه لا تزال أمام ماكرون مهمّة شاقة نظراً إلى عدم خبرته السياسية وافتقاره قاعدة حزبية.
بالنسبة إلى الناخبين الفرنسيين الذين ملّوا من رؤية الوجوه السياسية نفسها في كل دورة انتخابية يمنحهم السباق الرئاسي هذه السنة بالطريقة التي يتشكّل بها أسباباً للتفاؤل. لا تزال مارين لوبان في الموقع الأقوى وستكون الأشهر القليلة المقبلة مرهقة للأعصاب لكن لوبان ليست المرشحة الوحيدة التي تؤيد القطيعة مع الماضي. فالناخبون الذين يريدون تغيير النظام باتت لديهم بدائل واضحة أخرى.
تايمز
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لهنا سميث بعنوان «أردوغان يخطط للاستحواذ على صلاحيات جديدة».
وقالت كاتبة المقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ بالتحضير لحملة لطرح استفتاء يمكّنه من حماية منصبه في تركيا الحديثة.
وأضافت أنه بصدد طرح تعديلات دستورية تسمح بتحوّل السلطة من البرلمان إلى رئيس البلاد، مشيرة إلى أنه من المفترض التصويت على هذه التعديلات الدستورية بعد 2 نيسان المقبل.
وأوضحت أنه في حال التصديق عليها فذلك يعني أنّ أردوغان 62 سنة قد يبقى في السلطة حتّى عام 2029.
وأشارت كاتبة المقال إلى أنّ أردوغان بدأ بحملة تحمل شعار «أحبّ تركيا وأقول نعم»، منوّهةً بأنه على مدار 93 سنة تتغير الحكومة في تركيا كلّ 18 شهراً، كما أنها تشهد عدداً من الانقلابات العسكرية.
وختمت سميث بالتذكير بأنّ «حزب الشعوب الديمقراطي» المعارض يعارض هذه التعديلات.