عصر «داعشني»
حتى لوحة «الجوكندا» لم تسلم من سخرية الناشطين على تنظيم «داعش»، فالموناليزا المبتسمة ارتدت النقاب في زمن «داعش». شيئاً فشيئاً ما عادت تلك الموناليزا التي حيّرت العالم بنظرتها، بل صارت مغطاة العيون متّشحة بالسواد.
لو رأى دافنتشي هذه الصورة لأغمي عليه حتماً بسبب ما حلّ بلوحته. أما الحقيقة التي نخافها جميعاً، أن يسيطر «داعش» وإجرامه على تفكير جيلنا، فننسى الحضارات وإبداعاتها. إلّا أنّ المقاومة خير سبيل لدحض هذا الخوف، فطالما أننا نقاوم هذا الجهل، لا داعي للخوف على المستقبل، لأنّ «داعش» ليس سوى جرثومة سرعان ما يُبتكَر لها الدواء الناجع.
«ل ب ن ا ن»!
خمسة أحرف تحكي عن بلد. تحكي عن حضارة وإبداع. تحكي عن ثروات طبيعية وطبيعة ساحرة وخلاّبة. خمسة أحرف تؤلف اسماً لوطن لطالما عانى ويلات الحروب والدمار.
إلام تحوّل اسم لبنان بالنسبة إلى الناشطين؟ هذه الأحرف الخمسة صارت حمل معانٍ مختلفة. فكلّ حرف يعني نفي ما يتمنّ الجميع الحصول عليه. وملخّص اسم لبنان هو: «لا تحلم ـ بحياتك ـ نجبلك ـ الكهربا ـ نام أحسن». ربّما يقصد الناشطون بهذه الكلمات الحكومة والسياسيين الذين نسيوا أن للشعب حقوقاً، ونحن أكيدون أنّ لبنان لن يقول ذلك لمواطنيه. للأسف هذه الأزمة التي لا تعرف حلّاً، صارت هاجساً يسيطر على عقول اللبنانيين جميعاً، فحتى المغتربون صاروا يخافون القدوم إلى لبنان خوفاً من الظلام وانقطاع الكهرباء.