فلسطين تدفع ثمن العدوان على سورية
سماهر الخطيب
منذ ست سنوات والدولة السورية تعاني من أهوال حرب شرسة على أراضيها، تداخلت فيها القوى الدولية لتحيك بذورالمؤامرة التي لم يسلم أحد منها. المؤامرة صهيونية بامتياز، فاليهود وحدهم المستفيدون من هذه الحرب وأهدافها التقسيمية وزعزعة الأمن والاستقرار في سورية، والمتضرّر من هذه الحرب الكونيّة ليست الدولة السورية فقط، ولأنّ الإدارة السورية وحدها من حمل عبء القضية الفلسطينية منذ إنشاء الكيان الغاصب، كان لا بُدّ من هذه الحرب الكونيّة عليها.
وفي فلسطين المحتلة ضرر مماثل ومعاناة للألم عينه، فمنذ العام 1948 وفلسطين تتعرّض لأبشع الممارسات الإرهابيّة وسط صمت رهيب وجمود دولي وعربي مهين، وتغاضي عن الممارسات والانتهاكات لكلّ الأعراف والقوانين الدولية، من تهجير لشعبنا الفلسطيني ومجازر وهدم للبيوت وبناء للمستوطنات. فإذا ما نفّذ فلسطينيّ هجوماً ضدّ عدو، فإنّ بيته سيُهدم، وإذا ما كان منزله يقع في القدس، فإنّ احتمال هدمه يصبح شبه مؤكّد، بحجّة أنّه «يهدّد حياة سكّانها».
وهذا ما دفعت ثمنه سورية لإبعادها عن قضيّتها المركزية فلسطين، وإشغالها بهذه الحرب للضغط على سياستها واستراتيجيتها تحت شعارات ديمقراطيّة وحقوقيّة.
ويأتي قرار بناء 2500 وحدة استيطانيّة جديدة في الضفة الغربية بعد يومين من منح تراخيص بناء لـ566 وحدة إضافية في القدس الشرقية، لينسف قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334 الصادر في 23 كانون الأول 2016، الذي ندّد بأنشطة الاستيطان غير القانونيّة التي يمارسها الكيان الصهيوني، ونصّ على أنّ هذه الأنشطة تنسف أرضيّة الحلّ القائمة.
إنّ جريمة التخطيط والتطوير التي ستُصادر في نهاية المطاف حوالى 5769 دونماً، منهم 2769 دونماً صودرت عام 1975، وحوالى 3000 دونماً سيتمّ مصادرتهم من جديد من ملكيّةٍ فلسطينية، ستلتهم أراضٍ خاصّة وتصادرها، وتريد إقامة 15000 وحدة سكن، أيْ مدينة لحوالى 70000 نسمة في هذه المنطقة الفقيرة اقتصادياً، وإذا ما سقطت أم الحيران سيسقط معها 46 بلدة فلسطينية في النقب، والتي تضمّ حوالى مليون دونماً، أيْ ضعف ما يملكه الفلسطينيّون في الجليل.
وفي السِّياق ذاته، ادّعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنّ «النشاط الاستيطاني «الإسرائيلي» ليس هو لبّ النزاع مع الفلسطينيّين». واشترط اعتراف الفلسطينيّين بـ«إسرائيل» كدولة يهودية، وبالسيطرة الكاملة على كافة المناطق ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط،. وأنّ «هذين المبدأين لا يمكن لـ«إسرائيل» التنازل عنهما»، بحسب تعبيره.
ومن جانبٍ آخر، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأميركيّة لدى «إسرائيل» من «تلّ أبيب» إلى القدس.
وتهدف تصريحات ترامب، بشأن نقل السفارة الأميركية من «تل أبيب» إلى القدس، إلى «شرعنة الاحتلال للأراضي الفلسطينيّة».