ضمير الثورة وحكيمها
معن بشور
كلما تطلّ علينا ذكرى رحيل ضمير الثورة الفلسطينية وحكيمها الدكتور جورج حبش نستذكر تلك القامة الثورية الشامخة فلسطينياً وعربياً وأممياً، نستذكر الصلابة في المبدأ، والصدق في الكفاح، والحرص الكبير على الوحدة وطنية كانت أم قومية.
حين أطلق عليه اسم ضمير الثورة الفلسطينية كان المقصود إبراز الجانب المبدئي والأخلاقي في مسيرة رجل لم يهادن في حق، ولم يساوم في مبدأ. وحين أطلق عليه اسم حكيم الثورة فلأنه كان يتحلى برؤى مستقبلية ثاقبة تثبت الأيام صحتها، كما كان يتحلى بقدرة على المواءمة بين الواقع والطموح.
لم تجرّه الواقعية يوماً الى التفريط بحقوق ثابتة لشعبه وأمته، كما لم يقده طموحه الثوري الى تجاهل الواقع الملموس فنجح في قيادة حركة قومية هامة ومنظمة فلسطينية مؤثرة يكفيه منها أنها اورثته أمينين عامين أولهما ابو علي مصطفى شهيد رحمه الله، وثانيهما أسير اخرجه الله مع كلّ رفاقه من المعتقل والأسر.
كلّ التحية لروح القائد الراحل الدكتور جورج حبش المنارة الثورية المضيئة لأمته وشعبه ولجبهته التي هي صمام الأمان في النضال الوطني الفلسطيني المعاصر. ورحم الله كلّ شهدائها البررة.