لو…
بلال شرارة
لو أنّ هناك جزيرة لا تنفجر بفعل بركان أو ينفجر شيء عليها… جزيرة هانئة… هادئة مستقرة… مزدهرة… لو…
لو أنّ مثل تلك الجنّة موجودة لتمنّيتني عصفوراً على أشجارها.. نخلة مقيمة على رملها… صخرة تتلاطم الأمواج عند أقدامها… بحراً يسرح ويمرح أمام عيونها… عيوناً حارسة لمساءاتها وصباحاتها… ولكن…
ولكن.. أنا أحلم… في هذا العمر أصبحت حالماً ومتوحّداً، أحبّ لو أني… أحب امرأة متوهّمة لا تأتي ولا تذهب.. لا تأتي إليّ ولا تغادرني…
لو أني لم أتعرّف على السيتي كافيه ولا على المودكا ولا على الويمبي ولا أعرف الكوستا ولا عرسال ولا الجرود حيث يقيم الإرهاب، ولم أسمع أنّ الخاطفين استعاروا سعد ريشا مثلاً وخلطوا عباس بدباس ثم أعادوه واختفوا مثل فص ملح وذاب ثم أخذت الدولة تهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور.
طيّب… الدولة أو أحد في الدولة خطف ذات يوم دبلوماسيين إيرانيين… والبحث جارٍ. وخلال الحرب الأهلية وغير الأهلية الكلّ خطف وفلت الحبل على الغارب.
أنا أزعم أنّ الحلّ ليس جزيرة منعزلة وليس أمنياً، لا للمخيمات الفلسطينية عبر إلقاء القبض على مداخلها وإقامة جدار عازل، وليس الحلّ أمنياً للبقاع المطلوب حياً أو ميتاً ، بل إنّ الحلّ للفلسطينيين المقيمين عندنا.. للسوريين المقيمين عندنا.. بانتظار عودتهم إلى ديارهم من حمى كليب أقصد اللبنان .. الحلّ للبقاع هو حلّ اجتماعي وليس تحويل الأمكنة معتقلات كبيرة.
يا ناس يا عالم … الحلّ في البقاع ليس إقامة جزيرة نائية.. جنة، بل إنمائي وأمني بالتوازي عبر إصدار قوانين لتحرير الملكية وإزالة الشيوع، إيصال مياه الشفة والريّ التي تنبع من البقاع إلى البقاع، زراعات بديلة وفرص عمل وأيضاً إصدار قانون عفو عام جزئي بغية إتاحة الفرصة لمن جنح من اللبنانيين للعودة والاندماج في حياة المجتمع والدولة.
يعني المطلوب تحرير المواطنين من المذكّرات والبلاغات في جرائم الحق العام حصراً، ووقف الملاحقات والغرامات المالية القضايا الجمركية الناشئة، والمطلوب قبل أو بعد ذلك تحرير الوطن من المطلوبين بقضايا عدلية بجرائم منظمة لا يمكن معها التسامح… أقصد المرتبطة بالقتل والسلب والتهريب والاتجار بالمخدرات والسلاح الخ… والمطلوب رفع الأيدي والتحفّظات والغطاء عن هؤلاء، لأنه من المعيب أن نبقى نلعب مع اللبنانيين لعبة إصبعي لابس طربوش إصبعي بلا طربوش .