كفح الإرهاب من المشرق إلى المغرب
بلال شرارة
فيما تترسّم صور الجوار الليبي بمواجهة التحديات المفروضة انطلاقاً من ليبيا والتي تعصف الأحداث والتحديات بنظمها السياسية واستقرارها وازدهارها عبر رسم جمهورية مصر العربية لاستراتيجيتها الوطنية والقومية للمرحلة المقبلة وتأكيد تونس على تمسكها بالوفاق الوطني وتماسك الجزائر السياسي واستعدادها لتنظيم الانتخابات البرلمانية، ودخول ليبيا في مرحلة أساسية في محاولة صياغة تفاهمات سياسية بوساطة مصرية وسط استمرار حروبها لتحرير مدنها من الإرهاب فيما – كلّ ذلك تبدو منطقة المغرب العربي وكأنها أمام مرحلة جديدة يحاول خلالها الإرهاب المهزوم في المشرق العربي نقل عملياته الى تلك الساحة التي باتت تحتاج أكثر من أيّ وقت مضى الى بناء مسؤولية مشتركة بمواجهة الإرهاب وترسيخ نظامها السياسي على أساس من الديمقراطية.
في مصر ورغم الانشغالات المصيرية بالوقائع السياسية والاقتصادية والمعيشية الضاغطة وتراجع الخدمات وصولاً الى حدّ المطالبة برحيل الحكومة، وفيما يتوقع الخبراء إجراء تعديل وزاري الأسبـوع المقبـل، وفيما ترتفع أسهم النظام القضائي في مصر بعد الحكم الإداري بتأكيد مصرية جزيرتي صنافير وتيران ومتابعة نيابة أمن الدولة العليا للشؤون المرتبطة بتنظيف الإدارة من الفساد والتي طالت مستشار وزير المال لشؤون الضرائب العقارية.
بالرغم من ذلك احتلّ الأمن الأولوية الأولى في مصر حيث استمرّ هذا البلد في خوض الحرب على الإرهاب داخل سيناء، وآخر مظاهرها تنفيذ حملة أمنية كبرى لتطهير مدينة العريش من المسلحين بعد سلسلة من العمليات التي استهدفت المقرات والكمائن الأمنية، وكذلك مواجهة الإرهاب داخل مصر وعلى حدودها مع ليبيا والسودان.
وقد برز خلال الأسبوعين المنصرمين نشاط إرهابي محموم خصوصاً في سيناء أكد انّ الجماعات الإرهابية تحاول الإيحاء بأنها لا تزال قوية ومتماسكة رغم الانتصارات التي يحققها الجيش والأمن المصري، وكان آخر ذلك العملية الإرهابية التي تتمثل باغتيال 5 جنود خلال عودتهم الى معسكرهم في منطقة الحسنة وسط سيناء، وكان جندي قد أصيب كذلك بطلق ناري في البطن جنوب العريش.
وقد احتلت مسألة أمن الحدود العنوان الرئيسي لاجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي ترأسه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية الأسبوع الماضي، والذي ناقش تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي ومختلف الجهود الدولية المبذولة سعياً للتوصل الى تسويات سياسية للأزمات القائمة في المنطقة، وبحث الاجتماع إجراءات أجهزة الدولة من أجل إحكام السيطرة على الحدود والمنافذ والمعابر وسبل مواجهة أخطار الرهاب المتزايد.
فعلى مستوى الأمن القومي المتصل بالدور المصري وافق مجلس الدفاع الوطني على التمديد لفترة جديدة للقوات المصرية في إطار التحالف العربي في اليمـن، والذي تشارك فيه طائرات وسفن حربية مصرية، وهو الأمـر الذي ينطلق من وجهـة نظر مصرية ضمان الأمن في المنطقة التي يعدّ فيها الأمن – حيوياً للملاحة في قناة السويس .
يذكر انه منذ أن توزّعت السيطرة المسلحة على ليبيا بواسطة المجموعات الإرهابية التي اتخذت لها عشرات الأسماء ووقعت ليبيا عملياً تحت سلطة أنماط من السلطات التي تناسلت من الإخوان المسلمين او من مجموعات العرب الأفغان القاعدة وداعش في ما بعد، ومذ ذاك انتبهت مصر الى الأخطار المتأتية من عدم وجود سلطة مركزية قوية ضامنة لأمن ليبيا ولأمن جوارها، والى انّ السيبان في تلك البلاد التي كان نظام القذافي البائد قد حوّلها الى مستودع كبير للأسلحة أمرٌ بات يهدّد ليبيا نفسها وجوارها وأمن البحر المتوسط وصولاً الى الدول الأوروبية المتاخمة للمتوسط حيث يسيطر مهرّبون على شواطئها، وقد حاولت مصر من أجل استئصال هذا الخطر ان تحشد معها موقفاً عربياً الجزائر وموقفاً دولياً عبر إيطاليا مؤيداً لقيام الجيشين المصري والجزائري بغطاء دولي باستئصال الإرهاب، ولكن الجزائر كانت ترى أنه لا يزال هناك وقت للعمل الدبلوماسي، وهي آنذاك لم تعتبر ليبيا مسؤولية جزائرية.
يذكر انّ أول زيارة خارجية قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت الى الجزائر، إلا انّ تلك الزيارة لم تستطع جسر الهوة في موقف البلدين بشأن ليبيا، يذكر انّ مصر سعت خلال قمة شرم الشيخ العربية الى تشكيل قوة عربية خاصة لمواجهة الأخطار المشتركة المحدقة بالأمة، وأبرزها الإرهاب، وقد أفشلت السياسات العربية هذه المبادرة ولم تنتبه آنذاك الى أهميتها، وكانت مصر قد وجهت عناية سلطات القرار الدولي الى انّ مواجهة سرطان الإرهاب تقتضي عملاً دولياً شاملاً، إلا انّ السياسات الدولية إدارة أوباما خاصة بقيت تعمل منفردة لتنفيذ خططها الخاصة، وتغضّ النظر عن محاولات الإخوان المسلمين تحت مختلف التسميات إضعاف النظام العام في مصر والنظام الحاكم والانقلاب عليه.
كيمياء شخصية بين ترامب والسيسي
الرهان اليوم هو أنّ إدارة الرئيس الأميركي ترامب تنظر بشكل مختلف الى أهمية دور مصر الإقليمي، وقد بدا واضحاً وجود كيمياء شخصية تجمع بين الرئيسين ترامب والسيسي الذي كان اول المهنئين بانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والآن وجه الرئيس ترامب دعوة الى الرئيس السيسي للقيام بأول زيارة رسمية في شباط فبراير المقبل الى واشنطن، وهي الزيارة الأولى له الى الولايات المتحدة منذ توليه الرئاسة عام 2014.
إلى ذلك أكد الرئيس ترامب في اتصال هاتفي أجراه الاثنين 23/1/2017 بالسيسي قوة العلاقات المصرية الأميركية وطابعها الاستراتيجي، وتعهّد دفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والارتقاء بها الى آفاق أرحب، كما بحث ترامب مع الرئيس السيسي سبل مواجهة الإرهاب وأكد التزامه المساعدات العسكرية لمصر.
عملانياً ثبت أنّ الحذر المصري كان في محله منذ أن أظهرت مصر عيناً حمراء تجاه نوايا المجموعات الإرهابية التي كـانت تحكم قبضتها على ليبيا من خلال ردّ مصري فوري وحازم.
فعند الخامسة من فجر يوم 16/2/2015 أغارت طائرات حربية مصرية على مواقع إرهابية في مدينة درنة الليبية في أعقاب قيام إرهابيين بذبح 21 من المسيحيين المصريين في مشاهد تقشعرّ لها الأبدان وزعت على وسائل الإعلام.
وكانت هذه الغارة بمثابة إعلان مصري هدف الى إشعار الإرهابيين بعدم استخدام الاراضي الليبية منطلقاً ضدّ مصر.
ولكن المكمن الأخير للشرطة جنوب غربي مصر أظهر الخطر القادم من الصحراء الغربية، وأبرز انّ الإرهاب قد فتح جبهة جديدة ضدّ مصر، فقد نفذ الهجوم نحو 30 مسلحاً يستقلون 4 سيارات مما أسفر عن مصرع 8 شرطيين بينهم ضابط وجرح 3 آخرين.
الهجوم جرى في محافظة الوادي الجديد المترامية الاطراف والتي تقع على الحدود مع ليبيا في غرب مصر وعلى الحدود الجنوبية للسودان، وهي منطقة جبلية ضمن نطاق الصحراء الغربية.
وهذا الهجوم أبرز خطراً قادماً من الجبهة الجنوبية الغربية، إذ استهدف الهجوم مكمناً يقع على طريق الخارجة – أسيوط، وطوله نحو 230 كيلومتراً، وانطلق المسلحون بحسب المعلومات من جنوب محافظة الوادي الجديد في الاتجاه الشمالي الشرقي إلى أسيوط، ثم قطعوا الطريق بسياراتهم، وبادروا في الاشتباك مع قوة المكمن عند الكيلو 67 على بعد نحو 80 كيلومتراً من الخارجة، وأكثر من100 كيلومتر عن حدود محافظة أسيوط.
وأظهر الهجوم وجود خلية نشطة تملك قدرات تُمكنها من شن هجومٍ كبيرٍ في تلك المنطقة، إذ استخدم المتشدّدون أسلحة آلية ومتوسطة في الهجوم على مكمن النقب».
وكانت مصر كثفت من مراقبة حدودها مع ليبيا خشية فرار عناصر إرهابية منها إلى مصر، فزادت عدد الطلعات الجوية لمراقبة الحدود الغربية مع تكثيف الدوريات الأمنية والعسكرية في المنطقة، كما زادت تحصينات وأعداد المكامن الأمنية والعسكرية، وانتشرت قوات الشرطة بكثافة أمام المنشآت الحيوية في الوادي الجديد، بعد فرار المسلحين إلى التخوم الجبلية لطريق الخارجة أسيوط .
تورّط النظام السوداني…!
وفي الجوار الليبي يبدو ان النظام السوداني الإخواني المتورّط مع قطر والسعودية يقوم بتسهيل وصول أسلحة قطرية الى أفرقاء في ليبيا ورعاية تهريب أسلحة الى مصر ويغضّ النظر عن تخطيط عمليات ضدّ مصر وعبور مسلحين اليها.
ورغم نفي السلطات السودانية لذلك الا انّ الاعتقاد السائد لدى السلطات المصرية والرأي العام المصري هو انّ السلطات السودانية متـورّطة في أعمـال ضدّ أمن مصر وأنها تستضيف وترعى مجموعات إرهابية، لا بدّ من توجيه النظر الى الأثمان التي تدفعها السودان، حيث انّ الرئيس السوداني والسلطات السودانية يعتقدون انهم عن طريق تقديم خدمات ضدّ النظام الذي تأسّس في مصر في أعقاب ثورة 30 حزيران يونيو وعلى حساب مصر سيتمكنون من كسر القرارات الدولية ضدّ السودان وكسب تدفقات مالية.
في هذا الإطار سجلت مطلع الأسبوع الفائت القمة السودانية السعودية بين البشير والعاهل السعودي والتي وقّعت خلالها مذكرة تفاهم إطارية بشأن منحة سعودية لتمويل مشروع توفير مياه الشرب في المناطق الريفية.
وفي هذا السياق أعلن أنّ واشنطن ستستقبل وفداً برلمانياً سودانياً الشهر المقبل عقب رفع جزئي للعقوبات الأميركية على السودان.
على نفس الصعيد وفي سياق حرب مصر على الإرهاب الذي يتخذ قواعد ارتكاز له في ليبيا وملاذاً آمناً للتدريب في السودان، أحالت محاكم مصرية متهمين من تنظيم حسم المحظور الى النيابة العسكري بعد اتهامهم بارتكاب عمليات إرهابية ومحاولة اغتيال مسؤولين والاعتداء على مقار للشرطة، وقد ذكرت التحقيقات انّ المتهمين تلقوا تدريبات في السودان.
ورغم انّ الخرطوم تتحدث عن تطور نوعي في العلاقة مع القاهرة وعن زيادة في معدلات التعاون وتوقيع اتفاقيات في مجال الشراكة الاقتصادية، إلا انّ هناك ما يشير الى شبهة وانتكاسة واقعية في العلاقة، هذا وقد برز نشاط إرهابي محموم خلال الأسبوعين المنصرمين.
الجزائر… ساحة عمل وجهاد!
جزائرياً: وكانعكاس للوقائع الليبية وللتحشدات الإرهابية التي اعتبرت الأراضي الجزائرية جسر عبورٍ واعتبرت الجزائر ساحة عملٍ جهادي فقد كرّس القرار الجمهوري بغلق المعابر البرية الحدودية بين الجزائر وليبيا عقيدةً أمنيةً جديدةً لدى السلطات تقضي بتحويل شأن الحدود البرية للجزائر الى شأن عسكري امني لا يخصّ المدنيين، وقالت مصادر أمنية بأنّ تأمين البلاد يأتي في المرتبة الأولى، لهذا تقرّر غلق الحدود البرية مع دول الجوار وتقرّر بناءً على قرار غلق الحدود مع ليبيا سحب شرطة الحدود من المعابر البرية الثلاثة وإعطاء فرصة للعائلات الجزائرية الموجودة في ليبيا لمغادرتها كما سمح لأسر ليبية تربطها صلة قرابة مع أسر جزائرية بمغادرة التراب الوطني.
وقد بدّلت قيادة الجيش الوطني الشعبي والقوات التي تعمل تحت قيادتها المباشرة على الحدود وهي سلاح الدرك وحرس الحدود قواعد الاشتباك حيث تقرّر تجهيز هذه القوات بكلّ اللوازم والمعدات القتالية لمواجهة ايّ طارئ، وقال مصدر أمني رفيع انّ قواعد الاشتباك تتغيّر باستمرار في الجيوش ويعني تغيير قواعد الاشتباك انّ الجيش بات على استعداد لإطلاق النار في ايّ حالة اشتباه على الحدود، وشملت الإجراءات الأمنية الجديدة التدقيق في كلّ حالات الدخول الإنسانية عبر الحدود الجزائرية الليبية خوفاً من ايّ عملية تسلل وشملت إجراءات الأمن المشدّدة الجديدة كذلك تكثيف عمليات مراقبة عمق الصحراء المتاخمة للحدود الليبية الى غاية 100 كلم في عمق الأراضي الجزائرية، وقال مصدر أمني انّ قيادة الجيش استنفرت اكثر من 50 ألف عسكري ودركي على الحدود مع ليبيا بعد ان كانت جماعات مسلحة تابعة لداعش سيطرت على مدينة سرت قبل تحريرها، وتقرّر في هذا الصدد رفع درجة التأهّب الى أقصى مستوى، وكانت قيادة الجيش الوطني الشعبي قد جهّزت في كانون الأول/ ديمسبر 2014 الحدود الجنوبية الشرقية التي تفصل الجزائر عن الجارة ليبيا بمدافع وأسلحة ثقيلة ودبابات كما عمدت الى تحصين مراكز المراقبة المتقدّمة لمنع تعرّضها لهجمات انتحارية، يشار الى انّ الإجراءات الأمنية المشدّدة على الحدود لا تتعلق فقط بالمعابر البرية والمطارات والموانئ بل بالحدود البرية الطويلة للجزائر التي يزيد طولها عن 7000 كلم مع دول المغرب وإقليم الصحراء الغربية وموريتانيا ومالي والنيجر وليبيا وتونس، وعلى هذه الحدود البرية الممتدة وفق المصدر تعمل وحدات من الجيش وقوات الدرك قوة أمنية ووحدات حرس الحدود من أجل منع تسلل مطلوبين، نعتقد انّ ايّ مطلوب للأمن سيحاول اختراق الحدود بصفة غير نظامية غير قانونية ولهذا تعيش قوات الأمن والجيش على طول الحدود حالة استنفار قصوى منذ مدة طويلة.
وجزائرياً وعلى الصعيد الميداني ذكرت التقارير انّ الإجراءات الاستباقية التي اتخذها الجيش خلال السنوات الأخيرة مكّنته من دحض كلّ المؤمرات والتهديدات ومن تأمين حدود البلاد في مواجهة الطوارئ بمواجهة إعلان داعش قرار نقل عملياتها من ليبيا الى الجزائر ، وقد حقق الجيش الجزئري نتائج باهرة في السنوات الأخيرة على صعيد محاربة الإرهاب، وقد امتلك ناصية تطويع عوامل تطوير القدرات القتالية والعملياتية لقوام المعركة لديه وترقية كلّ مكونات قواته المسلحة وهي الغاية الأساسية التي تنشدها القيادة العليا للجيش وتعمل على تجسيدها ميدانياً وأمنياً، وفي الجزائر كشفت جلسة محاكمة12 إرهابياً ينشطون تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام داعش عن اختراق السلطات الأمنية والعسكرية للتنظيم الإرهابي بتجنيد جزائري ضمن قواته بالعراق في إطار الإجراءات والتدابير المتخذة لمنع توغله بالجزائر وتحسّباً لأيّ هجمات تمسّ بأمنها واستقرارها وعن خططه الجهنمية للحصول على منابع التمويل من خلال اتخاذ من مناسك العمرة غطاء لتزويده بالعملة الصعبة بعد تشديد الرقابة على مصادر التمويل.
وفي جردة لغلة عام2016 يُشار الى نشاط مكثف للجيش الوطني الشعبي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية الحدود والتهريب ومكافحة المخدرات والهجرة غير الشرعية حيث تحدثت بيانات صادرة عن وزارة الدفاع الوطني طيلة السنة الماضية عن العمليات التي قامت بها وحدات الجيش الوطني الشعبي من انتشار واسع على الحدود واكتشاف أسلحة وإفشال خلايا داعش وكذا تحييد عدد معتبر من الإرهابيين وفي هذا الإطار كشفت وزارة الدفاع الوطني عن حصيلتها العملياتية لسنة2016 التي وصفتها بالإيجابية حيث تمكّنت من القضاء على125 إرهابي وتوقيف225 آخرين.
وبلغة الأرقام تمكنت القوات الأمنية والجيش من توقيف 2615 مهرّب و 1603 مهاجرين غير شرعيين و 414 تاجر مخدرات، كما تمّ حجز 1.8 مليون لتر وقود مهرّب، وكذالك 2556 كلغ من المواد الكيماوية التي تستخدم لصناعة المتفجرات، واستغلّ هؤلاء المجرمون في الجـرائم المرتكبة 447 سيارة رباعية الدفع، 258 شاحنة و340 سيارة و 112 دراجة نارية، وفي فئة الذخيرة تمكنت مصالح مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة من حجز 17 صاروخاً من نوع 75 ملم للحوامات، و 10 أحزمة ناسفة، 100 حقنة جاهزة للتفجير، 1244 مخزن ذخيرة، 735 كلغ مواد متفجرة، 547 صاعق و 653 كلغ ديناميت وغيرها من الذخائر.
يذكر انه في17 آذار مارس 2016أحبط الجيش الجزائري محاولة اعتداءٍ إرهابيّ بواسطة الهبهاب صاورخ تقليدي الصنع على قاعدة نفطية تابعة للشركة البريطانية» بريتيش بترلوليوم» الواقعة في منطقة خرشبة قرب المنيعة في ولاية غرداية، ومن جهة أخرى وعلى جبهة الداخل يلاحظ محاولة زعزعة الاستقرار في الجزائر عبر إحداث خلل سياسي ينبع من حلقات «تحريض» يقوم بها حزب الجبهة الاسلامية للإنقاذ المنحلّ .
على نفس الصعيد دعت هيئة ضبط القطاع السمعي والبصري في الجزائر التي تراقب محتوى القنوات التلفزيونية الجزائرية، خطباء الجمعة والمنابر الدينية الى العودة لعقد الخطاب الوعظي وفقاً للمعتقدات المحلية مع التزام عدم الولاء الفكري للتيارات المعادية للحداثة، وطالبت الهيئة في اول تقرير لها بعد لقاءات مع هيئات دينية بحظر دعاة الفكر التكفيري من الظهور على القنوات التلفزيونية، وربطت الهيئة ملاحظاتها باقتراب موعد الانتخابات البرلمانية بعد 3 أشهر لذلك شرحت أنها تريد تجنيب الدين من الاستغلال في هذه المحطة السياسية، وورد في تقريرها: هذه الملاحظات تبدو لنا في وقتها ومحلها كونها تأتي عشية الانتخابات الاشتراعية التي ستشهدها بلادنا حيث وجب حفظ الدين من أية محاولة لاستغلاله أو استعماله».
وتمنع الجزائر استعمال الدين في السياسة، ويتضح ذلك في الدستور والقانون العضوي للأحزاب، بدايةً من منع استعمال الإسلام في التسميات الحزبية.
سياسياً: وفي تطوّر انتخابي إيجابي اعلنت الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري لويزة حنون ان حزبها قرر مبدئياً المشاركة في الانتخابات الاشتراعية المقبلة لتلحق بذلك بالأحزاب المعارضة التي دعت الى مشاركة قوية في الاستحقاق الانتخابي.
إعلامياً: دخلت الصحافة الورقية في الجزائر مرحلة عصيبة منذ فترة بسبب تراجع المبيعات وشحّ مصادر الإعلانات الحكومية والخاصة على حدّ سواء، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على البلاد منذ أكثر من عامين، وزاد الوضع سوءاً بدخول الصحافة الإلكترونية على الخط بفعل اتساع دائرة مستخدمي شبكة الإنترنت، مثلما تسبّبت الفضائيات المحلية الخاصة في استقطاب المزيد من الباحثين عن الخبر وقت حدوثه. ومن أبرز الصحف التي توقفت لأسباب مالية، صحيفة المجاهد الأسبوعي العريقة التي تأسست عام 1956 أثناء حرب التحرير ضد الاحتلال الفرنسي، وتحوّلت بعد الاستقلال إلى لسان حال حزب جبهة التحرير الحاكم، قبل أن تقرر التوقف عن الصدور قبل بضعة أشهر بسبب الأزمة المالية، كما لحقت بها يومية الأحداث الخاصة، وعرفت الجهة الغربية من الجزائر توقف عدد من اليوميات، منها صوت الغرب بنسختيها العربية والفرنسية و المصير ، وهي صحف صغيرة محلية لا تطبع ولا توزع إلا في المحافظات الغربية.
إجراءات تونسية على حدود ليبيا
في الجوار التونسي: عززت السلطات التونسية اعتباراً من مطلع العام 2017 إجراءات الأمن على طول حدودها مع ليبيا بإستخدام رادارات وكاميرات حرارية على مسافة طويلة في الحدود الشرقية مع ليبيا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، وقالت مصادر رسمية مطلعة انّ هذا المشروع المزمع تنفيذه سيساهم في حماية المجال الترابي التونسي من الاختراق وتسلل المهرّبين والعناصر الإرهابية من داخل ليبيا، وكانت تونس أنجزت مؤخراً مشروع حاجز ترابي على طول الحدود الجنوبية مع ليبيا لمنع تسلل العناصر المسلحة.
وتخشى السلطات التونسية من الخطر الإرهابي القادم من داخل ليبيا التي تشهد أزمة سياسية خانقة وفوضى أمنية وانعدام القانون ما تسبّب في انتشار تشكيلات متشدّدة وظهور تنظيم داعش الذي نفذ عمليات إرهابية داخل تونس.
ويذكر أنّ تونس شهدت نشاطاً محموماً للجماعات الإرهابية منها:
1 شباط فبراير 2016 جرت عملية تبادل إطلاق نار بين قوات الحرس والجيش الوطني وعناصر مسلحة في قابس وتمّ القضاء على 3 عناصر مسلحة.
وبعد يوم فقط من هذه العمليّة وتحديدا في بن قردان جرت مواجهات مسلحة بين الحرس الوطني وقوات مسلحة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي أسفرت عن القضاء على 5 إرهابييّن وحجز كميّة من الأسلحة والذخيرة وبعض الحواسيب.
و في 22 شباط فبراير 2016 ذكرت المعلومات الصادرة من جبل المغيّلة انه تمّ القضاء على عنصر وبعد سويعات قليلة وعمليّة أمنيّة في غار الدماء جندوبة وتحديداً منطقة الدورة تمكنت قوة أمنية من القضاء على إرهابي.
وفي 1 آذار مارس 2016 قتل 4 مسلّحين في كمين أمني في منطقة عين جفال القريبة من جبل المغيلة بين مدينتي سبيطلة ولاية القصرين وجلمة ولاية سيدي بوزيد .
وفي7 آذار مارس 2016 وعند الخامسة صباحاً، قامت مجموعات مسلحة محسوبة على تنظيم داعش الارهابي بشنّ هجمات متزامنة على نقاط أمنية وعسكرية مختلفة بمدينة بن قردان الحدودية جنوب تونس في محاولة لوضع اليد على المدينة وإعلانها إمارة إسلامية.
وأسفرت المواجهات وفق الحصيلة الرسمية لوزارتي الدفاع والداخلية عن:
القضاء على 49 عنصراً مسلحاً/ القبض على 9 آخرين.
استشهاد 7 مدنيين ومن بينهم فتاة تدعى سارة الموفق وتبلغ من العمر 11 عاماً، والعملية أسفرت كذلك عن استشهاد 11 أمنياً وعسكرياً / سقوط 17 جريحاً من الأمن والجيش
في 19 نيسان أبريل 2016 أوقفت الوحدات الأمنية أحد العناصر التكفيرية بمنطقة سيدي حسين وتمّ القبض على 40 من العناصر الذين اعترفوا بانضمامهم لتنظيم داعش الارهابي وانخراطهم في ما يسمّى بـ«الجناح العسكري» ومحاولتهم إدخال أسلحة عبر الشريط الساحلي التونسي الليبي إلى الجنوب التونسي ومنه إلى العاصمة .
وفي5 أيار مايو 2016 أصيب 3 عسكريين تونسيين بجروح متفاوتة الخطورة عقب انفجار لغم أرضي في منطقة جبل سمامة من ولاية القصرين.
وفي 11 أيار مايو 2016 أسفرت عملية استباقيّــــة في المنيهلة عن قتل 20 مسلّحين وإيقاف العشرات… كما أسفرت حملة المداهمات التي أعقبت العملية الأمنية عن إيقاف ما لا يقلّ عن 37 عنصراً وصفتهم المصادر الأمنية التونسية بالإرهابيّين مؤكدة أنّ جلّهم شارك في عملية بن قردان الأخيرة.
وفي 19 أيار مايو 2016 أسفرت عملية عسكرية بجبل المغيّلة عن قتل مؤسس «جند الخلافة» أول فصيل مسلح يبايع تنظيم داعش الارهابي في تونس، المكنّى بـ«أبي القعقاع».
وفي 29 أب أغسطس 2016 هاجمت مجموعة من المسلحين عربة عسكرية في جبل السمامة من ولاية القصرين بواسطة قنابل يدوية ورشاشات وقذائف آر بي جي بعد زرع لغم أرضي في طريقها، مما أسفر عن استشهاد 3 عسكريين وإصابة 7 آخرين وفق الحصيلة الرسمية لوزارة الدفاع التونسية.
وفي 31 آب أغسطس 2016 تمّ تنفيذ عملية أمنية استباقيّة في حي الكرمة بالقصرين استهدفت منزلاً كان يختبئ بداخله 20 من العناصر المسلحة، وبعد اشتباكات دامت ساعات أسفـــرت العملية وفـــق الحصيلة الرسمية عن اعتقالهم جميعاً.
وفي 17 أيلول سبتمبر 2016 قرر رئيسُ الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي تمديد حالة الطوارئ لمدّة شهر بداية من يوم 19 أيلول سبتمبر 2016، وفي نفس الوقت تمكنت القوات الأمنية من إلقاء القبض على عنصر تكفيري بجهة بومهل من ولاية بن عروس.
وفي تشرين الثاني نوفمبر 2016 تمكنت الوحدات الجهوية للحرس الوطني في بن قردان من الكشف عن 7 مخازن للأسلحة بمعتمدية بن قردان من ولاية مدنين.
كما تمكنت الوحدات الأمنيّة والعسكرية، من القبض على أحد الارهابيين.
وتمكنت الوحدات الأمنيّة كذلك من إيقاف ثلاثة عناصر يشتبه في تورّطهم في قضيّة احد مخازن الاسلحة.
وفي 25 تشرين الاول اكتوبر 2016 تمكنت وحدات الأمن الوطني بتاجروين من الكشف عن خلية إرهابية تنشط داخل البلاد.
وفي 12 كانون الاول ديسمبر 2016 تمكنت القوى الامنية من تفكيك خلية إرهابية وايقاف 6 أشخاص.
وفي 14 كانون الثاني ديسمبر 2016 تمكنت الوحدات الأمنية من الإطاحة بخلية إرهابية تكفيرية بمدينة صفاقس، تتكون من 11 عنصراً.
وفي 15 كانون الثاني ديسمبر 2016 قامت مخابرات العدو الاسرائيلي باغتيال المهندس التونسي محمد الزواري في صفاقس وتورّط عدد من الأطراف الأجنبية وفق تأكيد وزارة الداخلية ..
عملية التحقيق متواصلة للبحث في حيثيات هذه الجريمة النكراء التي رافقتها حركات احتجاجية في تونس.
وفي 19 كانون الاول ديسمبر 2016 تمكنت الوحدات العسكرية وخلال عمليّة تمشيط لجبل ليحيرش من معتمدية جندوبة الشمالية من العثور على مخبأ للإرهابيين وبداخله 2 برميلين من الامونيتر معدة للتفجير سعة الواحد 30 لتر وحزام ناسف غير مكتمل كما تمّ العثور على مواد عسكرية أخرى.
وفي 22 كانون الاول ديسمبر 2016 تمكّنت أجهزة الأمن التونسية من تفكيك خليّة إرهابيّة تنشط بين تونس، سيدي بوزيد ومجاز الباب ولاية باجة تتكوّن من 5 عناصر من بينهم 3 فتيات.
وفي 23كانون الاول ديسمبر 2016 تمّت إماطة اللثام عن خلية إرهابية تتكون من 3 عناصر تتراوح أعمارهم بين 18 و27 سنة تنشط بين فوشانة ومعتمدية الوسلاتية ولاية القيروان على علاقة بالإرهابي «أنيس العامري» مرتكب العملية الإرهابية التي وقعت بمدينة برلين الألمانية.
وفي 25 كانون الاول ديسمبر 2016 تمّت إماطة اللّثام عن خليّة إرهابيّة تتكوّن من 5 عناصر تكفيريّة مصنّفة خطيرة أعمارهم تتراوح أعمارهم بين 25 و40 سنة تتولّى استقطاب الشّبان بمعتمديّة التّضامن.
وفي 26 كانون الاول ديسمبر 2016 تمكنت القوى الأمنية بجندوبة من الكشف عن خلية إرهابية بحي الزهوة معتمدية جندوبة الشمالية تتكون من ثلاثة عناصر وهم على تواصل مع عناصر إرهابية ضمن داعش في سورية وليبيا.
وفي 27 كانون الاول ديسمبر 2016 تمكّنت القوى الامنية بطبلبة ولاية المنستير من تفكيك خليّة إرهابيّة بمعتمديّة بني حسّان تتكوّن من 7 أشخاص.
ترتيب البيت الليبي…
و ليبياً: وفي الإطار الامني كشف النقاب عن انّ حكومة الثني الموالية لمجلس النواب الليبي والمدعومة من بعثة الأمم المتحدة أطلقت خططاً لفرض الامن في العاصمة طرابلس وعدد من مناطق غرب ليبيا، واتخذت إجراءات عملية لإيصال كلّ الخدمات من سلع أساسية ومواد طبية ومحروقات وسيولة تغذية لتلك المناطق.
يذكر انه يوجد عدد كبير من الفصائل المسلحة المتنافسة في طرابلس معارضة لحكومة الثني كما انّ لتنظيم داعش خلايا نائمة أعلنت مسؤوليتها في السابق عن هجمات استهدفت بعضها مقرات رسمية وسفارات في ليبيا٠
وعلى نفس الصعيد أعلن الجيش الوطني الليبي انه حقق انتصاراً جديداً هذا الأسبوع ضدّ الجماعات الارهابية في محاور القتال خاصة غرب مدينة بنغازي شرق البلاد، وقال مسؤول عسكري انّ إعلان السيطرة الكاملة على بنغازي وتحريرها يحتاج الى ما وصفه بقليل من الوقت فقط، هذا ويعمّ التفاؤل في ليبيا نظراً للجهود المصرية المبذولة لصياغة تفاهمات بين الاطراف الليبية الرئيسية، وهو الأمر المعلق على اللقاء المرتقب بين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي رئيس حكومة الوفاق الوطني.
وفي ما يتصل بالجوار الليبي تمّ رصد الاتصالات التالية:
1 – زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري الى تونس حيث ترأس وفد بلاده الى اجتماع آلية التشاور السياسي بين البلدين وقد تركزت مجمل المحادثات خلال الزيارة بقدر من التفصيل حول تطورات الازمة الليبية.
2 – اللقاء الذي جمع بين وزير الدولة للشؤون المغاربية الجزائري ووفد من مدينة مصراتة الليبية.
3 – استقبال مصر والجزائر مؤخراً مختلف المسؤولين الليبيين من جميع الفرقاء فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني ورئيس البرلمان الذي يتخذ من طبرق مركزاً له» والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
4 – استقبال الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقه لرئيس حركة النهضة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي في اطار نشاط دبلوماسي مكثف تقوم به الجزائر ومصر مع الفرقاء الليبيين وشخصيات قد تكون ذات تأثير في حلّ الازمة الليبية.
هنا لا بدّ من الاشارة الى انّ ترتيب البيت الليبي من شأنه ان ينهي مخاطر وتهديدات المجموعات الإرهابية لليبيا نفسها ولجوارها.
الرهان الآن في ليبيا والجوار الليبي هو على ضمان ان تُحكم مؤسسات الدولة الليبية السيطرة على البلاد وتنتنهي الخلافات بين الاقطاب وأول الغيث هو لقاء حفتر – السراج ، كما ومن المفيد الانتباه الى انّ هذه التطورات العسكرية جاءت بعد بروز نتائج ايجابية للجهود المصرية المكثفة لتشجيع الحوار الليبي بعد ان سبقت القاهرة اجتماع وزراء خارجية دول الجوار بمحادثات اجراها رئيس الاركان المصري الفريق محمود حجازي واعضاء اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي مع المشير خليفة حفتر وبعد محادثات مصرية مع المبعوث الدولي الى ليبيا مارتن كويد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج.
ومن المفيد الاشارة الى اللقاء العاشر لوزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي استضافته القاهرة في نهار يوم السبت 21/1/2017.