البيت الأبيض يتشبّث بحظر السفر ويتلقى تأييداً من إيطاليا وأوستراليا
ما زال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متشب بموقفه القاضي بفرض حظر على المهاجرين القادمين من سبع دول إسلامية، رغم خروج تظاهرات حاشدة وصدور احكام قضائية ضده.
وقال ترامب في بيان صادر عن مكتبه، إن تأشيرات الدخول ستُمنح مرة أخرى لمواطني الدول السبع، التي شملها القرار، حالما يتم تفعيل «سياسات الأمن القصوى»، نافيا أن يكون الحظر موجها ضد المسلمين.
ولاقى قراره استنكارا واسعا في أنحاء مختلفة من العالم، فيما قال ستة عشر مدعيا عاما إنه غير دستوري. وقرر كثير من القضاة في الولايات المتحدة تعليق ترحيل حاملي تأشيرات الدخول.
ووقع ترامب يوم الجمعة الماضي، أمرا تنفيذيا يقضي بوقف كامل للبرنامج الأميركي الخاص باستقبال اللاجئين، لمدة أربعة أشهر. ووقف قبول اللاجئين السوريين حتى إشعار آخر. واحتجز كذلك، أولئك الذين كانوا في منتصف رحلاتهم إلى الولايات المتحدة لدى وصولهم، بما فيهم الذين يحملون تأشيرة دخول سليمة، أو غيرها من تصاريح الهجرة.
وبالاضافة إلى الحظر الذي فُرض على اللاجئين، لا يُسمح للمسافرين الذين يحملون جنسية إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن، أو جنسية مزدوجة، من دخول الولايات المتحدة. ويشمل هذا مزدوجي الجنسية للدول الحليفة، من بينهم بريطانيا، على الرغم من أن كندا أُبلغت بأن مزدوجي الجنسية من مواطنيها لا يشملهم القرار.
وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية بيانا قالت فيه، إن أصحاب الجنسيات المزدوجة فقط، الذين يسافرون من إحدى الدول السبع المدرجة في قائمة الحظر، هم من سيتعرضون لإجراءات فحص إضافية، فيما لا يشمل القرار أولئك المسافرين بين المملكة المتحدة والولايات الوتحدة. ومع ذلك، لم تتمكن طالبة أسكتلندية في كلية الطب البيطري، كانت مسافرة بجواز سفر إيراني، من الذهاب إلى بلدها بعد قضاء إجازتها في كوستاريكا، بسبب إبلاغها بأن تأشيرة مرورها الأميركية لم تعد صالحة.
وقال كبير موظفي البيت الأبيض، راينس بريبوس، إن حاملي البطاقات الخضراء الإقامة الدائمة وهم مقيمون شرعيون، لن يطالهم القرار، لكن بعضهم احتجز منذ بدء سريان مفعوله.
وقال ترامب على حسابه بموقع «تويتر»: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى «تدقيق صارم، الآن»، لكنه حاول في وقت لاحق، في بيان له بعث تطميناته قائلا: «هذا لا يتعلق بالدين، إنه يتعلق بالإرهاب والحفاظ على أمن بلدنا». وتابع: سنصدر مرة أخرى التأشيرات لجميع دول العالم، عندما نتأكد من أننا راجعنا أكثر السياسات أمنًا على مدار التسعين يوما المقبلة».
ورفض بريبوس وصف المعارضين لتطبيق القرار بأنه فوضوي. وقال إن 109 أشخاص فقط من إجمالي 325 ألف مسافر هم من اعتقلوا. وإن «معظم أولئك أطلق سراحهم». وأضاف: «لدنيا 24 شخصا محتجزا. وأعتقد بأنهم ما داموا ليسوا سيئين فسيمضون في طريقهم قبل مرور 12 ساعة اليوم».
لكن الاعراض وصل إلى داخل حزبهم الجمهوري، إذ قال النائب الجمهوري الذي يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب كوركر، إن القرار التنفيذي أسيء تطبيقه، لا سيما مع حاملي البطاقات الخضراء. ويتعين على الإدارة الأميركية إجراء مراجعات مناسبة.
وقال زعيم الأقلية الديمقراطية، تشاك شومر، إن الولايات المتحدة الآن بدت أقل إنسانية وأقل أمنا، وأقل اتساقا مع قيم أميركا. وقال إن الديمقراطيين سيتقدمون بتشريع لإلغاء القرار.
وفي بيان مشترك، قال 16 مدعيا عاما في ولايات أميركية، من بينها نيويورك وبنسلفانيا، إنهم «سيستخدمون كل الوسائل المتاحة من واقع مناصبهم، لمواجهة هذا القرار غير الدستوري وحتى إلغائه. وسيعملون على التأكد من أن أقل عدد ممكن يتأثرون من هذا الوضع الفوضوي، الذي خلفه القرار».
وفي بوسطن، أصدر قاض قرارا بإطلاق سراح مواطنَيْن إيرانيَيْن وهما أستاذان جامعيان، احتجزا في مطار لوغان الدولي. وفي فيرجينيا صدر قرار قضائي بحظر ترحيل حاملي البطاقات الخضراء لسبعة أيام، كانوا قد احتجزوا في مطار دالاس وأمر السلطات بمد المحامين بالتفاصيل. وفي سياتل أصدر قاض قرار طارئا بتأجيل ترحيل شخصين.
إلا أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية، فالت إنها ستواصل تطبيق الإجراءات، فيما تزايدت الانتقادات الموجهة لقرار ترامب بقوة خارج الولايات المتحدة.
في المقابل، شكر رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تيرنبول، الرئيس ترامب، بعد أن أكد أن الولايات المتحدة ستدعم اتفاقها مع أستراليا، بشأن استضافة اللاجئين المعرضين للخطر والمحتجزين في مراكز اعتقال على السواحل الأسترالية، في بابوا غينيا الجديدة وناورو.
كذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، في مقال نشرته مجلة «كوريري ديلا سيرا» أمس، إن رؤية إيطاليا لسياسة الهجرة تختلف عن رؤية الرئيس الأميركي ترامب ولكن لا ينبغي على أوروبا إدانة سياسة الهجرة التي ينتهجها ترامب. وأضافش: أن الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي مؤخرا كانت أمرا متوقعا، لأن ترامب يفي، ببساطة، بتعهداته التي التزم بها أثناء حملته الانتخابية والتي ساعدته في الفوز في السباق الرئاسي.
واعتبر الوزير الإيطالي أنه لا ينبغي على أوروبا إدانة سياسة الهجرة التي تنتهجها السلطات الأميركية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي نفسه «يعجز عن إيجاد حل لأزمة اللاجئين» التي يواجهها.