ماذا عن مناطق ترامب الآمنة؟
حميدي العبدالله
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه وقّع على أمر تنفيذي يدعو إلى إقامة مناطق آمنة في سورية وجوارها، وأعاد التأكيد على هذه المسألة في الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع ملك المملكة العربية السعودية، ولكنه أضاف اليمن إلى القائمة.
لا شك أنّ مفهوم المنطقة الآمنة عند ترامب غير واضح، هل يتطلب ذلك منطقة حظر جوي، وضدّ طيران من ستكون منطقة الحظر الجوي، ضدّ الطيران السوري أو الروسي، وفي اليمن أين ستكون هذه المنطقة الآمنة، ولا سيما أنّ اليمن ليس لديها طيران حربي يشارك في القتال، بل إنّ طيران التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية وحده الذي يشارك في القتال باليمن، وهل المنطقة الآمنة تعني في اليمن أن يحرم على الطيران السعودي استهدافها. ثم عندما يشير القرار التنفيذي إلى إقامة مناطق آمنة في سورية ودول مجاورة، من هي هذه الدول المجاورة، هل هي الأردن وتركيا ولبنان؟ وهل يمكن إقامة المناطق الآمنة من دون التعاون والتنسيق مع حكومات هذه الدول، وماذا لو رفضت حكومات هذه البلدان إقامة هذه المناطق على أراضيها، هل يشنّ الرئيس الأميركي الحرب عليها؟
أين ستكون هذه المناطق الآمنة في سورية؟ هل ستكون في مناطق سيطرة «وحدات الحماية الكردية» التي تعمل بالتعاون مع التحالف الأميركي تحت ستار «قوات سورية الديمقراطية»، أم أنّ هذه المناطق الآمنة ستكون في مناطق سيطرة الجيش التركي في محيط منطقة جرابلس، حيث يسيطر الآن؟ أم في محافظة إدلب حيث تسيطر الجماعات الأكثر تطرفاً وتشدّداً، وعلى رأسها جبهة النصرة وتنظيمات القاعدة؟
هذه أسئلة ليست من دون معنى، إذ لا يمكن إقامة مناطق آمنة لا في سورية ولا في دول جوار سورية دون الإجابة على هذه الأسئلة؟
الأرجح أنّ إقامة مناطق آمنة دونها حروب كثيرة على الرئيس الأميركي الاستعداد لها، والاستعداد لتقديم الثمن الذي تتطلبه هذه الحروب، وهو الذي قاد حملته الانتخابية ضدّ السياسات التي ورّطت الولايات المتحدة بحروب كثيرة وكبّدتها خسائر فادحة، وهذه الخسائر تشكل أحد الأسباب لتردّي الاقتصاد الأميركي، وما ترتب على ذلك من مشاكل منها اهتراء البنية التحتية التي شدّد الرئيس الأميركي في خطاب القسم على إعطائها الأولوية.