عون لنقابة الصحافة: للإسراع في إقرار قانون عادل يريده 87 من اللبنانيين
أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون أنّه طالب بإقرار قانون جديد للانتخابات النيابيّة، «لأنّني أدافع عن شعب أريد أن يكون تمثيله صحيحاً، والمطلوب هو نصرة الحقّ من خلال الإسراع في إقرار قانون عادل يريده نحو 87 من اللبنانيّين، وعليّ احترام رأيهم».
وجدّد التزامه العمل لتحقيق كلّ ما من شأنه أن يعزّز الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد بما ينعكس إيجاباً على كافّة شرائح المجتمع، كاشفاً أنّه سيطالب بإعادة إدراج مشروع القانون المتعلّق بضمان الشيخوخة.
مواقف عون جاءت خلال استقباله مجلس نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، الذي استهلّ اللقاء مهنّئاً ومؤكّداً أنّ هناك الكثير من الآمال المعقودة على رئيس الجمهورية، وأنّ المواطنين متفائلون بوجوده في سدّة الرئاسة، خصوصاً أنّ عهده سيشهد نهوضاً على مختلف الأصعدة، بدءاً من الكهرباء، «حيث أُعطيتم أملاً أنّه سيتم حلّ مشكلة الكهرباء، وسيُجرى تأمينها».
وردّ الرئيس عون مرحّباً بالنقيب الكعكي وأعضاء مجلس النقابة، مؤكّداً أنّ العمل سيكون جادّاً لحلّ أزمة الكهرباء بعد إزالة العراقيل التي وُضعت في طريق المشاريع التي كان أعدّها الوزير جبران باسيل عندما كان وزيراً للطاقة والمياه.
وكشف أنّه تمّ في أوّل جلسة لمجلس الوزراء توزيع الأحواض في المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تخصّ لبنان، وطلبنا إعطاء مرسوم النفط الأفضليّة، فبدأ الحديث عن وجود صفقة في هذا الملف. وقال: «إنّ كلّ ما سيتمّ استخراجه هو للشعب اللبناني، من مرجعيون إلى منطقة العريضة».
وقال ردّاً على سؤال، إنّه سيبدأ إنتاج النفط في السنة القادمة، بناءً للمُهل الموجودة لتقديم الدراسات، ومن ثمّ فضّ العروض، الذي من المتوقّع أن يتمّ في شهر أيلول المقبل.
أضاف: «هناك صندوق سيادي للنفط، وسيتمّ توظيف أمواله ومردوده في المساعدة على تحقيق التنمية، وستستفيد منها الأجيال الصاعدة، فهي ثروة وطنيّة يجب المحافظة عليها، وتمويل مشاريعنا منها»، مؤكّداً أنّها «ليست فقط لسدّ الدين العام، الذي هو بحاجة إلى وقف الهدر».
وردّاً على سؤال حول قانون الانتخابات، قال: «أنا مع النسبيّة المطلقة وليس القانون النسبي المختلط، لأنّ عبره ستتمثّل الأكثرية والأقليّة في كلّ طائفة وكلّ مذهب، لكنّ الأكثريّات الحالية الموجودة في المجلس النيابي ترفض الاكتفاء بالتمثيل الصحيح، علماً أنّها لن تخسر شيئاً ولكنّها ستأخذ حجمها الحقيقي».
ولفتَ إلى أنّه مع العودة إلى الشعب وإجراء استفتاء على المبدأ، لكن ثمّة من يقول إنّ الدستور لا يسمح بذلك، ولكن لا يوجد نصّ يمنع ذلك أيضاً.
وقال: «إذا ما وصلنا إلى مرحلة الخيار بين الفراغ أو قانون الستين، فإنّ خياري هو عدم دعوة الناخبين. أنا أدافع عن شعب أريد أن يكون تمثيله صحيحاً. والمطلوب هو نصرة الحق من خلال الإسراع في إقرار قانون عادل يريده نحو 87 من اللبنانيين، وعليّ احترام رأيهم».
وأشار عون إلى حلّين طُرِحا إلى الآن الأوّل يقوم على اعتبار أنّه إذا لم تكن هناك رغبة بتغيير الدوائر الانتخابيّة، ففي كلّ دائرة إذا كان هناك مرشّح لا تشكّل طائفته فوق ثلث الناخبين فيها فليذهب إلى النسبيّة في المحافظة، ومن لديه أكثر من الثلثين فليبقَ ضمن الأكثري، وهو حلّ وسط وخطوة إلى النسبيّة الأكبر. وقد طرح الرئيس برّي موضوع التأهيل ضمن الطائفة كمرحلة أولى. وقد قبلنا بهذا الحلّ الثاني أيضاً كحلّ وسط».
وأكّد أنّ الاستقرار في البلاد جيّد، ولا سيّما أنّ الجيش والقوى الأمنيّة يقومان بواجبهما بالسهر وملاحقة المخلّين بالأمن.
وأشار إلى أنّ التشكيلات في المؤسسات الإدارية والأمنيّة والدبلوماسيّة، ستكون على أساس الكفاءة والخبرة ونظافة الكف.
وكان قصر بعبدا شهد قبل ظهر اليوم لقاءات سياسية وإنمائيّة ونقابية.
تكريم خضر
على صعيدٍ آخر، كرّم الرئيس عون متروبوليت جبل لبنان وجبيل والبترون وما يليهما للروم الأرثوذكس المطران جورج خضر، وقلّده وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر «تقديراً لقامته المهيبة، عطاءً وحضوراً وفعلاً في لبنان والكنيسة المشرقيّة والعالم، رمزاً وطنياً جامعاً، في اللاهوت والفكر الإنساني والانتماء اللبناني العربي الحضاري»، وذلك في حفل أُقيم في قصر بعبدا، حضره بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، والوزراء يعقوب الصرّاف، بيار رفول ونيقولا تويني، والنائب غسان مخيبر إلى جانب كبار الموظفين في القصر ومدعوّي المطران المحتفى به من أفراد عائلته وأصدقائه.
وألقى المحتفى به المطران خضر كلمة، جاء فيها: «شكراً فخامة الرئيس. هذا تقدير يأتي من كرمكم. لا يستحقّ أحد أن يكون في مقام لبنان، غير أنّنا نتواضع لنتقبّل الإكرام. هذا بلد عظيم يا سيدي، ليس في حاجة لأن يعظّمه أحد. هو كبير منذ بدء التاريخ. عندما قال سليمان الحكيم: «تعالي معي يا عروس من لبنان!»، كان هو خارج هذا البلد، لكنّه أُخِذ به بسبب ما فيه من بهاء وجمال، أي من وعود بالكِبَر. نحن مدعوّون بسببٍ من لبنان أن نكون كباراً. فالحمد لله الذي أعطى، وله المجد فينا إذا كنّا مطيعين للبنان. وهذا يتطلّب إخلاصاً كبيراً.
أنت تستحق لبنان فقط إذا أخلصت لله وللبلد إخلاصاً واحداً. شكراً فخامة الرئيس وقد اخترتم من اخترتم، وهذا لا فقط بسبب من الكرامة التي فيكم والتي اتّخذتموها من لبنان. أرجو أن أكون مستحقّاً، ولكنّي سأحاول أن أبقى متواضعاً في حضرة الله، وفي حضرة الأخوة. وليكن لبنان عظيماً».
وألقى عون كلمة، جاء فيها: «في حضرة هذه القامة المشرقيّة الأممية العملاقة، وما تختزنه من تراث يشكّل كنزاً ثميناً وسخيّاً، ليس للطائفة الأرثوذكسيّة فحسب، إنما للبنان والعالم، لا بُدّ من التساؤل عمّن هو أحرى بالتكريم والعرفان. أهو المطران جورج خضر، أم اللاهوتي الكبير، أم المفكّر الفيلسوف، أم المصلح الاجتماعي، أم حامل شعلة الضوء والرؤيا في زمن الظلمة والانغلاق؟ لأكثر من نصف قرن من الزمن شكّلت عِظاته ومقالاته وكتاباته في الدين والفلسفة والاجتماع رابطاً عمودياً ما بين الإنسان والخالق، ومدّاً أفقياً عميقاً ما بين الإنسان والإنسان، وكأنّه جاء رسولاً في مهمّة تعريف البشر بالله وبأنفسهم.
كلّ كلام بهذا المطران العظيم يبقى قليلاً، وسيبقى ما جاد به كأرغفة السيد المسيح، التي تشبع الجياع إلى المعرفة والخير والحب والجمال في لبنان والمنطقة، في زمن لا يُنقذ العالم فيه سوى العودة إلى ما راكمه هذا الفكر من غذاء روحيّ لا ينضب. أطال الله في عمرك سيدنا المطران العلّامة، وألهمنا السير على خطاك».