ترامب منع السفر عن الدول التي تتعرّض للإرهاب واستثنى الدول المصدّرة له ولها اتصالات بـ«إسرائيل»!
اياد موصللي
نحن مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حربه على الإرهاب الذي يرفع راية الإسلام تمويهاً وتشويهاً وكلمة حق أريدَ بها باطلاً… ولكننا لسنا معه في رفع راية التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون الداعية الى محاربة «الغوييم»، أيّ المسلمين والمسيحيين.. الدعوات الصهيونية التي تبرأ منها اليهود أهل الكتاب من أتباع موسى والتوراة، وهم المعروفون باليهود السامريين الذين تظاهروا احتجاجاً على الارتكابات الصهيونية بحق الفلسطينيين ودور العبادة المسيحية والإسلامية، واعتبروا أنّ ما تقوم به الصهيونية الإسرائيلية مسيء للديانة اليهودية ومناف لتعاليمها وما جاء في التوراة.
وقد نصّ قرار الرئيس الأميركي على أنه اعتباراً من تاريخ توقيعه يمنع لمدة ثلاثة أشهر من دخول الولايات المتحدة رعايا الدول السبع الآتية: العراق، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، سورية واليمن».
والسؤال: هل يريد ترامب محاربة الإسلام في دول تنتمي إليه ولا علاقة لها بالإرهاب الجاري في سورية والعراق كإيران… والسودان واليمن… فيما لم يتعرّض للدول التي ملأ رعاتها الساحات بالمقاتلين والقادة والأموال والاسلحة أمثال السعودية ودول الخليج والأردن وتونس مع تقدير موقف الأخيرة المعارض لما يجري من أعمال إرهابية في سورية ومنعها المشاركين من العودة الى البلاد… وتركيا التي هي الأمّ والأب لهذا الإرهاب مقراً وممراً، وباكستان وأفغانستان إلخ…
ام انه يريد تدمير دول إسلامية بسبب إسلاميتها كمرحلة أولى، وبعد الانتهاء منها يبدأ بسواها… نحن لسنا من حاملي راية الدين… ولكن ما يجري حتى الآن من خطوات هي عناوين صهيونية إسرائيلية بكلّ وضوح قد يكون ترامب يهودي المنشأ متستراً بالمسيحية ليقوم بتنفيذ ما هو مخطط ومرسوم، وهو نهج إسرائيلي طبق في مراحل عديدة من التاريخ، وكان قاعدة في العمل «الاسرائيلي»… ولم ننس كوهين في دمشق الذي ادّعى انه حلبي وعاش في مصر على أنه مسلم ثم انتقل إلى الأرجنتين مغترباً وعاد الى دمشق رجل أعمال كبيراً وثرياً انخرط في الحياة الاجتماعية والسياسية ولولا المصادفات لما اكتشف أمره واعتقل واعترف بأنه يهودي صهيوني يتدثر بثوب عربي إسلامي، وقد أعدم… وكتب التاريخ ملأى بمثل هذا كما يقول بيير هابيس مؤلف كتاب «الصهيونية والشعوب الشهيدة».
ولد كمال أتاتورك عام 1880 وهو يهودي الأصل وتعلّم الاسبانية القديمة عن والده.. هو وعائلته وهم من أتباع السبتاليين.. اعتنقوا الإسلام ليتخلصوا من الموت وبالنظر الى أصله السامي منع عنه الألمان خلال حرب 1914 عصا الماريشالية التي كانت الجمعية الوطنية في أنقرة على أهبة منحه إياها… كما كان كثيرون من قادة تركيا وجمعية الاتحاد والترقي من ذوي الأصول اليهودية أمثال مدحت باشا الشخصية التركية المتنفّذة، وحقي بك مستشار السلطنة العام. جاويد، كاراسون، مدحت باشا، أنور باشا، فوزي باشا رئيس اركان الجيش التركي وهو يهودي مجري الأصل واسمه الاساسي كوهلمن.
كثيرون في التاريخ أمثال ابورغال دليل ملك الحبشة في مهاجمة مكة عام 570 م. واليهودي اليمني الذي اعتنق الإسلام عبدالله بن سبا وبعد وفاة النبي نادى بألوهية الإمام علي لشق صفوف المسلمين…
انّ اغفال دور دول الخليج وبالأخص السعودية وقطر يكشف بوضوح سياسة التهويد التي تتبع بهدوء، فهذه الدول لم تذكر بأنها أرض الإرهاب تربية وتوجيهاً لأنها دول تجري تطبيعاً مع «إسرائيل» وتتبادل المواقف والزيارات ويجتمع قادتها العسكريون مع الصهاينة… فهي إذن دول تحمل فكراً مهادناً ممالئاً للصهيونية… من أجل هذا تمّ استثناؤها من قرار ترامب، كما اننا لم نسمع صوتها احتجاجاً او استنكاراً لأيّ موقف او إجراء يمسّ المسألة الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين.
في البروتوكول الخامس صفحة 205 يقول: «إذا قام في وجهنا غوييم العالم جميعاً، متألّبين علينا، فيجوز ان تكون لهم الغلبة، لكن قوتنا، ولا خطر علينا من هذا، لأنهم هم في نزاع في ما بينهم، وجذور النزاع عميقة جداً الى حدّ يمنع اجتماعهم علينا يداً واحدة، أضف الى هذا أننا قد فتنا بعضهم ببعض بالأمور الشخصية والشؤون القومية لكلّ منهم. وهذا ما عنينا بديمومته عليهم وتنميته مع الأيام خلال العشرين قرناً الأخيرة. وهذا السبب الذي من أجله لا نرى دولة واحدة تستطيع ان تجد لها عوناً إذا قامت في وجهنا بالسلاح. إذ انّ كلّ واحدة من هذه الدول تعلم انّ الاصطفاف ضدّنا يجرّها الى الخسارة، اننا جدّ أقوياء ولا يتجاهلنا أحد، ولا تستطيع الأمم أن تبرم أيّ اتفاق مهما يكن غير ذي بال إلا إذا كانت لنا فيه يد خفية. متى ما ولجنا أبواب مملكتنا، لا يليق بنا أن يكون فيها دين آخر غير ديننا، وهو دين الله الواحد، المرتبط به مصيرنا، من حيث كوننا الشعب المختار وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا. فيجب علينا ان نكنس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها».
ومن هنا يجب ان لا ننسى معنى ومغزى إعلان اسرائيل «دولة يهودية، وإصرارهم على يهودية الدولة كجزء من هذا المفهوم… «مني يستمدّ الملوك سلطتهم» هذا واحد من معتقداتهم.
وفي مكان آخر وفي الصفحة 183 و186 من البروتوكول الأول يقولون: «حقنا منبعه القوة، وكلمة حق، وجدانية معنوية مجردة، وليس على صحتها دليل، ومفادها لا شيء اكثر من هذا، أعطني ما أريد فأبرهن بذلك على أني أقوى منك. وتتميّز قوتنا في مثل هذه الحالة الرجراجة، على قوة أخرى بميزات أمنع وأثبت، وأقوى على ردّ العادية، لأنها تبقى وراء الستار مختفية، حتى يحين وقتها، وقد نضجت واكتملت عدّتها، فتضرب ضربتها وهي عزيزة ولا حيلة لأحد في النيل منها او الوقوف في وجهها».
لقد اعتبروا كلّ أعمالهم مشروعة، لا بل انه مذ نشأ هذا الشعب قام على تعاليم خاصة منظمة هي دستوره وثوراته وليست على تعاليم ديانة سماوية مثل الديانات الأخرى. إسرائيل مشروع عدواني مستمرّ لأنه نتاج عقيدة آمن أتباعها بأنهم شعب مختار «وانّ كلّ ما عداهم هو من «الغوييم» ايّ الغوغاء مسلمين ومسيحيين الذين لا يستحقون الحياة وكلّ تعامل مع إسرائيل دون معرفة أهدافها هو سراب في سراب.
انّ «إسرائيل» تفتعل الأحداث وتقنص الفرص من أجل ارتكاب عمل يتمّم مخططاتها ويقرّب نواياها المتجدّدة دائماً، القائمة أساساً ووجوداً على الدماء. وانْ كان قولنا هذا سينسب الى حقدنا، فإليكم ما يقوله اليهود أنفسهم والذي عليه يتربّون ومنه يتغذون:
«دولتنا الماضية قدُماً في طريقها، طريق الفتح السلمي، من حقها ان تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخف وأهون وأخفى على العيون وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته. فيؤدّي ذلك إلى الخضوع الأعمى، قل هي الشراسة ومتى كانت في محلها ولا تتراجع الى الرفق غدت عامل القوة الأكبر في الدولة. ونعود فتقرّر أنه العنف».
هذه هي القاعدة والدستور الذي تسير على هديه حكومة «إسرائيل» وشعبها والبحث عن السبل الآمنة والطرق السالكة كالبحث عن السلم وتوسّله بالاستسلام… عبثاً التوسل والاستنجاد، عبثاً تقبيل الأيادي، عبثاً التمسك بأذيال الذلّ والخنوع مع شعب هذا هو إيمانه. وحدها وقفة العز هي الردّ والجواب.
انّ خلافنا وعداءنا لـ»إسرائيل» ليس على الحدود بل على الوجود، انّ ما أوردناه من آيات يتبعونها بزعم أنها سماوية إلهية تنص على ان لا وجود على أرض فلسطين إلا لهم ولا دين فيها إلا دينهم هي تجنّد كلّ قوى العالم بوسائل متنوّعة لكي تخدم أغراضها وغاياتها.. الدين شأن لا يشغلنا إلا لأنه جزء من هوية روحية لشعبنا وهي تحارب الإسلام والمسيحية.. ومن الناحية القومية تحاول إلغاءنا تماماً..
اذ نقول: «لا يليق أن يكون فيها دين آخر غير ديننا ويجب علينا ان نكنس جميع الأديان الأخرى على اختلاف صورها…»
عندما نكنس الدين نكنس أتباعه لا كتابه فقط ونلغي وجودهم وهذا جوهر موقفنا من هذه الدعوة الصهيونية.
فموقف الرئيس الأميركي موقف صهيوني في الجوهر والمضمون.. وقراره بمنع السفر يستثني كلّ الدول التي لها علاقات او ارتباطات او اتصالات مع «إسرائيل»… والتي هي مهد الإرهاب وحاضنته ومموّلته وداعمته…
الدين حدّدنا علاقتنا به حيث نؤمن أننا كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم لله بالقرآن ومنا من أسلم لله بالانجيل ومنا من أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود…»
نعود فنقول ما قاله الزعيم سعاده: «إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف يترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت واية نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها».
«عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل…»