البرلمان البريطاني يناقش زيارة ترامب وأوباما يؤيد التظاهر
بعد أسبوع من توليه منصب الرئاسة، أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حفيظة الساحة الدولية، عقب توقيعه اتفاقا لبناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك وحظره دخول المهاجرين من سبع دول إسلامية. وفيما أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما «تأييده للتظاهر دفاعا عن الديمقراطية» منددا بما أسماه «التمييز بسبب العقيدة أو الدين»، اعتبر وزير المالية الفرنسي، ميشيل سابان، أن إدارة ترامب تشكل خطرا كبيرا على التجارة العالمية. كما سيعقد البرلمان البريطاني جلسة لمناقشة «زيارة الدولة» التي سيقوم بها ترامب لبريطانيا، بعد توقيع 1.6 مليون شخص عريضة تطالب بخفض مستوى زيارته إلى «زيارة رسمية». في وقت أعلنت إيران تعليق منح تأشيرات الدخول إلى الأراضي الإيرانية للأميركيين، ردا على منع الإيرانيين من زيارة الولايات المتحدة. وأعلنت النمسا، إلغاءها 300 تأشيرة هجرة إلى أميركا، منحتها لإيرانيين ينتمون لأقليات دينية، التزاما بقرار ترامب.
وأصدر المتحدث الجديد باسم أوباما، كيفن لويس، بيانا قال فيه، إن مستوى مشاركة الناس في الاحتجاجات التي تجري في أنحاء البلاد قد «ألهمت الرئيس السابق»، موضحا أن أوباما أشار في خطابه الوداعي، بداية كانون الثاني، إلى «أهمية دور المواطن» ليس فقط في يوم الانتخابات بل في كل الأيام. وأضاف البيان: إن المواطنين يمارسون حقهم الدستوري في التجمع والتنظيم وإسماع صوتهم عبر مسؤوليهم المنتخبين. وهو ما نتوقع أن نراه بالضبط عندما تصبح القيم الأميركية في خطر.
من جهة ثانية، قال الوزير الفرنسي سابان، في كلمة أمام مجموعة من خبراء الاقتصاد الدوليين، الذين اجتمعوا بمقر وزارة المالية الفرنسية: «يبدو أن شريكنا الأميركي يريد أن يتخذ قرارات حمائية بشكل منفرد. وهو ما قد يزعزع استقرار اقتصاد العالم بأكمله». وأضاف: قرارات الإدارة الأميركية الجديدة تشكل خطرا كبيرا على نظام التجارة العالمي. لا فرنسا ولا أوروبا، بإمكانهما أن تكتفيا بالمشاهدة دون تحريك ساكن، في الوقت الذي تواجه مؤسساتنا الاقتصادية خطر زعزعة استقرارها.
على صعيد آخر ومع بدء تنفيذ قرار ترامب، تزايدت الاحتجاجات في فرنسا وكانت عبارة «رجاء أعد إلينا تمثال الحرية» من أكثر العبارات التي اعتمدها الفرنسيون للتعبير عن غضبهم بشأن سياسة ترامب، كما استشهد البعض بالقصيدة التي نقشت على التمثال والتي تقول «أعطني فقراءك وضعفاءك الذين حشدوا الصفوف طامحين إلى تنفس الحرية».
وسبق لفرنسا بأن هددت بإزالة التمثال واسترجاعه إلى أجل غير مسمى، بعد أقل من شهر على فوز ترامب بالسباق الرئاسي الأميركي، حيث صرح وزير الشؤون الخارجية جان مارك أيرولت، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» في الساعات التي سبقت الانتخابات: «لقد حذرنا والآن سيعود تمثال الحرية إلى موطنه الأصلي». وأضاف: إنه سيتم تخزين التمثال في فرنسا، ربما في مكان عام أو في مكان واسع.
يذكر أنه في عام 1886 أهدت فرنسا الولايات المتحدة تمثال الحرية، لمناسبة الذكرى المئوية لإعلان الاستقلال الأميركي، ليكون أعظم شاهد على الصداقة بين البلدين، وأصبح هذا التمثال رمزا للولايات المتحدة ولمدينة نيويورك منذ ذلك الحين.
بريطانيا، قال البرلمان عبر موقعه الرسمي، إنه سيناقش عريضة قدمت له، في 20 الحالي. وجاء في العريضة «يجب السماح بدخول دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة بوصفه رئيسا للإدارة الأميركية زيارة رسمية ، لكن يجب عدم دعوته للقيام بزيارة دولة، لأن ذلك سيتسبب بالحرج لجلالة الملكة».
كما وصلت إلى البرلمان عريضة مناوئة لهذه العريضة الشعبية، تطالب بأن يقوم ترامب بـ «زيارة دولة» للمملكة. وجمعت العريضة الثانية 129 ألف توقيع، ما يلزم نواب البرلمان بمناقشتها أيضا، على أن يتم ذلك في الوقت نفسه.
وخرج الآلاف إلى الشوارع البريطانية، يوم الاثنين، احتجاجا على قرار ترامب حظر دخول مواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين، إلى بلاده. وتستقبل الملكة اليزابيث الثانية، الزوار الذين يقومون بزيارة دولة، بوصفها رأس الدولة. وتعتبر هذه الزيارات التعبير الأعلى عن العلاقات الودية بين بلدين. ونشرت العريضة الأولى، التي جمعت أكثر من مليون ونصف المليون توقيع والمعنونة بـ«لا للسماح لدونالد ترامب بزيارة للمملكة المتحدة»، على موقع الحكومة البريطانية الإلكتروني. وتلزم القواعد المعمول بها في بريطانيا، الحكومة بإصدار رد رسمي على أية عريضة، في حال جمعت أكثر من 10 آلاف توقيع. وإذا وقعها أكثر من 100 ألف شخص يتعين على البرلمان النظر في القضية.
إلى ذلك، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا، حملة تحت تسمية «قفوا ضد ترامب: إمنعوا زيارته لبريطانيا».
إيرانيا، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت، بطهران، أمس: «ردا على هذه الخطوة، سنوقف عمليات منح تأشيرات الدخول إلى الأراضي الإيرانية للأميركيين». ولم يستبعد الوزير بعض الإعفاءات من هذا الحظر، موضحا أن وزارة الخارجية الإيرانية ستتخذ القرار حول كل حالة استثنائية.
كذلك، أوضح بهرام قاسمي، الناطق باسم الوزارة، في تصريحات نقلتها وكالة «مهر»، إن اللجنة المشتركة بين عدد من الوزارات، بدأت بإعداد تعليمات للسفراء الإيرانيين عبر العالم، حول سبل الدفاع عن كرامة الإيرانيين في الخارج، لاسيما أولئك الذين قد يواجهون صعوبات في أراضي الولايات المتحدة.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، توماس شنول، إن السلطات الأميركية: «أبلغتنا أنه لم يعد بوسعها ضمان دخول الإيرانيين إلى الولايات المتحدة، فاضطررنا لإلغاء 300 تأشيرة، وهو أمر يؤسفنا كثيرا».