باسيل: لبنان غير معنيّ بقرار منع السفر إلى أميركا والأولويّة لهزيمة «داعش»
أعلن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنّ لبنان غير معنيّ بالقرار الأميركي بمنع السفر إلى أميركا، آملاً أن تكون الأولويّة لهزيمة «داعش» وتجفيف مصادرها، مؤكّداً أن لا تسامح مع الإرهاب.
كلام باسيل جاء خلال لقائه أمس، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا نكوانا ماشابانه في مبنى وزارة الخارجية في بريتوريا بحضور وزير الاقتصاد رائد خوري، حيث كانت جلسة محادثات عُقد بعدها مؤتمر صحافي أشاد فيه باسيل بالدور المهم والإيجابي الذي تلعبه الجالية اللبنانية في القارّة الأفريقية، وقال: «إنّ وجودي هنا اليوم إنّما لأسلّط الضوء على أوجه الشبه بين بلدينا، ولتعزيز العلاقات بيننا وتطويرها إلى مستويات أعلى، لا أن نبقى على مستوى العلاقات الكلاسيكيّة. نحن نواجه التحدّيات ونتشارك القيم التي نعيش من أجلها مثل التنوّع والمرونة والانفتاح والتسامح، ونحن أيضاً صنّاع للسلام والحرية، وأعتقد أنّنا في لبنان وفي جنوب أفريقيا دفعنا تضحيات كبيرة كي نعيش في ديمقراطية، وفي جوّ تسود فيه الحرية وحرية التعبير والمعتقد، وهذا ما يحتاجه العالم اليوم».
أضاف: «ناقشنا كلّ المسائل التي تواجهنا في المنطقة، ولا سيّما موجة النزوح السوري وانتشار الإرهاب والاعتداءات التي تمارسها «إسرائيل» بحقّ لبنان. كما شكرت الوزيرة ماشابانه على موقف بلادها الدائم الداعم باستمرار للقضايا العادلة والمحقّة للمنطقة. اتفقنا على تطوير العلاقات الثنائيّة بيننا، كما اتّفقنا على توقيع اتفاقيات خاصة بالاقتصاد والتجارة وإلغاء التأشيرات بين البلدين، وحول المشاورات السياسيّة. أعتقد أنّها انطلاقة جيدة لنا».
ولفتَ إلى أنّ «النموذج اللبناني اليوم، القائم على التسامح والتعايش، هو ما يحتاجه العالم في مقابل الإرهاب وداعش»، وقال: «نحن نحارب من أجل هذا الأمر وندفع الثمن ولكنّنا سنكون الفائزين، ونحن نتّكل على أصدقائنا مثل جنوب أفريقيا، كي يكونوا دائماً إلى جانبنا».
ووجّه باسيل دعوة إلى نظيرته للمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية، الذي سيُعقد في بيروت في أيار المقبل.
وكانت الوزيرة ماشابانه استهلّت المؤتمر بالترحيب بالوزير باسيل، وقالت: «نحن نعلّق أهمية كبيرة على تعزيز العلاقات بين بلدينا على كلّ المستويات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية. إنّ الجالية اللبنانية هنا نشيطة جداً، والمتحدّرون من أصل لبناني يساهمون بشكل فعّال في ازدهار جنوب أفريقيا».
وردّاً على سؤال، قال باسيل: «إنّ التسامح له حدود طبعاً، وهي الحق في الوجود. وعندما تتخطّى الأمور هذه الحدود، أي تشكّل تهديداً للوجود، يصبح التسامح أمراً غير مقبول. إنّ التسامح هو قبول الآخر مع كلّ اختلافاته، لكنّ هذا الأمر أيضاً هو متبادل. والواقع أنّه مع منظّمات مثل «داعش» و«النصرة»، حتى لو كنت من الدين ذاته والمعتقد واللون، لن يغيّر هذا الأمر شيئاً معهم وسوف يقتلونك. إذاً لا تسامح مع الإرهاب، إنّما بين الشعوب المستعدّة للعيش معاً في سلام».
ورأى باسيل، أنّ «الإصلاحات اليوم ضرورية وحاجة ملحّة في مجلس الأمن والأمم المتحدة، لأنّ «إسرائيل» مسموح لها أن تعمل خارج القوانين الدوليّة». ولفتَ إلى أنّ لبنان غير معنيّ بالقرار الأميركي بمنع السفر إلى أميركا، آملاً أن تكون الأولويّة لهزيمة «داعش».