رندة بري مكرَّمة: لحضور المرأة في دوائر صنع القرار
كرّمت عضو المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية لشؤون المرأة المحامية غادة حمدان حبيب لمناسبة «يوم المرأة العربية»، عقيلة رئيس مجلس النواب رندة برّي، بحفل في فندق «فينيسيا»، حضرته وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية عناية عزّ الدين، الوزيرات السابقات: وفاء الضيقة حمزة ومنى عفيش وليلى حمادة، منى الهراوي، وفاء سليمان، رئيسة تجمع النهضة النسائي منى فارس، عقيلة سفير الكويت رشا القناعي وأعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.
بداية، ألقت حبيب كلمة قالت فيها: «الدستور أعطى المرأة اللبنانية كامل الحقوق، ولكن ما تريده المرأة هو المناصفة وقد تقبل بالكوتا النسائية 30 . فقد أحدثت المرأة اللبنانية بعملها وعلمها وكفاءتها ودورها في النضال في المجتمع تغيرا في المناخ السياسي العام، ومن الغبن سوء تقدير امكاناتها وخصوصا بعد ان سطعت في العالم العربي والغربي أسماء نساء في عالم السياسة».
أضافت: «لا نريد ان يتراجع دور لبنان عربيا نتيجة هذا التهميش الحاصل، وما التحالف الوطني لدعم تحقيق المشاركة السياسية للنساء في لبنان، والذي يضم بالاضافة إلى الهيئة الوطنية لشؤون المرأة وبالتنسيق معها، جمعيات من المجتمع المدني هدفها السعي إلى ضمان وصول المرأة اللبنانية إلى موقع صنع القرار عبر اعتماد الكوتا النسائية كحد ادنى وتكريسه في قانون الانتخاب».
بدورها، قالت بري: «أشعر الان بأن الشمس بدأت تشرق من جديد حين توافدتم إلى هذه القاعة المضيئة بنور عيونكن ومحبتكن والتفافكن حول هذا الوطن الصغير لبنان وحول العالم العربي. ان من أصر على ان تشرق الشمس على لبنان هو المرأة التي اجترحت كل الحلول في احلك الظروف وأصعبها وأخطرها من اجل ان يبقى هذا الوطن سدا منيعا في وجه كل العواصف والتحديات».
أضافت: «إن الألم والحزن اللذين احملهما اليوم معكن سببهما الانحراف في التفكير وفي العلاقة بين النظام وسياسة الدولة والمرأة. ففي حين قطعت المرأة العربية اشواطا في أوطانها وهذا فخر لنا ايضا ومثال يحتذى، نرى ان لبنان ما زال يئن تحت موروثات متخلفة، ورغم ذلك انخرطت المرأة في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع».
وتابعت: «بِاسم كل اللبنانيين وكل النساء العربيات والمجتمع العربي، نحيّي النساء والمرأة اللبنانية التي ننحني جميعاً امامها وقد أخذ العالم العربي كله من تجاربها وقدراتها واختصاصاتها لملء الفراغ فيه. ان مسيرة النضال ما زالت في بدايتها، وقد وضعنا المسار على خط وفكرة مختلفين. فتحية للسيدات اللواتي رعين وناضلن وأنشأن هذه الهيئات النسائية لتكون سندا كبيرا يجمع مكونات المجتمع المدني النسائي الذي سبقنا بالنضال منذ اكثر من 50 عاما، وهذه حلقة ومسار متصلان».
وأردفت: «لم نكن لننجح او نتقدم بخطوات جادة سيرى الناس في المستقبل أنها كانت خارقة وعملاقة بفضل جهود السيدات اللواتي انخرطن في الهيئات النسائية، سواء في لجنة شؤون المرأة اللبنانية او في المجلس النسائي او الهيئات النسائية المتعددة او هيئات المجتمع المدني».
وقالت: «أرجو ان نتمكن معا من التقدم لجهة التواصل مع المجتمع، فما ينقصنا حتى اليوم هو هذا المجهود الضخم الذي لم يوظف مباشرة مع الرأي العام اللبناني. لقد بدأ انخراط المرأة في الشأن العام من السياسة وامتد إلى كل الحلقات والنقابات والمسارات الاجتماعية، الاقتصادية والانسانية بفضل جهود جميع السيدات. وأدعو السيدات غير المنخرطات في الهيئات النسائية العاملة في مجال قضايا المرأة، إلى الانخراط معنا لنشكل حلقة فكرية واعية، ونعيد تشكيل الوعي المجتمعي الوطني حول اهمية قضايا المرأة وتطوير دورها».
وحيّت «المنظمة العربية للمرأة التي خضنا من خلالها مسارا كبيرا استطعنا عبره التعرف على جميع احداث وقضايا وشؤون المرأة العربية، مما أفسح المجال لتبادل الخدمات بين بعضنا البعض».
وختمت: «نتمنّى ان يتغير مسار لبنان على هامش الانتخابات النيابية المقبلة، وندعو كل سيدة وفتاة، والاخوة والاخوات، والشبان والرجال، إلى الوقوف صفا واحدا قبل أشهر من الانتخابات، والمطالبة بالكوتا النسائية وحضور المرأة في المجلس النيابي وفي كل دوائر الدولة والمواقع الاساسية التي تساهم في صنع القرار».
عزّ الدين
أما عزّ الدين فقالت: «لا يسعنا الا ان نتذكر الوضع المتردي الذي وصلت اليه المرأة العربية بسبب الاوضاع والازمات التي نمر منها، فوضعها في عدد من البلدان يجسد بشاعة ما تمر به، ولكن رغم ذلك تبقى هناك مساحات مضيئة نشهدها في لبنان منها هذا الاحتفال الذي يكرم السيدة رندة بري، رمز المرأة العاملة، وصاحبة الوعي العميق لمختلف المشاكل الاجتماعية والثقافية في البلد».
وأضافت: «إنني من الداعمين للكوتا النسائية، وعلينا إزالة جميع الحواجز من أمامنا في ممارستنا للمهام والاعمال المطلوبة منا».
وختمت: «أشكر دولة الرئيس نبيه بري الذي كرمني بتكليفي تمثيل المرأة اللبنانية في الحكومة، فإعطائه مساحة للمرأة في العمل السياسي هو من ثوابت حركة».