زاخاروفا: قوى في المعارضة السوريّة تحاول إفشال محادثات جنيف

أعلنت ماريا زاخاروفا المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسيّة، أنّ «بعض جماعات المعارضة السوريّة تحاول تأخير أو عرقلة المحادثات السوريّة في جنيف»، ورأت أنّه «من غير المقبول تأجيل استئناف المحادثات السورية السورية في جنيف».

وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي الجمعة، إنّه «من المهم جداً عدم تفويت الفرصة الآن، فرصة نتائج اجتماع أستانة»، مضيفةً «نحن نرى أنّ هناك مؤشّرات واضحة للأسف، على أنّه تحت ضغط عدد من اللاعبين، العديد من قوى المعارضة يتّجهون للمماطلة في هذه العملية ليتمّ تأجيلها أو نقلها لموعد آخر».

وأوضحت زاخاروفا، أنّه «يوجد لدى البعض أفكار لإفشالها نهائيّاً»، مؤكّدة أنّ «موسكو تفعل كلّ شيء ممكن للتشجيع بكلّ الوسائل المتاحة، والأفرقاء في الأمم المتحدة لتعزيز هذه العملية».

وتناولت المتحدّثة بِاسم وزارة الخارجية الروسيّة الوضع في أوكرانيا، فوصفت القصف العسكري الأوكراني على دانيتسك «بالوحشي»، مشيرةً إلى أنّ ذلك يُعدّ «انتهاكاً لاتفاقية كييف».

وفي سياق متّصل، قالت مصادر في وزارة الخارجية التركيّة في بيان لها، إنّ وكيل الوزارة أوميت يالتشين سيُجري محادثات مع مندوبين من المعارضة في أنقرة قُبيل محادثات جنيف.

وأضافت مصادر الخارجية التركيّة، أنّ هيئة الرياض للمفاوضات المدعومة من السعودية، إلى جانب جماعات أخرى شاركت في محادثات سلام في أستانة الشهر الماضي، ستكون من بين الحاضرين.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قد توعّد بتشكيل وفد موحّد للمعارضة السورية إلى جنيف إذا لم تقم بذلك قبل الثامن من الشهر الحالي. ورأى أنّ هذه الهدنة ستكون على الأرجح أوفر حظاً مقارنة مع الاتفاقات السابقة. وأكّد دي ميستورا، أنّه من المقرّر عقد اجتماعين في أنقرة وموسكو، معبّراً عن خشيته من «تصعيد عسكري».

وانتهت المحادثات التي أُجريت في كانون الثاني بين الحكومة السورية والمعارضة في أستانة باتفاق روسيا وتركيا وإيران على مراقبة التزام الحكومة السورية والمعارضة بهدنة أُبرمت في أواخر شهر كانون الأول 2015.

يُذكر أنّ روسيا وإيران وتركيا توصّلت خلال محادثات أستانة الشهر الماضي، بصفتها الدول الضامنة للهدنة في سورية، إلى اتفاق بشأن إنشاء آليّة مراقبة ثلاثيّة لنظام وقف إطلاق النار في سورية.

ميدانياً، دانَ مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، دخول القوّات التركية إلى قريتَي الغوز وأبو الزندين غرب مدينة الباب السوريّة.

واعتبر في رسالتين إلى الأمين العامّ للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أنّ إقدام الجيش التركيّ على بناء جدران دفاعيّة داخل الأراضي السورية مخالف لمبدأ علاقات حسن الجوار.

وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالعمل على وقف الانتهاكات التركيّة التي تهدّد السلم والأمن الدوليّين، وباحترام السيادة السورية وبتطبيق القرارات المتعلّقة بمكافحة الإرهاب.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ قاذفات بعيدة المدى قصفت أمس مواقع تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور السورية.

وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية: «وجّهت قاذفات بعيدة المدى من نوع تو-22أم 3 بعد أن أقلعت من الأراضي الروسية، وعبرت الأجواء الإيرانية والعراقية، ضربة جويّة لمواقع الإرهابيّين في منطقة في مدينة الميادين في ريف محافظة دير الزور، هدف الضربة الجويّة كان مستودعات ضخمة للأسلحة والذخيرة لمسلّحي داعش».

وفي السِّياق، باتَ الجيش السوري على بعد 3 كيلومترات فقط من مدينة الباب، أكبر معاقل تنظيم «داعش» في الريف الشرقي لحلب.

هذا التقدّم جاء بعد معارك عنيفة فككّ خلالها الجيش أكثر من 4 آلاف عبوة ناسفة، وأعلنت القيادة العامّة للجيش السوري في بيان الخميس استعادة السيطرة على 32 بلدة ومزرعة خلال العملية العسكرية التي ينفّذها ضدّ تنظيم «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي.

وذكرت وكالة «سانا» التي تلقّت نسخة عن البيان، أنّ «وحدات من الجيش والقوات المسلّحة بالتعاون مع الحلفاء، تمكّنت خلال العملية العسكرية الواسعة التي بدأتها منذ عشرين يوماً ضدّ تنظيم «داعش» شمال شرقي حلب، من تحرير أكثر من 32 بلدة ومزرعة بمساحة إجماليّة بحدود 250 كم2 وبجبهة تصل إلى 25 كم وعمق حتى 16 كم، والسيطرة على أوتستراد حلب- الباب بطول 16كم».

وفي محيط مدينة الباب، تواصلت الاشتباكات بين المسلّحين الموالين لتركيا وعناصر «داعش»، وقد عرض المسلّحون الموالون لتركيا مشاهد لمعارك سبقت السيطرة على بلدتي الغوز وأبو زندين في ضواحي مدينة الباب.

من جهةٍ أخرى، قالت مراسلة الميادين إنّ طائرات التحالف الأميركي دمرّت أربعة جسور بريف الرقة، فيما سقط نحو 12 قتيلاً بأول غارة الأميركي على مقرّ لـ«هيئة تحرير الشام» بريف إدلب.

وفي دير الزور، أفادت مراسلتنا بتقدّم الجيش السوري نحو منطقتي المعامل والمقابر لفتح الطريق بين المدينة والمطار.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة أنّ القاذفات الاستراتيجية «دمّرت مخازن أسلحة وذخيرة لـ«داعش» في مدينة الميادين بدير الزور.

على صعيدٍ آخر، أكّد عضو برلمان الاتحاد البلجيكي فيليب دوفينتر رئيس الوفد الذي يزور سورية، «أنّ الحكومات الأوروبيّة خاضت الحرب الخطأ، وبدلاً من أن تدعم الحكومة السورية الشرعية، قامت بدعم الإرهابيّين الوهابيّين الذين يريدون تدمير سورية وإقامة دولة وهابية إرهابية».

وخلال لقائه والوفد المرافق له محافظ حلب حسين دياب، أوضح دوفينتر «أنّه زار سورية قبل عامين، وحذّر من خطورة الإرهاب الذي يضربها، وأنّه سيرتدّ على داعميه وسيضرب دول أوروبا وأميركا وهو ما حدث بالفعل».

وتمنّى دوفينتر «أن يسهم الانتصار في حلب على الإرهاب في فتح عيون السياسيّين الأوروبيين، وتغيير نمط تعاطيهم مع الأحداث في سورية»، لافتاً إلى «أنّ الشعوب الأوروبية تدرك حقيقة وخطر الإرهاب، وخصوصاً بعد الهجمات الإرهابيّة التي ضربت دول أوروبا».

من جانبه، أشار محافظ حلب إلى «أنّ الحرب الإرهابيّة استهدفت البشر والحجر وتدمير البُنى التحتية والمرافق الخدماتية والممتلكات العامة والخاصة، إلى جانب تدمير المدينة القديمة التي تُعدّ إرثاً إنسانيّاً وحضاريّاً».

وأكّد دياب «أنّ انتصار حلب على الإرهاب غيّر كلّ موازين القوى والمعادلات الإقليمية والدولية، وأسّس لمرحلة جديدة قوامها طرد الإرهاب من كلّ بقاع الأرض السوريّة، وهو ما يتمّ حالياً بفضل صمود كلّ أبناء الوطن وتلاحمهم مع الجيش العربي السوري».

وأشار المحافظ إلى «أنّ تنظيم «داعش» يقوم بقطع المياه منذ أكثر من 20 يوماً بشكلٍ كامل عن كلّ أهالي حلب في جريمة ضدّ الإنسانية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى