أحد الوجوه المشرقة في «فرن الشباك»
الرفيق فارس فرح
عرفته في ستينات القرن الماضي، وطالما التقيت به في مناسبات حزبية، وأثناء ترددي الى محل الرفيق ادمون حايك1 وكان بدوره يتردد إليه، فنلتقي.
كان يلفتني برقيّه ورصانته وعمق تفكيره. وطالما شبهته بالرفيق جورج بشور2 وارتحت له وقرأت فيه أنسان النهضة ، سلوكاً وتعاطياً ووعياً قومياً اجتماعياً.
وهبّت عواصف الحرب المجنونة، فلم أعد أعرف عنه شيئاً. اتصلت أكثر من مرة برقم هاتف منزله في «فرن الشباك» فلم أحظ بجواب.
عندما توليتُ رئاسة لجنة تاريخ الحزب، أعدت البحث عنه، سألت الرفيق ربيع حايك الذي يعرفه، ويعرف علاقته الوثيقة بوالده الرفيق ادمون. حاول مثلي، والنتيجة واحدة. رجّح الرفيق ربيع أن يكون الرفيق فارس غادر الى كندا واستقر فيها، وربما وافته المنيّة.
بقي موضوع نشر نبذة تعرّف عن الرفيق فارس فرح، شاغلي الى أن التقيت المواطن طوني جريديني3 الذي فاجأني بمعرفته بالرفيق فارس، فهو ليس قريبه فقط، انما شريك شقيقه الرفيق جوزيف في محل للأجواخ الرجالية في الشارع المجاور لسوقيّ الطويلة وأياس، الذي عُرف ب «سوق الجوخ» والمخصص للأجواخ الرجالية.
والتقيتُ الرفيق جوزيف، حدثني عن نشاطه الحزبي في الأشرفية التي كان عضواً في مديريتها الرابعة. عن معرفته بعدد كبير من رفقاء الأشرفية، من بينهم نقولا قباني الذي كان «جريئاً وكتلة من النشاط». اوضح لي انه مع رفقاء ساهم بنقل صناديق الأسلحة من الطائرات الثلاث من نوع DC3، التي حطت في آخر مدرج مطار بيروت4.
عن الرفيق فارس فرح يوضح الرفيق جوزيف ما يلي:
الاسم الكامل: فارس سليم فرح .
الام: اسما جريديني وهي شقيقة مريم والدة الأمين بدري جريديني 5
ولد الرفيق فارس عام 1926 في فرن الشباك، الذي بات لاحقاً عضواً في بلديتها .
كان سليم فرح والد الرفيق فارس شريكاً لإبن عمته بديع جريديني في محلّ للأجواخ، هذا العمل تابعه الرفيقان فارس سليم فرح وجوزيف بديع جريديني.
يذكر أنّ رفقاء عديدين كانوا يتردّدون الى محلهما، من بينهم الأمناء هنري حاماتي، ياسين عبد الرحيم، أديب نضر6 والرفيق اسكندر سويدان.
كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع كل من الأمين الياس سمعان7 والرفيق ادمون حايك، ومع رفقاء آخرين كانوا يملكون محلات في سوقيّ الطويلة وأياس، منهم: راغب حداد، نقولا بارودي، متري تبشراني، وفريد خزعل الذي كان مديراً لمحل الزهار8.
عام 1953 أدى قسم الانتماء في محل الأمين الياس سمعان في سوق أياس.
تولى مسؤولية مدير مديرية فرن الشباك التي تولاها أيضاً كل من الأمين أديب نضر، والرفيق الشهيد جوزف رزق الله.
كان محدثاً لبقاً، هادئ الطباع، عميقاً في تفكيره وفي ثقافته العقائدية، مناقبي وعُرف عنه رقيّه في كل تعاطيه.
أصرّت عائلته أن يغادر معها الى تورنتو في كندا فرفض وبقي في بلده الى جانب شقيقه ايلي، وشقيقته سامية التي اقترنت من جوزيف السمن موظف مرموق في بنك أنترا ، فيما غادرت زوجته وأولاده:
سليم ـ حاز على شهادة دكتوراه في الكيمياء، مستقراً في تورنتو
نايلة وزينة
هوامش
1 – ادمون حايك: من رفقاء الأشرفية الذين عرفوا الحزب، نهضة وتفانياً ومناقب. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
2 – جورج بشور: من بلدة صليما، اقام في الاشرفية ونشط حزبياً. تولى مسؤولية مدير وكان ناموساً لسعادة في آواخر اربعينات القرن الماضي. مراجعة الموقع المذكور آنفاً للاطلاع على النبذة المعممة عنه.
3 – طوني جريديني: اشكر المواطن الصديق اندره كرم، صديق المواطن طوني جريديني، الذي كان واسطة تعرفي اليه، فسروري بلقائه.
4 – تحدثنا في احدى النبذات عن عملية انزال السلاح في مطار بيروت . مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
5 – الامين بدري جدريديني: من الشويفات . تخرّج صيدلانياً من الجامعة الأميركية، تعين منفذاً عاماً في حماه، مؤسساً صيدلية فيها. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المشار اليه آنفاً.
6 – الأمين أديب نضر: من الجنوب السوري . عرفته مديراً لمديرية فرن الشباك ثم مديراً لشركة ألبير أبيلا في الامارات العربية المتحدة. يصح أن نكتب عنه سيرة ومسيرة.
7 – الأمين الياس سمعان: من مؤسسي العمل الحزبي في المنصف وبلاد جبيل. مراجعة الموقع المذكور انفاً.
8 – فريد خزعل: من منطقة بحرصاف. عرفته موظفاً في محلات «بيرانجيه» في سوق الطويلة فمديراً لمحلات الزهار.. في الحرب المجنونة أسس محلاً لألبسة الأطفال في الأشرفية. كان مميزاً بأخلاقه. كتبتُ عنه نبذة عند رحيله. مراجعة الموقع المذكور أنفاً .
نأمل ممن تعرّف الى الرفيق فارس فرح ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب ما يُغني النبذة عنه.