مزارعو الخضار في الشمال وعكار: لحماية الإنتاج المحلي واعتماد روزنامة زراعية

وجّهت نقابة مزارعي الخضار في الشمال وعكار رسالة أمس إلى وزير الزراعة غازي زعيتر، تلاها النقيب خضر الميدا، وعرضت فيها جدولاً بـ«الأضرار الناتجة عن العاصفة الثلجية، وعن العاصفة التي غزت أسواقنا جراء فتح المعابر لدخول جميع أصناف المزروعات من خضار وحشائش وفريز وحمضيات وغيرها، ما تسبب بكارثة على الإنتاج الزراعي اللبناني نتيجة عدم حمايته».

وأوضحت النقابة أنّ «في عكار أكثر من 40 ألف بيت زراعي بلاستيكي، تحتوي على خضار على أنواعها، بالإضافة إلى مزروعات شتوية خارج هذه البيوت، وإنّ الأضرار المتأتية من العاصفة الثلجية كبيرة جداً وهي فوق طاقة المزارعين الذين يرزحون تحت ضغط ديون كبيرة، معولين على مردود إنتاجهم الزراعي الذي أتلفت العاصفة جزءاً منه بينما كسد الجزء الباقي بفعل مزاحمة المنتجات الزاحفة إلى لبنان من كل حدب وصوب»، مؤكدة أنه «بإمكان لبنان تحقيق اكتفاء ذاتي على الصعيد الزراعي في حال تأمنت الظروف الملائمة لذلك، وعلى الدولة إيجاد أسواق خارجية لتصريف الفائض من إنتاجنا والذي يستوفي كامل الشروط ليتمتع بمواصفات الأسواق العالمية، إلا أننا لم نجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين المعنيين».

ولفتت النقابة إلى «ما يحصل على صعيد إنتاج الحمضيات التي لا سوق لتصريفها، وإننا بحال لم يتم حماية هذه الزراعة مقبلون على انقراضها، شأنها في ذلك شأن كروم العنب. أما زراعة البطاطا التي تخصص لها مساحات كبيرة خصوصا في سهل عكار، فإنها مهددة أيضاً بسبب المزاحمة الأجنبية».

ودعت إلى «اعتماد سياسة زراعية واضحة واقرارها، تحمي الإنتاج الزراعي المحلي وترسي رزنامة زراعية يتم التعامل فيها بالمثل مع الدول التي نستورد منها، فلا يتم مثلاً استيراد اي منتجات زراعية من الخارج في مواسم جني هذه المنتجات في لبنان».

وختمت النقابة مناشدة وزير الزراعة والقيمين على هذا القطاع «إيلاء هذا الموضوع الاهمية التي يستحق ومساعدة المزارعين ودعمهم للنهوض بالقطاع لتفادي الكوارث»، ومقترحة «تقديم مساعدات مالية سريعة للمزارعين المتضررين من العاصفة الثلجية ومن مزاحمة المنتجات المستوردة، وخصوصاً مزارعي الحمضيات والخضار والبطاطا».

اعتصام تحذيري

وكان مالكو ومزارعو بساتين الحمضيات والزراعات الأخرى في عكار والمنية نفذوا، السبت، اعتصاماً تحذيرياً، قطعوا خلاله طريق عكار ـ طرابلس عند نقطة جسر نهر البارد، ورموا محاصيلهم في الأرض، احتجاجاً على كساد المواسم والمضاربة ودخول المواسم الخارجية وعدم دعم الدولة لهم، في حضور رئيس اتحاد بلديات سهل عكار محمد المصري، رئيس اتحاد بلديات المنية عماد مطر، رئيس اتحاد بلديات نهر اسطوان عمر الحايك، رئيس بلدية تل حياة خالد الخالد وأصحاب البساتين والمزارعين والتجار.

وطالب المصري بالتعويض على مزارعي الحمضيات «أسوة بباقي المزارعين، لا سيما التفاح الذين تمّ التعويض عليهم بدون أضرار لمجرد تدني الأسعار».

وقال: «نحن لسنا هواة قطع طرقات، لكننا نطلب اللقاء بدولة رئيس الحكومة لشرح معاناتنا وحتى اليوم لم نحصل على موعد. على الدولة العمل على توقيف الاستيراد من الخارج المشروع منه وغير المشروع، لأنها بذلك تساهم في كساد مواسمنا وهي تتحمل مسؤولية كل ما يجري لنا. نحن نؤيد مطالب المزارعين المحقة ولكن نريد حقوقنا أيضاً وندعو نواب المنطقة إلى مؤازرتنا في تحركاتنا، وإلا فلن نعترف إلا بمن يقف معنا ومع مطالبنا، وسوف تقطع الطرقات لمدة طويلة وقد نصل إلى العصيان المدني إذا بقيت سياسة التجاهل بحقنا هي السائدة».

بدوره، أوضح مطر أنّ «هذا الاعتصام اليوم تحذيري وسلمي، وإذا لم تتم الاستجابة لمطالب المزارعين، فإنّ خطوات تصعيدية أخرى سوف تأتي تباعاً، ونحن نؤيد المزارعين في تحركهم اليوم وفي سعيهم للحصول على حقوقهم المشروعة إذ لم تعد كل أساليب الاعتراض السلمي تجدي نفعاً بسبب تعنت الدولة في تجاهل المزارع وأوضاعه التي أصبحت كارثية».

أما الحايك فأشار إلى «أن المزارعين يتكبدون الخسائر في مختلف الزراعات خصوصاً الموسمية منها التي يعتمدون عليها في مدخولهم، لا سيما الحمضيات والبطاطا، وإنّ تجاهل الدولة لمطالبهم يضعهم أمام خيارات أحلاها مر، لكننا مضطرون للتصعيد لاحقاً إذا لم تلب مطالبنا».

وقال رئيس جمعية التعاون الدولي لحقوق الإنسان زياد بيطار: «نحن من مناطق عكارية محرومة تعتمد بشكل خاص على الزراعة، ونقول أنّ اتفاقية التيسير العربي هي اتفاقية غير متكافئة، فهي تسمح للمحاصيل الخارجية من البطاطا والعنب والحمضيات والتفاح وغيرها أن تدخل لبنان، حيث يكون المزارع مدعوماً من دولته، بينما المزارع اللبناني غير مدعوم من دولته».

وناشد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري «الطلب للهيئة العليا للإغاثة بالتعويض على المزارعين الذين كسدت مواسمهم بفعل العوامل الطبيعية، وندعو الوزير غازي زعيتر كي يضع جدولاً زمنياً بالمواسم الزراعية التي تدخل إلى لبنان كي لا تدخل في نفس التوقيت الذي يتم فيه جني المحصول في المناطق اللبنانية ومنها عكار والمنية ومناطق الشمال».

وأكد المزارع عبداللطيف عبيد أنّ «المزارع اللبناني في أسوأ حالاته نتيجة كساد المواسم سنة بعد سنة من دون أي تعويض من الدولة».

كما اعتبر مصطفى مطر «أنّ أوضاع مزارعي الحمضيات باتت كارثية، وعلى الدولة أن تلعب دورها في حماية المزارع وإنقاذه من مشاكله».

زعيتر: للنهوض بالقطاع

وفي سياق متصل، أكد وزير الزراعة غازي زعيتر خلال حفل استقبال نظمته له «حركة أمل» في الهرمل أنّ «كل الجهود ستبذل للنهوض بالواقع الزراعي في لبنان عموماً والبقاع خصوصاً»، وأنّ «الرئيس نبيه بري أعطى التوجيهات للعمل من أجل إنساننا ومن أجل رفع الحرمان عن المناطق التي عانت على مدى عقود من الزمن»، واعداً بـ«متابعة هواجس العاملين في القطاع الزراعي وهمومهم من أجل تحسين واقعهم، خصوصاً في ظلّ الأزمات المحيطة التي كان لها تأثير كبير على الزراعة».

كما شدد زعيتر على «ضرورة إيجاد حلول للمزارعين، إضافة إلى متابعة الوضع الإنمائي الذي كان ولا يزال من صلب ميثاق حركة أمل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى