زعيتر: للعبور إلى الدولة بتنفيذ الطائف كاملاً
أحيت حركة «أمل» في المنطقة السادسة – إقليم البقاع، ذكرى انتفاضة السادس من شباط، باحتفال أُقيم في المركز الثقافي في الهرمل – قاعة الأسد، في حضور وزير الزراعة غازي زعيتر، النائب الوليد سكرية، مسؤول الحركة في البقاع مصطفى الفوعاني، ووجهاء العشائر والعائلات وفاعليّات تربوية وثقافية واجتماعية ورؤساء وأعضاء مجالس بلديّة واختيارية وممثّلين عن الأحزاب الوطنية وحشد من الأهالي.
وألقى النائب سكريّة كلمة، عرض فيها للانتفاضة وأهدافها ونتائجها، وقال: «وضعنا في لبنان وكأنّ بعضنا لم يتعلّم من الأحداث التي عانى منها لبنان، وأنّ النظام الطائفي نظام هيمنة لفريق ومحاصصه لا يولِّد إلّا الخلافات والانقسامات الداخلية فيحوِّل الوطن إلى مجموعة كيانات طائفيّة تتصارع على مكانتها ودورها ومنافعها في هذا الوطن. إنّ اتفاق الطائف قد نصّ على الحلّ الذي يخرج لبنان من هذه المنازعات بإقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي بدوائر كبرى أو لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبيّة، لتتمثّل كلّ القوى وفق أحجامها، فلنطبق اتفاق الطائف الذي دفعنا دماءً كثيرة حتى توصّلنا إليه».
وألقى زعيتر كلمة، قال فيها: «اليوم في ذكرى 6 شباط، الذكرى الثالثة والثلاثين لهذه الانتفاضة، نستخلص العِبر التالية:
1 – نرفض رفضاً كاملاً أيّ توظيف لمؤسسات الدولة مدنيّة كانت أم أمنيّة في سياق أيّ صراع سياسي حزبي، طائفي، وغيره. فالمؤسسات هي ملك اللبنانيين جميعاً وفي خدمتهم، وإنّ اللجوء إلى توظيف المؤسسات في الصراع السياسي شاهدنا مضارّه ومخاطره التي أدّت إلى انتفاضة السادس من شباط. إنّ حركة أمل تؤكّد أحلافها وعلى أنّها تصادق بشرف وتعادي بشرف، وتقدّم التضحيات من أجل وحدة الأرض والشعب والمؤسسات، وهي ستواصل نضالها انطلاقاً من أنّها حركة اللبناني نحو الأفضل حتى إلغاء الطائفية السياسية، المرض المستشري الذي أصاب جسد لبنان منذ تأسيسه.
2 – صياغة قانون انتخابي نسبيّ عادل وعلى مساحة كلّ الوطن أو أكبر المساحات، وصولاً لعدالة التمثيل.
3 – ترسيخ النظام تحقيقاً لمشاركة جميع اللبنانيين في كلّ ما يصنع حياتهم السياسية والاقتصادية والثقافيّة والاجتماعية.
4 – تولّي لبنان لأدواره العربيّة ودعم الشعب الفلسطيني لتحقيق أمانيه الوطنيّة وإعادة صياغة علاقات العمل العربي المشترك، ودحر العدو «الإسرائيلي» والإرهاب التكفيري عن أرضنا العربية.
وأكّد أنّ «الحلّ يبقى بالتطبيق الفعلي للدستور من دون أيّ انتقائية، مجلس نيابي خارج القيد الطائفي ومجلس للشيوخ ولا مركزيّة إدارية».
كما أكّد أنّ «هذه المنطقة خزّان المقاومة وشريكة النصر وأنصع الأمثلة عن البيئة الحاضنة للمقاومة، تطلب منّا جميعاً، حركةً وحزباً ومجتمعاً مدنيّاً وعشائر وفاعليّات، مزيداً من الاهتمام والمتابعة لقضاياها وشؤونها في كلّ المجالات الخدماتية والأمنيّة والاقتصادية والزراعية».
وختم «أنّ ما تشهده المنطقة يحتم علينا جميعاً الإصغاء إلى روح الوحدة والتعاون ودعم جيشنا ومقاومتنا، وأنّنا في كتلة التنمية والتحرير وفي حركة أمل، نؤكّد أنّ العبور إلى الدولة وعلى قاعدة اتفاق الطائف وتنفيذه كاملاً من دون استنسابيّة أمر يستدعي من الجميع تقديم تنازلات لمشروع الدولة».
وكان تخلّل الحفل عرض فيلم وثائقي عن انتفاضة 6 شباط.
كما أقامت حركة أمل احتفالاً في ثانوية الشهيد حسن قصير على طريق المطار بمنح الدرع والشهادات التقديرية لجائزة الشهيد حسن قصير الخطابية بعنوان «بطولات لا تُنسى»، برعاية وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عزّ الدين وحضورها مع رئيس المكتب السياسي في حركة «أمل» جميل حايك، وحشد من الشخصيات التربوية والفائزين بالجائزة.
وألقت عزّ الدين كلمة، قالت فيها: «إنّ هذا المكان الممتلئ بالأبعاد والغنيّ هو مكان يحمل اسم الشهيد حسن قصير الاستشهادي البطل، فتى عامل، كما سمّاه ووصفه الرئيس نبيه برّي بالأسد، والذي عبّد بعمليّته في البرج الشمالي طريق تحرير الأرض وطريقة صناعة أهم إنجاز عربي في وجه العدو «الإسرائيلي»، ودم الشهيد أنبت مؤسسة تربويّة والمؤسسة أنتجت إبداعاً تقوم برعايته والسهر عليه».
كما أقامت الحركة احتفالاً، تخلّله وضع أكاليل من الزهر على النصب التذكاري للشهيد حسن قصير في مكان العملية الاستشهادية أمام مؤسسة جبل عامل المهنيّة في البرج الشمالي، في حضور مسؤولين في الحركة ووفد من حزب الله وممثّلين عن الفصائل والقوى الفلسطينيّة.