عون: سيكون للبنان قانون انتخابي جديد يؤمِّن تمثيلاً عادلاً والتحقيقات في الفساد ستشمل كلّ الملفات التي حصلت فيها ارتكابات
أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون، أنّه «سيكون للبنان قانون انتخابي جديد يؤمِّن تمثيلاً عادلاً في مجلس النوّاب لجميع اللبنانيين»، مشدّداً على «أنّ لا داعي للخوف من النقاش الذي يرافق البحث في القانون الانتخابي العتيد، لأنّه في النهاية ستتمّ الانتخابات ويتابع لبنان مسيرة النهوض التي بدأها قبل ثلاثة أشهر».
وقال عون خلال استقباله في قصر بعبدا أمس، رئيس «تجمّع رجال الأعمال اللبنانيّين» الدكتور فؤاد زمكحل على رأس وفد من التجمّع، ضمّ أعضاء في «تجمّع رجال الأعمال اللبنانيّين في العالم» الذي أُنشىء العام 2016، «إنّ نجاح رجال الأعمال اللبنانيّين هو نجاح للبنان»، مشدّداً على أنّ «المرحلة التي اجتازها لبنان لم تكن سهلة، لا بل تراكمت فيها الأزمات من داخلية وخارجية، من بينها الركود العالمي والحروب المحيطة بنا التي أدّت أيضاً إلى نزوح سوري كثيف».
ورأى أنّ «هذه الأوضاع بدأت بالتلاشي تباعاً، فالحرب بدأت بالانحسار مع ذيولها الداخلية والعلاقات عادت مع الدول العربية، ولا سيّما منها السعودية ودول الخليج، وكلّ المؤشرات تدلّ على العودة إلى الاستثمار في لبنان، الذي عادت الدورة الاقتصادية الداخلية فيه إلى الدوران».
وأكّد أنّه سيواصل «العمل لإعادة علاقات لبنان طبيعية مع الخارج، بحيث يستعيد الدور الذي لعبه في السبعينيّات وخسره نتيجة الحرب. لكن هذا الدور سيعود وبشكل أفضل من قبل، لأنّنا متّجهون نحو فترة استقرار ثابت ليرتاح الجميع مع بعضهم بعضاً ضمن التوازن».
واعتبر أنّ «المكلف اللبناني بدل أن تكون لديه قوّة شرائيّة، فإنّه يدفع ثمن الخدمات عبر فاتورتين أو ثلاث للمياه والكهرباء، بسبب اعتماد اقتصاد ريعي فاقَم من المديونية وأهمل الإنتاج»، داعياً إلى «تصحيح الأوضاع ومشاركة الجميع في ذلك لضمان النجاح».
زمكحل
وكان زمكحل ألقى كلمة، اعتبر فيها أنّ «الرئيس عون أرسى بانتخابه جوّاً من الثقة والتفاؤل على مساحة الوطن»، مؤكّداً «وقوف رجال الأعمال إلى جانب الرئيس عون لإعادة استنهاض الاقتصاد الوطني»، الأمر الذي رأى أنّه «يتطلّب توفير البيئة الملائمة عبر إيجاد القوانين المناسبة والمحافظة على الدستور وتشجيع الاستثمارات وتحقيق النمو».
وإذ لفتَ زمكحل إلى «الجهود التي بذلها رجال الأعمال في المرحلة السابقة لجهة تأمين انضمام لبنان إلى منظّمات عالمية متعدّدة، فضلاً عن تقديمهم مشاريع قوانين إلى المجلس النيابي، أبرزها مشروع ضمان الشيخوخة والشراكة بين القطّاعين العام والخاص، فإنّه أبدى تمسّك رجال الأعمال بالبقاء في لبنان مهما كانت الصعوبات»، متطلّعاً إلى «تحقيق زيادة في النمو في لبنان في عهد الرئيس عون بين 4 و5 ، واستعداده للمساهمة في ذلك»، معتبراً أنّ «تحقيق هذا الأمر يتطلّب ترجمة الاتفاق السياسي، ووجود خطّة اقتصادية إنقاذيّة شاملة تأخذ في الاعتبار ما عاناه القطاع الاقتصادي على مدى سنتين ونصف السنة»، وشدّد على «أهمية أن تراعي الموازنة هذا الواقع، بحيث لا تتضمّن زيادة في الضرائب، وتضمن تحسين الجباية من دون تهريب الاستثمارات».
الاتحاد العمّالي العام
وعرض عون الأوضاع الحياتيّة والمعيشيّة مع وفد من الاتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن الذي ألقى كلمة، أعرب فيها عن «سعادة الجسم العمالي لانتخاب العماد عون رئيساً للجمهوريّة، وشكر العمّال للرئيس عون الدور الذي لعبه في إقرار نظام التقاعد والحماية وتأمين التغطية الصحيّة للمتقاعدين في مرحلته الأولى.
وقدّم غصن لرئيس الجمهورية مذكّرة، تضمّنت رؤية الاتحاد العمالي حول الملف الاجتماعي والاقتصادي، متمنّياً «إقرار سلسلة الرتب والرواتب بحيث تعطى كلّ فئة حقّها»، لافتاً إلى ضرورة تفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وأكّد «دعم الاتحاد العمالي لتوجّهات الرئيس عون، ولا سيّما في ما يتعلّق بمكافحة الفساد وإطلاق يد أجهزة الرقابة لتنفيذ الإجراءات بحقّ المخالفين والمرتكبين، والإسراع في إنجاز التعيينات في مجالس الإدارة والهيئات المتفرّعة عنها».
وقال: «نثق برغبة الرئيس عون في تحقيق الإصلاحات الاجتماعية الضرورية، لأنّه لطالما وقف إلى جانب العمال وأصحاب الحقوق مؤيّداً ومتضامناً، واليوم سوف يسهر من موقعه في رئاسة الجمهورية على رعاية اللبنانيّين عموماً والفئات العمّالية منهم خصوصاً».
وردّ عون، فأكّد أنّ «الكثير من المطالب التي أوردها الاتحاد العمالي العام كانت في الأساس من صلب اهتمامي، وقدّم نوّاب «التيّار الوطني الحرّ» العديد من اقتراحات القوانين التي ترعى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعمال خصوصاً واللبنانيين عموماً، وأبرزها المرحلة الأولى من ضمان الشيخوخة»، مؤكّداً أنّه سيواصل العمل لإقرار المرحلة الثانية في أقرب وقت ممكن بالتعاون مع المجلس النيابي.
وشدّد على أنّ «ملف الفساد سيُعطى الأولويّة بعد تكليف وزير دولة لشؤون مكافحته إلى جانب عمل أجهزة الرقابة، وأنّ التحقيقات ستشمل كلّ الملفات التي حصلت فيها ارتكابات وتجاوزات وانتهاكات للقوانين الإداريّة والماليّة». وقال: «إنّ مكننة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وسائر إدارات الدولة من العوامل الأساسيّة في مكافحة الفساد والرشوة وضبط إدارة هذه المؤسسات»، مشيراً إلى أنّ مجلس الوزراء سوف يباشر غداً درس مشروع الموازنة، على أمل إقرارها، بحيث يتمّ ذلك للمرّة الأولى منذ العام 2005. وشدّد على «أهميّة الدعم الشعبي للخطوات الإصلاحية التي تصبّ في النهاية في مصلحة اللبنانيين جميعاً من دون أيّ تمييز.
لقاءات أخرى
والتقى عون سفير «منظمة فرسان مالطا» في لبنان شارل هنري دارغون والمستشار الأول في السفارة فرانسوا أبي صعب، اللذين نقلا التهنئة بانتخابه رئيساً.
كما التقى عون وفداً من حزب «الطاشناق» ضمّ أمينه العام النائب أغوب بقرادونيان ورافي أشقاريان، وتناول البحث الأوضاع العامّة والاتصالات الجارية للوصول إلى اتفاق على قانون انتخابي جديد يؤمّن تمثيلاً حقيقياً للّبنانيين.
ثمّ التقى متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، الذي أوضح أنّه تمنّى للرئيس عون «التوفيق في مهامّه»، وبحث معه في «قضايا تهمّ الوطن والمواطنين»، وتمنّى عليه «أن تتمّ التعيينات في الوظائف العامّة حسب الآلية المتّبعة في مجلس الخدمة المدنية ووضع العناصر التي تتميّز بالعلم والكفاءة ونظافة الكفّ في المراكز الشاغرة».
واطّلع عون من وفد الرابطة الثقافية في طرابلس برئاسة رامز الفري على نشاطاتها، ونوّه بدور الرابطة وما حقّقته من إنجازات.
كذلك، التقى رئيس مجلس الإدارة المدير العام الجديد لهيئة «أوجيرو» عماد كريديّة لمناسبة بدء مهامّه، وزوّده بتوجيهاته «لتفعيل قطاع الاتصالات في لبنان».
واستقبل الزميلة داليا فريفر، التي حقّقت إنجازاً استحقّت عليه دخول موسوعة «غينيس» العالميّة بعدما استطاعت تجاوز إعاقتها البصريّة وأدارت بثّاً مباشراً عبر «تلفزيون لبنان» لمدة 24 ساعة، حاورت خلالها أكثر من 90 ضيفاً من اختصاصات مختلفة.
وهنّأ عون فريفر على إنجازها وتمنّى لها التوفيق، وأكّد متابعته المباشرة «لمطالب ذوي الحاجات الخاصّة»، وسهره على «تطبيق القوانين التي ترعى شؤونهم».
وحضر اللقاء رئيس مجلس الإدارة المدير العام لتلفزيون لبنان طلال المقدسي ومدير البرامج حسن شقور وأنطوني فريفر شقيق الإعلامية.