الدوري اللبناني في عين العاصفة! الحكّام ضحايا الفشل والمؤتمر ضروري
إبراهيم وزنه
استوقفني كما استرعى انتباه المتابعين والمهتمّين ما حصل خلال المرحلة 15 من عمر الدوري اللبناني لكرة القدم، إنْ لجهة الاعتداءات على الحكّام في أربع مباريات درجة أولى وثانية وثالثة ، أو لجهة ارتفاع البطاقات الحمراء في وجه أربعة لاعبين في مباريات الدرجة الأولى وحدها، أو لجهة ارتفاع مستوى الإثارة والحساسية خلال المجريات، أو لجهة سوء أرضيّات بعض الملاعب، وماذا بعد؟
بدايةً، وكي لا نرى الصورة بمنظار سوداوي فقط، لا بُدّ من لفت النظر إلى أنّه من الطبيعي أن نشاهد خشونة زائدة في ملاعب كرة القدم في جميع أصقاع الكرة الأرضيّة، لكونها لعبة شعبيّة بكلّ معنى الكلمة، فالاحتكاك فيها مطلوب والسرعة فيها مطلب أساسي، ولذلك قلّما خلت مباراة دولية نتابعها عبر التلفاز من تلك المشاهد. وهذا أمر طبيعي، لا بل دليل عافية ونشاط. وهنا، لا بُدّ من التوضيح أنّ المهاجمين المهاريّين هم الأكثر عرضة للخشونة والضرب من غيرهم، نظراً لاستفزازهم ـ بحركاتهم ـ لاعبي خطّ الدفاع وهم على أبواب المرمى، ولذلك نلاحظ بأنّ أعمار لاعبي خطّ الهجوم في الملاعب أقصر من لاعبي خطّ الدفاع، فيما الحرّاس هم الأطول عمراً، وهذه الخلاصة واضحة المعالم من خلال ما نتابعه في ملاعبنا والملاعب العالمية. ولا شكّ بأنّ البقاء لمدّة أطول في الملاعب هو رهن بمدى التزام اللاعب بسلوكيات معيّنة والعيش وفق أسلوب يراعي مسائل عدّة السهر ـ النوم ـ الزواج ـ الأكل ـ التدخين وغير ذلك بشكل صحيح وسليم.
المهم، وكي لا نمعن بالخروج عن النصّ، نسأل لماذا حصلت بالأمس كلّ تلك الاعتداءات على الحكّام؟ جواب… ونقطة عالسطر! لأنّ حكّامنا باتوا الحلقة الأضعف في واقع اللعبة الشعبية، فأيّ خسارة لفريق لم يوفّق … وراءها طبعاً الحكم! وأيّ قرار منه ولو كان غير مؤثّر … فهو سبب الخسارة! وأيّ صافرة أو راية في غير محلّها … سيكون ثمنها الشتم أو الاعتداء المباشر! وأيّ حكم خرج من الملعب من دون حماية أمنيّة … فالجمهور بانتظاره مع وابل من الحجارة وعشرات العصي! وصدقاً، لا نبالغ في توصيف المشهد، لذلك نقترح تشكيل سريّة أمن خاصة بأمن الملاعب، ولا بأس من تعاونها مع شركات أمنيّة خاصة للقيام ببعض المهام، ونطالب الجهات الرسمية المسؤولة، الوزارة المعنيّة، الاتحاد اللبناني لكرة القدم واللجنة الأولمبيّة، للتحضير إلى عقد مؤتمر خاص تحت عنوان إنقاذ ما تبقّى من رياضتنا ورياضيّينا، على أن يشارك فيه جميع مسؤولي الأندية الرياضية، الحكّام و«كباتن» الفرق ومسؤولي روابط الجمهور، وأيضاً القيّمون على إدارات الملاعب .. هذا فيما لو أردنا الانقاذ، وبالتالي تشجيع أولادنا على حضور المباريات أو ممارسة الرياضة ضمن إطار الفرق والأندية، وختاماً ندعو الاتحاد الكروي إلى اتخاذ العقوبات القصوى بحق المعتدين على الحكّام، لا بل نأمل منه رفع سقف العقوبة للحالات المماثلة … وكان الله في عون كرتنا الآخذة بالتراجع، لأنّها ما زالت في مكان غير آمن … إنها في عين العاصفة.