بوتين وميركل طالبا بالعودة إلى الهدنة في أوكرانيا

طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، طرفي النزاع جنوب شرق أوكرانيا بوقف الاستفزازات والعودة إلى الهدنة المعلنة هناك، بين قوات كييف وفصائل المقاومة الشعبية. وأكدت ميركل بدورها، أن العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية أزمة أوكرانيا لا يمكن رفعها حاليا. فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، عن اختبار مفاجئ صباح أمس، للقوات الجوية الفضائية الروسية لتقييم جاهزيتها بأمر مباشر من الرئيس بوتين. واتهمت روسيا أوكرانيا بأنها لا تنفذ شروط التهدئة في دونباس. فيما استدعت كييف السفير الألماني احتجاجا على تصريحه حول دونباس. وسجل موقف أميركي لافت، بالغاء واشنطن تأشيرة دخول لمسؤول أوكراني.

وقالت ميركل في بمؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء البولندية بيتا سيزدلو، في وارسو، أمس، إن سيزدلو اتفقت معها قائلة، إنه «يجب الإبقاء على العقوبات المتعلقة بأوكرانيا ضد روسيا».

في السياق، ورد في بيان عن الكرملين أن الجانبين الروسي والالماني «بحثا آخر التطورات في منطقة دونباس /جنوب شرق أوكرانيا/ على خلفية التوتر الحاد في الوضع والناجم عن الاستفزازات الأوكرانية المتكررة هناك. وعبّر بوتين وميركل عن قلقهما الشديد إزاء تصعيد المواجهة المسلحة في جنوب شرق أوكرانيا وما يتمخض عنها من خسائر بشرية ودمار يطال البنى التحتية المدنية والمباني السكنية، في جملة من مناطق دونباس».

وأكدت موسكو، أنه استنادا إلى التطورات الحاصلة في دونباس، فإن سلطات كييف تسعى إلى إجهاض اتفاقات مينسك واستغلال «صيغة نورمندي» في التستر على الإجراءات الهدامة التي تتخذها.

وطالب بوتين وميركل، حسب ما جاء في بيان الكرملين، بعودة الالتزام العاجل بوقف إطلاق النار في منطقة النزاع. وأشادا بالجهود التي يبذلها فريق مراقبة وقف إطلاق النار المنبثق عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لوقف الاستفزازات ومنع الصدامات على الخط الفاصل بين قوات كييف وفصائل المقاومة الشعبية، في جنوب شرق أوكرانيا.

من جهته، ذكر وزير الدفاع الروسي، في اجتماع أمني عقد بهذا الصدد، أن القيادات العسكرية شرعت في تمام التاسعة صباحا من يوم أمس، باتخاذ جميع الإجراءات حسب التعليمات المرعية، لتفيذ أوامر القائد العام الأعلى للجيش الروسي فلاديمير بوتين، الرامية إلى الوقوف على مدى استعداد القيادة العامة والقوات المسلحة لتنفيذ المهام الموكلة إليها.

وأوضح الوزير شويغو، أن حالة الاستنفار المعلنة تشمل نقاط المناوبة ومنظومات الدفاع المضاد للأهداف الجوية والفضائية وقت الحرب والتشكيلات الجوية، بما يخدم التحقق من قدراتها على صد أي هجوم قد يشنه العدو المفترض.

من ناحية ثانية، أكد ممثل روسيا في مفاوضات مينسك حول أوكرانيا، بوريس غريزلوف، أمس، أن كييف لم تسحب حتى الآن الأسلحة الثقيلة عن خط التماس في دونباس. وقال: إن كييف لم تنفذ حتى الآن، قرار مجموعة الاتصال حول أوكرانيا، بشأن سحب الأسلحة الثقيلة عن خط التماس في دونباس. مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية تواصل نقل الأسلحة والذخائر إلى هناك.

وأشار الدبلوماسي الروسي، إلى أنه: بحسب تقارير بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوكرانيا والمعلومات التي ترد من المناطق القريبة من خط التماس، في دونباس، نعلم أنه تتواصل في مناطق سيطرة القوات الأوكرانية تحركات الآليات الثقيلة ونقل الأسلحة والذخائر.

تصريحات المانية

في سياق آخر، طالبت وزارة الخارجية الأوكرانية السفير الالماني في كييف، ارنست رايتشل، بتفسير تصريحاته حول تسوية النزاع في دونباس، التي نشرتها بعض وسائل الإعلام. حسب ما ذكر موقع «الحقيقة الأوكرانية» على «الإنترنت»، نقلا عن ممثلة المكتب الصحافي في الوزارة يلينا فاشينكو.

وكان السفير الألماني، أعلن في وقت سابق، خلال مقابلة مع وسائل الإعلام الأوكرانية، أن الانتخابات في الجزء غير الخاضع لحكومة كييف في منطقة دونباس، يجب أن تجري وفق شروط تتوافق مع المعايير والمقاييس الأوروبية. وإنه ليس من الضروري رفع العلم الأوكراني فوق كل مبنى رسمي في مدن دونباس، أو عدم وجود قوات روسية هناك، لكي تجري هذه الانتخابات.

وأثار هذا التصريح امتعاض وغضب نواب البرلمان الأوكراني، الذين أصدروا بيانا قالوا فيه إن موقف السفير لا يتلاءم مع اتفاقات مينسك. وأعلنوا أنهم سيقاطعون حفل الاستقبال الذي ستقيمه السفارة الألمانية لمناسبة مرور 25 عاما على افتتاحها في كييف.

موقف لواشنطن

وفي موقف لم يتوضح بعد، أعلن زعيم الحزب الراديكالي الأوكراني، أوليغ لياشكو، أن الولايات المتحدة ألغت تأشيرة دخول إلى أميركا حصل عليها مؤخرا.

وكتب لياشكو على حسابه على موقع «فيسبوك» أمس: «للتو ألغيت تأشيرة دخولي إلى الولايات المتحدة الممنوحة لي لـ10 سنوات والتي تلقيتها قبل حلول العام الجديد». وربط ليشكو هذا القرار، بمطالب الحزب الراديكالي من الولايات المتحدة «الوفاء بالتزاماتها تجاه أوكرانيا، حسب مذكرة بودابست، وإلا فإن أوكرانيا ستضطر إلى امتلاك الأسلحة النووية من أجل الدفاع عن نفسها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى