روحاني يصف إيران بركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط
أعلن الرئيس حسن روحاني أمس أن إيران تمثل ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط، عازياً الاضطرابات التي تشهدها المنطقة حالياً إلى مؤامرة تدبرها القوى الكبرى.
وفي كلمة ضمن مراسم إحياء أسبوع الدفاع المقدس، قال الرئيس روحاني إن «إيران هي ركيزة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الحساسة التي تسيطر عليها اليوم الاضطرابات وانعدام الأمن والمجازر والرعب».
وأضاف أن «شعوب المنطقة تقاوم وستقاوم الإرهابيين، القوات المسلحة والحكومة في الجمهورية الإسلامية ستساعدهم في كل مكان، إننا مسرورون لوقوف شعوب المنطقة في وجه مؤامرات الدول الكبرى»، مشيداً بالانتصارات في العراق وسورية وغزة وفلسطين واليمن وأفغانستان.
من جهة أخرى، أكد الرئيس روحاني أن بلاده لن ترضخ لضغوط الغرب في المفاوضات حول ملفها النووي التي استؤنفت على هامش الجمعية العامة. وقال إنه «بحجة الملف النووي أطلقوا حرباً اقتصادية جديدة من خلال العقوبات ضد الشعب الإيراني»، مؤكداً أن إيران لا تطمح لامتلاك أسلحة دمار شامل، بل تهدف إلى التقدم وممارسة حقوقها.
وتابع إن الشعب الإيراني يواصل صموده وسيتغلب على الضغوط ولن نخشى ضغوط الأعداء ولا نريد نشوب أية حروب، ولسنا نسعى إلى تصريف أسلحتنا بحروب مصطنعة كالآخرين، موضحاً أن إيران لن تسعى إلى الحروب ولكننا سنصمد في وجهها، وأن الإيرانيين صامدون وما زالو يضحون من أجل بلدهم وثورتهم.
وقال إن الحكومة الإيرانية ستقوم بتلبية مطالب الشعب التي لم تتحقق، وإن قواتنا المسلحة تمكنت بإبداعها وإنجازاتها الدفاعية أن تكون أبرز قوة في المنطقة، وإن كل أبناء الشعب الإيراني هم الظهير لقواتنا المسلحة. وأكد روحاني أن إيران مازالت بلداً آمناً وثابتاً في المنطقة التي تتجاذبها الأزمات.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان: «إننا ـبلغنا الغرب منذ بدء الأزمة السورية إن دعم الإرهاب يهدد الأمن العالمي وأن الأميركيين يدعون إلى تعاون إيران ولكننا نشكك في نواياهم في مكافحة الإرهاب».
وأشار عبد اللهيان لدى استقباله رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الكيني محمد يوسف حاجي إلى الاجتماع السادس الناجح للجنة المشتركة بين البلدين في طهران، وقال إن العلاقات بين البلدين جيدة ولكن دور برلماني البلدي ولا سيما لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي متميز جداً.
وأضاف عبد اللهيان أن إيران تولي أهمية لتطوير العلاقات مع كينيا وهي تحظى دوماً باهتمام طهران نظراً إلى مكانتها التاريخية وباعتبارها البوابة الشرقية لدخول الإسلام إلى القارة الأفريقية.
ولفت المسؤول الإيراني إلى مجالات التعاون المشترك الكثيرة المتاحة بين البلدين وإلى أن بإمكان الجانبين ومن خلال التناغم الفكري والتعاون البرلماني النهوض بمستوى العلاقات بين البلدين.
وعن الإرهاب والتطرف بالمنطقة قال عبداللهيان منذ بداية الأزمة السورية أبلغنا الغربيين بأن دعم الإرهاب يهدد الأمن العالمي، وإن المجموعات التابعة للقاعدة قد كسبت خبرات أكبر بعد أكثر من عقد من العمليات الإرهابية في أفغانستان والعراق وهي قادرة على القيام بعمليات إرهابية خطرة في أية بقعة بالعالم وإن الأميركيين قد التفتوا الآن إلى هذه القضية وهم يطالبون بتعاون إيران ولكننا نشكك بنواياهم حول مكافحة الارهاب.
وأعرب المسؤول الكيني عن رغبة بلاده بتوسيع التعاون الشامل مع إيران، وقال إن بلاده واقفة على حققته إيران أخيراً من تقدم على الصعد العلمية والتقنية وإن الحكومة والبرلمان الكيني ترغبان بتوسيع التعاون مع إيران.
وفي السياق، أكد مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري أن التحالف العالمي ضد جماعة «داعش» الإرهابية إنما هو كذبة كبرى، واصفاً إياه بأنه تحالف الإرهابيين ضد الإرهابيين.
وأضاف جزائري «بصفتي مسؤولاً أعلن بصراحة أن أميركا تكذب بهذا الشأن حيث أن شخص أوباما ووزير الخارجية الأميركية ومسؤولين أميركيين آخرين دعوا وفي ظروف مختلفة إلى أن تنضم إيران إلى هذا التحالف المزعوم».
وقال المسؤول الإيراني: «نعلن بصراحة أن أميركا تفتقد للشرعية اللازمة للتصدي للإرهاب، إذ إنها في وقت تدعي محاربة الإرهابيين تحتضنهم». وحذر من أن «أميركا وبحجة التصدي للإرهاب تحاول تكوين ائتلاف من المهزومين في المنطقة كي تبرر بذلك بقاءها في المنطقة. لافتاً إلى أن أميركا وبمساعدة الصهاينة كونت اليوم أكبر كيان للإرهاب الحكومي في تاريخ الإنسانية».
وأضاف مساعد الأركان العامة الإيرانية: «نحن نرى أن ما لدينا اليوم تحت عنوان الإرهاب تضرب جذوره في البيت الأبيض والأجهزة الأمنية والاستخبارية في أميركا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية وذلك بمشاركة بعض دول المنطقة». وأشار إلى أن «قضية كالإرهاب في المنطقة ليست وليدة اليوم أو أمس فالمنطقة منذ سنين تعاني منها وهو ابتلاء لعبت أميركا دوراً محورياً وأساسياً في تكوينه، وهناك معلومات وأنباء صرح فيها الأميركيون والصهاينة وبكرات أننا نريد من خلال ذلك التصدي للمقاومة».