واشنطن… ومحاولاتها البائسة لدقّ إسفين في العلاقات الروسية الإيرانية
لا تزال الإدارات الأميركية المتعاقبة، تحاول جاهدةً أن تقوّض من تقدّم روسيا، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً. وتحاول جاهدةً دقّ إسفين في العلاقات التي تنسجها روسيا، لا سيما مع حليفتها إيران.
في هذا السياق، نشرت صحيفة «ترود» الروسية تقريراً سلّطت الضوء فيه على محاولات الولايات المتحدة الأميركية تقويض التعاون الروسي ـ الإيراني، مؤكدة أنّ هذه المحاولات ستبوء بالفشل. وقالت الصحيفة إنّ البيت الأبيض يبحث عن طريقة لتقويض التعاون الروسي ـ الإيراني، إذ دعا المخرج السينمائي المعروف أوليفر ستون الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كشف الحقيقة أمام العالم عن دور وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» في تغيير النظام في أوكرانيا.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مصدر في البيت الأبيض أن لدى الادارة الأميركية «إسفيناً تستطيع دقّه بين روسيا وإيران، ونحن مستعدون للنظر في هذا الخيار». كما أشار متحدّث البيت الأبيض للصحيفة إلى أن الرئيس وبطانته لا يبنون الأوهام في شأن موسكو. بيد أنهم لا يرون في موسكو تهديداً وجودياً للولايات المتحدة كما كان أيام الحرب الباردة.
إلى ذلك، وبحسب صحيفة «بوليتيكو»، سلّمت الاستخبارات الأميركية بعض البلدان الأوروبية نسخة سرّية من التقرير الخاص بهجمات الهاكرز خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشرين الثاني الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع في الاستخبارات الأميركية بأنه جرى تبادل للمعلومات بين أجهزة الاستخبارات حول هذا الموضوع. وأشار المصدر إلى أن الجانب الأميركي أراد من خلال ذلك مساعدة بعض الدول الأوروبية المقبلة على انتخابات. ونوّهت الصحيفة بأن الاستخبارات الأميركية تعمل مع بعض الدول الأوروبية لكي تتحقق من أنها لن تقع ضحية حملة إلكترونية كتلك التي هزّت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وفي تقريرنا التالي، جولة على أهم ما ورد في الصحف الغربية والروسية أمس.
ترود
سلّطت صحيفة «ترود» الروسية الضوء على محاولات الولايات المتحدة الأميركية تقويض التعاون الروسي ـ الإيراني، مؤكدة أنّ هذه المحاولات ستبوء بالفشل.
وجاء في المقال: بينما يبحث البيت الأبيض عن طريقة لتقويض التعاون الروسي ـ الإيراني، دعا المخرج السينمائي المعروف أوليفر ستون الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كشف الحقيقة أمام العالم عن دور وكالة الاستخبارات المركزية «CIA» في تغيير النظام في أوكرانيا.
وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، يوم الاثنين 06/02/2017، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبحث عن طريقة لتقويض التعاون السياسي والعسكري بين روسيا وإيران.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصدر في البيت الأبيض أن لدى الادارة الأميركية «إسفيناً تستطيع دقّه بين روسيا وإيران، ونحن مستعدون للنظر في هذا الخيار». كما أشار متحدّث البيت الأبيض للصحيفة إلى أن الرئيس وبطانته لا يبنون الأوهام في شأن موسكو. بيد أنهم لا يرون في موسكو تهديداً وجودياً للولايات المتحدة كما كان أيام الحرب الباردة.
ويورد مؤلف المقال كلمات مسؤول آخر شارك قبل فترة وجيزة في المناقشات، التي خصّصت لدراسة المسألة الإيرانية في مجلس الأمن القومي الأميركي، من أن هناك خلافاً بين روسيا وإيران. وليس واضحاً ما الذي سيطلبه بوتين مقابل إضعاف تحالف هذين البلدين.
إن اللهجة الخطابية المعادية لإيران جنباً إلى جنب مع الوعود بسحق تنظيم «داعش»، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك شكّلا إحدى ركائز برنامج الحملة الانتخابية لرئيس الولايات المتحدة الخامس والأربعين. وفي غضون ذلك، صرّح ترامب غير مرّة بأنه يرى من المناسب ترك أوكرانيا لمصيرها، والتوقف عن استنفاد الجهد الأميركي لضمان أمن البلدان الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي.
ولكن، ووفقاً لما يراه المحللون، فإن تقويض التعاون الروسي ـ الإيراني أمر صعب. وأن هذا الأمر، يتطلب تنازلات كبيرة من طرف واشنطن. وفي حال تقليص الكرملين توريد الأسلحة إلى إيران، فإن هذا على الأرجح يعني أن موسكو تنتظر تخفيف العقوبات، كما أكد في هذا الصدد الخبير الأميركي في القضايا الروسية، رئيس مركز المصالح القومية في واشنطن دميتري سايمس.
في حين أن خبراء آخرين يرون أن مقايضة العلاقات الروسية مع إيران برفع العقوبات عن موسكو قليلة الاحتمال، لأسباب أهمها أن واشنطن استنفدت ما في جعبتها من عقوبات، لكنها لم تنل أي تنازل من قبل موسكو. وحتى الإدارة الأميركية السابقة اعترفت بانهيار سياسة العقوبات التي فرضتها على روسيا. وبالتالي، فمن غير المرجح أن يقدم الكرملين على مقايضة تعاونه المربح مع طهران بورقة خاسرة في السياسة الأميركية.
بحسب رأي بعض المراقبين، فإن الرئيس ترامب يمكن أن يعرض على الكرملين صفقة مربحة جداً بديلاً لرفع العقوبات، وتحديداً ترك أوكرانيا من دون المساعدة الأميركية.
لقد عاشت أوكرانيا في السنوات الثلاث الماضية في ظل رعاية وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين، اللتين وفّرتا الرعاية السياسية والاستثمار المالي لأوكرانيا، التي أفلست ومزقتها الحرب الأهلية. بيد أن ترامب أعلن بوضوح أنه لا ينوي صون إرث أوباما، بل على العكس من ذلك، سيعمل على تغييره وفقاً للوعود، التي قطعها على نفسه أثناء الحملة الانتخابية.
والمجتمع الغربي أيضاً أصابه الغضب والإرهاق من مسلسل «سانتا باربرا الأوكراني»، الذي لا نهاية له. وقد تغلغل الاستياء من نظام كييف حتى إلى الأوساط الفكرية الأميركية، ووصل الأمر بالمخرج الأميركي الشهير أوليفر ستون إلى دعوة الرئيس الأميركي إلى كشف الوثائق السرية كافة المرتبطة بملف أوكرانيا للسنوات الأخيرة. وقال: «لو كنت أنا مكان الرئيس ترامب لكشفت على الملأ الوثائق السرّية المرتبطة بأوكرانيا كافة، لابل سورية أيضاً. ولكن أولاً، وقبل كل شيء أوكرانيا، لأن حرباً باردة جديدة تبدأ من هنا، ونحن نوجد الآن في مرحلة خطيرة للغاية»، كما جاء في تصريح المخرج ستون للقناة الروسية الأولى.
ووفقاً لرأي المخرج الشهير، فإن كشف الوثائق سوف يبيّن للرأي العام الغربي أن كل ما حدث في ميدان أوكرانيا وما تبعه من أحداث سياسية ارتبطت بتغيير النظام في الجمهورية هو من فعل أيدي الأجهزة الخاصة الغربية، وبالتالي سيشوه سمعة النظام القائم في اوكرانيا ويعجل في ترحيله من دون الدعم الغربي، كما يرى أوليفر ستون
باساور نويه بريسه
اتهمت نائبة رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الحزب الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار في ألمانيا، مارتن شولتس، بأنه يتحدّث عن ألمانيا بشكل سيئ ويدعم بذلك حزب «البديل من أجل ألمانيا» المعارض للاتحاد الأوروبي والمناوئ لعمليات إنقاذ اليورو.
وقالت يوليا كلوكنر في تصريحات خاصة لصحفية «باساور نويه بريسه» الألمانية في عددها الصادر أمس الثلاثاء: من يقول هنا مثلما قال السيد شولتس إن كل شيء هنا ليس عادلاً، فإنه يتحدث مثل حزب البديل ويدعمه.
وأضافت السياسية البارزة أن اليساريين يستغلون طريقة عرض شولتس في الخطاب أيضاً، مؤكدة أن هذا الخطاب ليس لديه أي علاقة بالواقع.
وأشادت كلوكنر بالموقف الجديد لرئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي توماس أوبرمان الذي يؤيد فيه إعادة أي لاجئين يتم إنقاذهم من البحر المتوسط إلى شمال أفريقيا، وقالت إن الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل اقترح ذلك قبل سنة.
وأشارت إلى أنه من الجيد أن يتبنّى أوبرمان حالياً مقترحات وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير المنتمي إلى الحزب المسيحي الديمقراطي ، ولكنها أعربت عن شكّها في أن يتلقى تأييداً في ذلك داخل حزبه.
يشار إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يشكل مع الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل المكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي في ولاية بافاريا الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
ومن جانبها قالت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج عيدان أوزوجوز المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في تصريحات لشبكة التحرير الصحافي في ألمانيا، بالنظر إلى أوبرمان: يتعين علينا الانتباه إلى ألا نعرض حلولاً براقة لا يمكنها الصمود أمام معايير دستورية عند القيام بفحص أكثر دقة.
وقالت كلوكنر: كان ممكناً أن نكون أكثر تقدما اليوم في تأمين الحدود أو سياسة اللجوء أو الأمن الداخلي، إذا لم يكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قام بعمليات منع كثيراً، في مجلس الولايات /بوندسرات/ أيضاً.
بوليتيكو
سلّمت الاستخبارات الأميركية بعض البلدان الأوروبية نسخة سرّية من التقرير الخاص بهجمات الهاكرز خلال الانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشرين الثاني الماضي، بحسب صحيفة «بوليتيكو».
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع في الاستخبارات الأميركية بأنه جرى تبادل للمعلومات بين أجهزة الاستخبارات حول هذا الموضوع. وأشار المصدر إلى أن الجانب الأميركي أراد من خلال ذلك مساعدة بعض الدول الأوروبية المقبلة على انتخابات.
ونوّهت الصحيفة بأن الاستخبارات الأميركية تعمل مع بعض الدول الأوروبية لكي تتحقق من أنها لن تقع ضحية حملة إلكترونية كتلك التي هزّت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
لكن الصحيفة لم تحدّد أيّ دول بالذات يدور الحديث عنها، بل أشارت فقط إلى أن أشكالاً مختلفة من الانتخابات ستجرى هذه السنة في ألمانيا وفرنسا والنروج وهولندا، وهي دول حليفة للولايات المتحدة في الناتو وفي الأمم المتحدة.
وكانت هيئات استخبارية وأمنية أميركية عدة CIA وnsa وFBI قد نشرت في وقت سابق تقريراً عن «التدخل الروسي» في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وزعمت فيه أن موسكو حاولت المساعدة في انتخاب دونالد ترامب لمنصب رئيس الولايات المتحدة. ولكن لم يتم خلال ذلك تقديم أيّ أدلة أو إثباتات على هذا التدخل وأقرت هذه الهيئات بأن «التدخل الروسي» لم يؤثر على نتائج الانتخابات.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المسؤولين في الاستخبارات الأميركية كانوا قد أعلنوا في تشرين الأول 2016 أن «هاكرز روسيين» يقفون خلف أكثر الهجمات السيبرانية ضدّ المنظومة الانتخابية في البلاد، وزعموا أن هذه الهجمات جرت بتوجيه من القيادة الروسية.
وفي أواخر كانون الأول فرضت إدارة الرئيس باراك أوباما، وهي في أيامها الأخيرة في السلطة، عقوبات ضد مؤسسات وشركات وبعض الأفراد في روسيا بما في ذلك في الاستخبارات الروسية بتهمة «التدخل في الانتخابات» و«الضغط على الدبلوماسيين الأميركيين» العاملين في روسيا.
في المقابل، وعد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، قبل تولّيه منصبه رسمياً، بأن تجري السلطات تحقيقاً جديداً حول هجمات الهاكرز المذكورة.
ومن المعروف أن روسيا دحضت مرات عدّة وعلى مختلف المستويات كل هذه المزاعم ونفت وجود أيّ تدخل روسي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وردّاً على تصريحات هيلاري كلينتون حول التدخل الروسي المزعوم في الحملة الانتخابية، قال دميتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي إن هذه الاتهامات «عديمة الأساس».
واشنطن بوست
أصدر البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الإثنين الماضي قائمة تضمّ 78 هجوماً إرهابياً، من بينها الهجوم الذي وقع في سوق لمناسبة أعياد الميلاد في برلين خلال كانون الأول الماضي. ويعتقد الرئيس الأميركي أنها لم تحظَ بالتغطية الإعلامية الملائمة.
ووفقاً لصحيفة «واشتطن بوست» الأميركية التي نشرت القائمة على موقعها على الإنترنت، توضح القائمة المدينة، والشهر، والسنة، والهدف والمهاجم بالنسبة إلى الحوادث التى تضمنتها.
وإضافة إلى هجوم برلين، تضمّ القائمة أيضاً هجمات بارزة مثل الهجوم الذي وقع في نيس في تموز الماضي، وإطلاق النار في ملهى «بلس» في أورلاندو في فلوريدا في حزيران الماضي، وإطلاق النار في سان بيرنادينو في كاليفورنيا في كانون الأول 2015، والهجمات التي وقعت في باريس في تشرين الثاني عام 2015. وتغطّي القائمة فترة 28 شهراً من أيلول 2014 إلى كانون أول 2016.
وكان ترامب قد قال الاثنين الماضي إن الهجمات الإرهابية لم تحظَ بالتغطية الإعلامية التي تستحقها.
وقال: لقد رأيتم ما حدث في باريس ونيس، وفي جميع أنحاء أوروبا، الصحافة غير الصادقة لا تريد تغطية هذه الأحداث. فهي لديها أسباب وأنتم تدركون ذلك.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المتحدّث بِاسم البيت الأبيض شون سبنسر لاحقاً القول إن الرئيس يعتقد أنه لم يتم تغطية الهجمات بصورة ملائمة. ولم تتم تغطيتها.
وقالت صحيفة «ذا هيل» إن المسؤولين قدّموا قائمة الهجمات للصحافيين بعد ساعات من تصريحات ترامب.
إيزفستيا
أشارت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى أن واشنطن تنوي النظر بصورة جديدة إلى الحرب ضدّ الإرهاب في سورية، والتفكير بالتعاون مع روسيا.
وجاء في المقال: نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مصادر لها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض خطة دعم الكرد، التي وضعتها إدارة باراك أوباما من أجل تحرير الرقة، التي تعدُّ عاصمة تنظيم «داعش».
ويتنبأ المحللون بأن خطة ترامب لتحرير معقل الإرهابيين، لا تعتمد على اقتحام المدينة، بل على حصار المسلحين بسيناريو شبيه بسيناريو تحرير الجيش السوري بدعم من روسيا الجزء الشرقي من مدينة حلب.
إن رفض ترامب الالتزام بخطة أوباما في عملية تحرير الرقة يعود إلى أن واشنطن تنوي إجراء مراجعة لعملية مكافحة الإرهاب في سورية، والتفكير في آفاق التعاون مع روسيا. ويعتقد الخبراء أن إحدى الطرق المحتملة هي فرض طوق حول الرقة.
يقول الخبير العسكري فلاديمير يفسييف للصحيفة إن الحديث يدور هنا عن إعادة النظر في مقاربات الولايات المتحدة في عملية مكافحة الإرهاب في سورية. ولعل الإرث، الذي تركته إدارة أوباما في هذا المجال، في حال ليس هو الأحسن. وإذا كان الحديث يدور عن قرار ترامب في شأن الرقة، فإن خلف هذا، يكمن غياب الفهم العميق وغير الكافي للرئيس الذي سبقه. إذ إن الكرد منذ البداية لم يكونوا ينوون السيطرة على هذه المدينة، وهم لم يكونوا بحاجة إليها، لأن اهتمامهم ينصبّ على الأراضي الشمالية.
كما أشار الخبير العسكري إلى أن إقامة مزيد من التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة قد يكون خطوة مهمة في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الغارات الجوية المشتركة ضد مواقع المسلحين، وكذلك إنشاء مركز تخطيط للعمليات. وهذا الأمر يفسح المجال مستقبلاً أمام قوات الكرد والقوات الحكومية السورية لمحاصرة الرقة وقطع طرق الإمداد عن المسلحين وإنهاكهم.
بعد هذا، سيكون من الممكن بدء البحث عن الخيارات، التي من شأنها إحكام السيطرة على الرقة من دون تنفيذ عملية عسكرية في داخلها، كما حدث في شرق حلب. وفضلاً عن ذلك، يجب على ترامب إيجاد حلّ وسط مع تركيا، لأن ممارسة سياسة دعم الكرد والحفاظ على مستوى العلاقات، الذي كان قائماً مع أنقرة، سوف يكون مستحيلاً.
يقول إيغور موروزوف، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي في حديث إلى الصحيفة، أن المجلس ينتظر من الرئيس الأميركي خطوات عملية لتعزيز التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في محاربة الإرهاب في سورية.
ويضيف أنّ ترامب أخذ فاصلاً زمنياً من أجل دراسة الوضع. وهو لا يريد أن تستمر الحملة، التي هي بالفعل مكلفة جداً للأميركيين.
وأعرب السيناتور موروزوف عن اعتقاده بأنّ الرئيس الأميركي قد اتخذ هذا القرار بعد التشاور مع وزير دفاعه، الذي يعدُّ واحداً من أكبر المتخصّصين في إدارة الحرب في الشرق الأوسط. ونحن الآن ننتظر ريثما تصبح الولايات المتحدة، على استعداد للتفاوض مع وزارة الدفاع الروسية من أجل تنسيق العمل المشترك، كما قال موروزوف.
الجدير ذكره أن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية كانت قد كتبت في وقت سابق أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفض خطة الرئيس السابق باراك أوباما حول كيفية تطهير الرقة من إرهابيي «داعش». كما ذكرت الصحيفة أنه بموجب هذه الخطة يجب على الكرد، الذين يشنّون هجوماً برّياً ضدّ إرهابيي «داعش» في الرقة، اجتياز تدريبات وتحضيرات عسكرية، بما يتضمّن التدرب على استخدام الأسلحة الحديثة وحرب الشوارع في المدن.
إندبندنت
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً لدينيس ماكشاين وزيرة الشؤون الأوروبية السابقة في الحكومة البريطانية بعنوان «مارين لوبان ليست نسخة فرنسية من دونالد ترامب، لكنها أقرب إلى هيلاري كلينتون».
تقول ماكشاين إن حظوظ المرشحة الرئاسية مارين لوبان زعيمة الحزب الجبهة الوطنية المتشدد كبيرة في بلوغ الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.
وتعلّق على صورة نشرت لها وأثارت جدلاً كبيراً خلال أحد خطاباتها في الحملة الدعائية وهي ترفع يدها اليمني على غرار التحية النازية الشهيرة لتؤكد أنها تعبّر عن سوء حظّ المرشحة فقد اختار المصور اللحظة الخاطئة لالتقاط الصورة.
وتضيف ماكشاين أن لوبان قومية متشدّدة فعلاً، وتشعر بالغضب من الاوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في أوروبا وفي فرنسا خصوصاً، لكن لا يمكن اتهامها بأنها تتبنّى سياسة فاشية. مضيفة أن لوبان شخصية متشدّدة قضت حياتها في مقاومة الهجرة وأوروبا والمسلمين.
وتتوقع ماكشاين أن لوبان لن تصبح رئيسة فرنسا لأنها تتقاسم صفات كثيرة مع هيلاري كلينتون. فقد قضت سنوات عدّة على الساحة السياسية الفرنسية، ولا تملك تلك الجاذبية السياسية التي تدفع الناخبين إلى الخروج والتصويت لها، إلا بالطبع الناخبين من أنصار حزبها.
وتؤكد ماكشاين أن الطريقة الوحيدة التي تسمح للوبان بالفوز في الانتخابات، تعتمد على مرشّحي اليسار باختلاف أطيافه وخروجهم من السباق الرئاسي مبكراً بحيث يتّجه أنصار اليسار إلى التصويت لمصلحتها في جولة الإعادة.