تنسيق خليجي أميركي أم انه تمسيح جوخ مع الرئيس الجديد؟
مهند فائز نصرة
الحقيقة التي يشاركني قساوتها كثيرون أنّ تصريحات الوزير السعودي خالد الفالح كانت صادمة ومثيرة للدهشة وربما للإشمئزاز، حين أفتى بأنّ الولايات المتحدة الأميركية على حق بما تفعل بمنعها مواطني سبع دول إسلاميه دخول الأراضي الأميركية وفق ما صرّح لقناة «بي بي سي» بحجة انّ الولايات المتحدة من حقها حماية مواطنيها وأمنها القومي وتحت شعار أنّ القرار قرار سيادي
أما الصوت الآخر فجاء من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان حين قال في تصريح له «إنّ معظم المسلمين والدول الإسلامية لا يشملها الخطر معتبراً أنّ الدول المعنيه التي يقصدها ترامب تواجه تحديات وعليها أن تتجاوزها وأنّ قرار الولايات المتحده كان قراراً سيادياً مؤكداً أنّ هناك محاولات لإعطاء انطباع سلبي للقانون وبأنه موجه ضدّ منطقه بعينها
ولكن السؤال هنا إذا كان القرار «سيادياً» كما ادّعى الوزير الإماراتي فلماذا لم ترحب به الدول الغربية الحليفة له في الاتحاد الأوربي…؟ ولماذا ولأول مرة تمّ جمع قرابه مليوني توقيع من مواطنين بريطانيين ممّن يعارضون زيارة ترامب للمملكة المتحدة..؟ فحسب تقارير إعلامية وإحصائية يمكن أن يصل هذا العدد إلى عشرة ملايين توقيع خلال الأيام القليلة القادمة والإنطباع هنا يعطي نقمة أو شبه نقمة على سياسة ترامب العنصرية ضمن دول ليست بإسلامية حتى بينما يخرج وزاراء «مسلمون» ليدافعوا عن هذه السياسات !
السؤال أيضاً لماذا انبرى الفالح السعودي وزير النفط بالنيابة عن وزير الخارجية لينصّب نفسه محامياً عاماً عن ترامب، متناسياً أو متجاهلاً أنّ التفجيرات الإرهابية في نيويورك التي قتلت الأميركيين لم ينفذها مواطنو الدول السبع الممنوعون من دخول أميركا، إنما هم بمعظمهم سعوديو الجنسية والأصل والتمويل، وأصحاب مذهب وهابي تخرجوا من جوامع الفكر المتطرف في المملكة السعوديا…
ترامب المثير للجدل يخطط حالياً لنقل سفارة الكيان الصهيوني إلى القدس بعد أن أصدر عقابه الجماعي ضدّ المسلمين متحدّياً كلّ من خرجوا بوجهه وتظاهروا ضدّه… أليس هذا هو الإرهاب الحقيقي ضدّ المواطنين والمسلمين والعرب…؟
بعد صدور قانون «جاستا» في الكونغرس الأميركي الذي يسمح لأهالي ضحايا اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر بتقديم الشكاوى ضدّ السعودية والحصول بالتالي على تعويضات ضخمة السعودية، ندّدت وشجبت السعودية القانون وطالبت الدول الإسلامية بالتعاطف والتحالف معها فلماذا اليوم لا تتعاطف السعودية مع الدول السبع التي مُنع مواطنوها من دخول الولايات المتحدة الأميركية، وخاصة أنّ من بين الدول السبع دولة السودان التي هي حالياً ضمن الحلف العربي الذي يقصف اليمن يومياً..!
صدرت مؤخرا من الاتحاد الأوروبي على لسان رئيسته تصريحات نارية وصفت ترامب بالخطر الإرهابي على أوروبا، والرئيس الفرنسي هولاند اتخذ موقفاً مشابهاً أيضاً وميركل الألمانية اتخذت موقفاً قوياً وأدانت هذه السياسات العنصرية الخطيرة، وحتى رئيسة الوزارء البريطانيه تيريزا ماي خرجت عن صمتها ووصفت هذا القانون بأنه «خطأ ويزرع الشقاق»
في هذا المقال لا نريد القول بأنّ من نفذ التفجيرات ليس مسلماً وليس صاحب ايدولوجية اسلامية.. ولكن هل على كلّ الدول الإسلامية والعربية منع البريطانيين مثلاً دخول أراضيها إذا كان أحد البريطانيين قد فجر نفسه في احدى شوارعها او شارك في عمليه إرهابية..؟
وما يغيظ ويثير الغضب لماذا انبرى الوزيران السعودي والاماراتي للدفاع عن ترامب وقراراته، في حين أنّ معظم الأوروبيين «الغير مسلمين» ادانوه بشدة..!! وهل وصلت التبعية الخليجية للسياسة الاميركية إلى هذا الحدّ من التبعية.. ام انه غزل خليجي لترامب بعد أن هاجموه بقوة وموّلوا كلينتون ضدّه خلال الحملة الانتخابية…؟