لبنان بيئة ولاّدة وحاضنة لـ«داعش» وأخواتها!
د. نسيب حطيط
يكرّر بعض السياسيين نفي وجود بيئة حاضنة للإرهاب من داعش والنصرة وأخواتهما، خصوصاً قوى 14 آذار التي تنفي وجود القاعدة وأبنائها، واستنكرت تصريحات وزير الدفاع عندما أبلغ مجلس الوزراء بذلك وللبيان والحقيقة وللتهيّؤ لمعالجة الخطر الداهم على لبنان لا بد من تذكير البعض بالحوادث الإرهابية في لبنان منذ عام 2000 حتى الآن:
ألم تك مجموعات أبو عائشة في الضنية عام 2000 التي تضم بين أفرادها عناصر تكفيرية من القاعدة… خلايا إرهابية!؟
أحداث مخيم نهر البارد التي خاضتها فتح الإسلام وذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من الجيش وتوجت باغتيال اللواء فرنسوا الحاج… أليست إرهابية؟.
اغتيال القضاة الأربعة في محكمة صيدا عقاباً لهم على محاكمة المتشددين الإسلاميين من عصبة الأنصار وغيرها… ألم تكن إرهابا؟.
اغتيال الشيخ نزار الحلبي رئيس جمعية المشاريع الخيرية الأحباش لاتهامه بالكفر وعقابه بالموت… أليس إرهاباً؟.
اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتبني أبو عدس التكفيري العملية ومن ثم اعتراف مجموعة الـ13 وحتى الآن لا يريد فريق 14 آذار التصديق بذلك مع أنهم تراجعوا عن اتهام سورية وزار الرئيس سعد الحريري بعدها دمشق ثم اتهام حزب الله زوراً… ألم تكن عملية إرهابية؟.
ضرب القوات الدولية على طريق الساحل وتبني مجموعات عبدالله عزام التكفيرية والناطق باسمها زريقات من طريق الجديدة… أليست إرهاباً؟.
حركة الشيخ أحمد الأسير في صيدا وتصنيعه للانتحاريين الذين فجروا السفارة الإيرانية والمستشارية ألم يكونوا إرهابيين؟.
تفجيرات الضاحية الجنوبية والهرمل والتي قام بمعظمها إنتحاريون لبنانيون من الشمال وعرسال وبعض المخيمات أليست إرهاباً؟.
ذبح العسكريين اللبنانيين على يد ذباح من آل الميقاتي في الشمال أليس عملاً إرهابياً؟
انتشار الخلايا بين النازحين السوريين في القرى والمدن اللبنانية مع الأحزمة الناسفة والعبوات والأسلحة كجزء من شبكة داعش والنصرة للقيام بانقلاب واسع لنشر الفوضى والتخريب والقتل والاغتصاب… أليست أعمالاً إرهابية؟.
احتضان ومشاركة بعض أهالي عرسال وطرابلس والشمال وبعض المخيمات وتوفير كل مستلزمات الاستشفاء والذخائر بما فيها باخرة لطف الله وأخواتها، إضافة إلى كل أنواع الإمداد الميداني المغطى من قوى 14 آذار خصوصاً المستقبل أليست بنية ولاّدة وحاضنة؟
تقييد الجيش والأجهزة الأمنية ومنعها من اعتقال المجموعات الإرهابية وكذلك فتح الحدود لإغراق لبنان بالنازحين السوريين تحت شعارات إنسانية ظاهرياً وفي الباطن محاولة قلب الديمغرافيا اللبنانية عبر سورنة الأرض والوظائف والتجارة والأمن بالتعاون مع بعض القوى الفلسطينية لحصار المقاومة وخلق توازن عسكري معها ثم الانقلاب عليها وفق المخطط الأميركي الصهيوني- العربي استكمالاً لما بدأته «إسرائيل» في حرب تموز 2006 ومع ذلك يقولون لا بنية حاضنة لداعش… الظاهر أنهم يقصدون وجود بنية ولاّدة ومنتجة للإرهاب.
الشعارات التي صدحت تأييداً لداعش والأسير في مسجد التقوى في طرابلس… أليست أدوات لإنتاج داعشيين جدد؟
الانتشار السوري النازحين في قرى كسروان وجبيل والمناطق المسيحية خصوصاً في فصل الشتاء المقبل حيث تكون القرى شبه فارغة من سكانها إلا العجائز والعمال السوريين… فهل تنبه الناكرون لوجود داعش عن إمكانية سيطرة هذه الجماعة التكفيرية على جبل لبنان ووصله بالبقاع الأوسط وزحلة وصولاً للزبداني تكراراً لما جرى في الموصل والقرى الكردية على الحدود التركية.
فماذا سيفعل هؤلاء وهم يحاصرون الجيش ويتهمه نوابهم بالبلطجة والانحياز واستخباراته بالشبيحة ويبرروا للتكفيريين خطف وذبح العسكريين ويلقون باللوم على حزب الله الذي تدخل في سورية لمحاصرة جحافل التكفيريين من الوصول إلى لبنان، بعدما أعلن برهان غليون العلماني أن الثورة السورية ستواصل زحفها إلى لبنان بعد إسقاط النظام السوري للقضاء على المقاومة خدمة للمشروع «الإسرائيلي» ولم تك المقاومة قد تدخلت بعد في سورية بل كانت تدعو للحوار والحل السياسي.
لبنان أم ولاّدة للتكفيريين تنجب التوائم وتستعمل اللقاح الاصطناعي لإنجاب أطفال الأنابيب التكفيريين الذين يكبرون في أرحام قوى 14 آذار التي ما زالت تحتضنهم منذ أربعة أعوام وما زالت ولن تستفيق إلا ودواعشها الذين حضنتهم يدخلون بيوتها ويسبون نسائها كما حصل في سورية والعراق عندما انقلب داعش على حلفائه من النصرة والجيش الحر والبعث العراقي وعشيرة الشعيطات وقتلت أكثر من 700 رجل منها وطردتها من قراها.
لقد حان وقت التوقف عن الكذب والتضليل والمكابرة… فإما أن يستيقظ الجميع ويتجاوزوا الخلافات الثانوية حول الانتخابات والرئاسة والسلسلة وتوقيع المراسيم ويتحدوا الآن لمواجهة داعش وأخواته وإلا فانتظروا أن تصبحوا مواطنين عبيداً في دولة داعش التي ضمت لبنان إلى خريطتها السوداء.
تناولوا حبوب منع الحمل السياسي المخادع للتوقف عن إنجاب «الدواعش» قبل أن يتغلب عليكم أولاد جهاد النكاح اللقطاء من دول العالم ويقضوا على الجميع…
سياسي لبناني