الأسد لوفد برلماني روسي: الأوضاع في سورية تسير في المنحى الذي نرغب
أكّد الرئيس السوري بشار الأسد المضيّ في مسيرة المصالحات الوطنية في بلاده، مضيفاً أنّ الأوضاع تسير في المنحى الذي ترغب به كلّ من سورية وروسيا.
وجاءت تصريحات الرئيس السوري خلال استقباله أمس، وفداً برلمانياً روسيّاً برئاسة دميتري سابلين.
وأكّد الأسد خلال اللقاء على أهمية الدور الروسي، سواء في سورية أو على الساحة الدولية «في مواجهة المشاريع الغربية الرّامية إلى الهيمنة على الدول المتمسّكة باستقلالها وسيادتها، والدفاع عن مصالح شعوبها».
ونقلت وكالة «سانا» عن الأسد قوله للنوّاب الروسي: «الأوضاع في سورية تسير بالمنحى الذي ترغب به كلّ من سورية وروسيا»، وتابع أنّ الشعب السوري مصمّم على الدفاع عن بلده والمضيّ في مسيرة المصالحات الوطنيّة لأنّها الطريق الأنجع للسير قُدُماً نحو إنهاء الحرب وإنجاز الحلّ السلمي.
وكان أعضاء الوفد النيابي الروسي الذين وصلوا سورية الاثنين الماضي، قد قالوا لوسائل إعلام روسيّة، إنّ الأسد أكّد لهم خلال اللقاء استعداد الحكومة السورية للحوار مع المعارضة، ولا سيّما المعارضة المسلّحة، على الرغم من أنّه رفض التعامل مع أولئك الذين يقيمون في الخارج ويدّعون بأنّهم يمثّلون الشعب السوري.
وحسب وكالة «سانا»، فقد تناول اللقاء آخر مستجدّات الأوضاع في سورية والعلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية تعزيزها، وخصوصاً في مجال الحرب على الإرهاب وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب في سورية.
على صعيدٍ آخر، أكّد دبلوماسي روسي رفيع المستوى، أنّه ما زالت هناك نقاط اختلاف كثيرة في مواقف موسكو وأنقرة من الأزمة السورية، لكنّه شدّد على أنّ الجانب الروسي ينطلق من أنّ الأتراك لا يقيمون «منطقة عازلة».
وجاء ذلك بعد أن أعلنت الرئاسة التركية أنّها تولي الأولويّة لإقامة منطقة «آمنة» شمال سورية، ستمتدّ من جرابلس إلى إعزاز.
وفي هذا السِّياق، أقرّ ألكسندر بوتسان خارتشينكو مدير القسم الرابع للشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية، أنّ أنقرة تسعى لتحقيق أهداف خاصة بها في شمال سورية، بالإضافة إلى محاربة «داعش».
وأوضح قائلاً: «نعم، نحارب «داعش» و«النصرة» معاً. وطبعاً، من غير الصحيح أن ننفي وجود أهداف خاصة بالأتراك في سورية، ترتبط بتفهّمهم للوضع». وأضاف: «في الوقت الراهن، إنّهم لا يعملون على إقامة منطقة عازلة في شمال سورية، حسب تفهّمنا».
كما قال بوتسان خارتشينكو، إنّ موضوع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه أو رحيله، لا يمثّل عائقاً أمام تعزيز التعاون الروسي التركي في سورية، بحسب تعبيره.
وتابع الدبلوماسي قائلاً: «لا ننسى الخلافات، لكن من المهم أن نناقشها. ويجب علينا الاعتماد على النقاط المشتركة بيننا في الوقت الراهن». وأضاف أنّ موقف موسكو من عملية «درع الفرات» التي يقودها الجيش التركي في شمال سورية، لم يتغيّر، وهو يكمن في تأكيد ضرورة إجراء أيّ عمليات قتاليّة نشطة في أراضي دولة أخرى بموافقة حكومة هذه الدولة فقط.
وتابع: «آمل في أن يعدّل الجانب التركي مواقفه مع تطوّر تعاوننا في الشؤون السورية».
وشدّد قائلاً: «في هذا السياق، لا مجال لأيّ نقاش، ولا سيّما لأنّنا والأتراك نقول بوضوح إنّ الحديث يجب أن يدور حول الحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها»
وأضاف أنّ موقف موسكو لا يتغيّر في ما يخصّ ضرورة إشراك أكراد سورية في عملية التسوية السوريّة، وتابع أنّ موقف أنقرة في هذا الموضوع أيضاً يبقى ثابتاً، لكن هناك حواراً جارياً حول الموضوع بين الطرفين. وأضاف أنّ موسكو ترفض تصنيف حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية كمنّظمتين إرهابيّتين.
ميدانياً، قال المتحدّث بِاسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنّ «القوات المدعومة من تركيا دخلت مدينة الباب السورية».
وأضاف المتحدّث: «يجري التنسيق مع روسيا لتجنّب المواجهة مع قوات الجيش السوري في محيط الباب، كما أنّ تركيا قدّمت مقترحاً لطرد «داعش» من مدينة الرقة، وهو قيد الدرس».
لكن رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم قال أمس، إنّ «قوات سوريّة مدعومة من أنقرة سيطرت على الأحياء الخارجيّة لمدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في شمال سورية»، ولم يشر إلى أنّها دخلت المدينة. وأضاف في مؤتمر صحافي بأنقرة: «مدينة الباب محاصرة حالياً من كلّ الجهات، وتمّت السيطرة على أحيائها الخارجية».
يأتي ذلك في وقت حرّر الجيش السوري أمس، قرية بيرة الباب جنوب بلدة أبو طلطل الفاصلة عن مدينة الباب.
وكان الجيش قد حرّر الثلاثاء تلّة الحوارة وسط بحيرة الجبول في ريف حلب الشرقي، لتصبح البحيرة وبكاملها تحت سيطرة الجيش السوري.
ويقترب الجيش السوري باتجاه مدينة الباب شرقي حلب، وأصبح على مسافة أقلّ من 2 كم عن فرض حصار على مسلّحي «داعش» في المدينة، في وقت يحاول التنظيم قطع طريق خناصر حلب الاستراتيجي، لكن الجيش يتصدّى ويؤكّد أنّ الطريق سالك ولم يتأثّر بالاشتباكات.
وأعلن الجيش التركي عن مقتل 4 من جنوده وإصابة 21 آخرين، بينهم مسلّحين سوريّين من قوات درع الفرات المدعومين من تركيا في اشتباكات مع مسلّحي تنظيم «داعش» على أطراف مدينة الباب، وتمّ نقل الجنود المصابين إلى مستشفى بمدينة غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا.
وبموازاة الحملة، يواصل الجيش التركي قصف المناطق التي يتواجد فيها مقاتلون أكراد في سورية، معتبراً أنّ وحدات حماية الشعب الكرديّة هناك لها صِلة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابيّة أيضاً، والذي ينشط في ولايات ومناطق عدّة بجنوب شرقي تركيا.
يُذكر أنّ وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، وبالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي ضدّ «داعش»، بدأت فجر 24 آب العام الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس شمال سورية، أطلقت عليها اسم «درع الفرات»، لتطهير المدينة والمنطقة الحدودية من «المنظمات الإرهابيّة».
ومساء أمس، سقطت قذائف على أحياء مدينة حلب، ما أدّى إلى وقوع شهداء وجرحى.
وتحدّثت مصادر طبيّة في حلب عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى ثلاثة شهداء، وهم امرأتَين ورجل، وأربعين جريحاً حصيلة قذائف الجماعات المسلّحة على حيّ الحمدانية.
واستشهدت امرأة أيضاً بمشروع 3000 شقة نتيجة سقوط قذيفة على منزلها، وأصابت عدداً من المواطنين تمّ نقلهم لمشفى الجامعة والرازي.
من جهته، أعلن مركز حميميم الروسي في بيان له، عن تسجيل 4 خروقات لوقف إطلاق النار في سورية، لكنّه لم يؤكّد وقوع انتهاكات رصدها الجانب التركي في ريفَي إدلب وحمص.