روحاني: سنجعل أميركا تندم على لغة التهديد
أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في كلمة ألقاها لمناسبة الاحتفالات بالذكرى 38 للثورة الإيرانية، أن الإيرانيين سيجعلون الولايات المتحدة تندم على لغة العقوبات.في حين علق علي أكبر ولايتي، المستشار الدبلوماسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، بسخرية على الخطوات الدبلوماسية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. فيما انطلقت صباح أمس في مختلف انحاء ايران، مسيرات مليونية إحياء لذكرى انتصار الثورة. أصدر المشاركون فيها بیانا أكدوا فیه إن الولایات المتحدة لازالت العدو الأول بالنسبة للشعب الإیراني.
وأفادت وكالة «ارنا» أن مسيرات حاشدة شارك فيها كبار المسؤولين الايرانيين، اتجهت الى ميدان آزادي «الحرية». وردد المتظاهرون شعارات تؤكد تمسكهم بأهداف ومبادئ الثورة الاسلامية، داعين الى الوحدة بين المسلمين. كما رددوا هتافات «الموت لترامب»، مؤكدين أن الايراني لا يخشى التهديدات. ويشارك مئات الضيوف الاجانب من عشرات الدول في مسيرات انتصار الثورة الاسلامية.
من جهته، قال روحاني في كلمته أمس، إن إيران تقدمت بشكوى لمحكمة لاهاي، بسبب «الحظر الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية». وأشار إلى أن مشاركة الإيرانيين في إحیاء ذكرى الثورة الإسلامیة، هي استعراض للقوة الوطنیة في شتى أنحاء البلاد. لافتا إلى أن هذه المشاركة هي رسالة واضحة ترد على التصریحات الخاطئة لزعماء البیت الأبیض. وقال: إن الحق النووي هو حق طبيعي لنا. وقد اعترف به كل العالم. مشيرا إلى أن مفاعل «آراك» «سيستأنف عمله بتصميم أفضل. وتوصلنا إلى أحد أكثر أجهزة الطرد المركزي تطورا. وأوضح أن طهران تمكنت من استعادة 1.7 مليار دولار، من الأموال التي جمدتها أميركا في مصارفها.
ولايتي
بدوره وفي مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية وقناة «فرانس-24»، أمس، شدد ولايتي على أن ترامب لم يستطع منع الدول الأوروبية ومنها فرنسا، من تعميق علاقاتها مع إيران.
وذكر المستشار الدبلوماسي للمرشد الإيراني، أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، زار طهران أواخر كانون الثاني الماضي، بمرافقة وفد اقتصادي كبير. وأضاف: «إن السيد ترامب خبير في تصريحات متناقضة، كما لو كان لا يهتم بالحفاظ على أصدقائه». وتابع: يرى أن الاتحاد الأوروبي لا فائدة منه وأنه في حالة كارثية. إنه يقترح على فرنسا وألمانيا أن تحذوا حذو بريطانيا في مغادرة الاتحاد، كي يتفكك. إنه ينتقد «الناتو» ويطلب منه أن يحل نفسه. إنه يهاجم اليابان وألمانيا والصين وأميركا اللاتينية. والمكسيك في المقام الأول. حتى صار من الضرورة بذل جهود كبيرة لإيجاد بلدان لم يختلف ترامب معها.
بيان المسيرات
في السياق، أصدر المشاركون فی مسیرات 22 بهمن ذكرى إنتصار الثورة الإسلامیة، بیانا أكدوا فیه «إن الولایات المتحدة لازالت العدو الأول بالنسبة للشعب الإیراني الثوري والواعي. مثمنین الجهود والإجراءات التي تتخذها المؤسسات والقوى الأمنیة، لتنفیذ توجیهات قائد الثورة الإسلامیة والحیلولة دون السماح للأعداء بالتغلغل والنفوذ داخل النظام وإضعاف الإرادة الوطنیة». وأشاد البیان بدور القوى الأمنیة في تعزیز الأمن فی إیران وسط أوضاع إقلیمیة تسودها الإضطرابات والقلاقل معلناً الإستعداد لمواجهة أي تهدید متوقع من قبل الأعداء.
وأكد البيان «أن شعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الغيور يؤكد أن أمن ايران الإسلامية غير قابل للتفاوض. وأن الإقتدار الصاروخي دليل على قوة الردع وضمان للأمن القومي. وأن المجال الدفاعي خط أحمر. وإستمرار عملية تطوير القدرات الدفاعية والصاروخية يعتبر حقاً للشعب الإيراني، تكفله القوانين الدولية. وأن اي تدخل خارجي في هذا المجال يعد إنتهاكا للقوانين الدولية وليس من صلاحية أي دولة أو مؤسسة».
واعرب البيان عن سخط الشعب الإيراني واستنكاره لعدم وفاء الولایات المتحدة بوعودها وإنتهاكها للإتفاق النووي. وكذلك، تندیده بإقرار البیت الأبیض للحظر الجدید وخلق موجة العداء للإسلام ولإیران، بالتعاون مع الأنظمة الرجعیة في المنطقة، داعیا قادة البلاد ونواب مجلس الشورى الإسلامي إلى إتخاذ مواقف حازمة وسبل وقائیة مؤثرة للرد بالمثل على هذه الإجراءات.
وشدد البیان على ضرورة المحافظة على سلامة الأراضي السوریة والیمنیة والعراقیة وسائر بلدان المنطقة. معتبراً إن هذا الأمر سیعزز من الأمن والسلام الدائم مندداً بكل الخطوات التی یتخذها الإستكبار العالمي والتي تصب فی إطار تهدید الأمن الوطني لبلدان المنطقة وإیجاد التوتر وعدم الإستقرار فی هذه البلدان. وأكد دعم الشعب الإیراني لتیار المقاومة الإسلامیة فی المنطقة، مندداً بمواصلة الظلم والتمییز والتضییق والحظر وإحتلال الأراضي والإعتداء على حقوق المسلمین، في شتى أنحاء العالم وخاصة جرائم آل سعود وآل خلیفة فی الیمن والبحرین، بدعم من الولایات المتحدة وبریطانیا والكیان الصهیوني والرجعیة فی المنطقة.
وشدد على أن أهمیة الوحدة والتضامن في الأمة الإسلامیة، معتبراً إن القضیة الفلسطینیة لازالت تمثل القضیة الأولى للعالم الإسلامي. وإن المقاومة هي السبیل الوحید لنیل الشعب الفلسطیني المظلوم حقوقه داعیاً إلى تقدیم كافة المساعدات للشعب الفلسطیني لتحقیق ذلك.