ماذا لو وقعت الحرب بين الولايات المتحدة وإيران؟

حميدي العبدالله

لا يمكن إحداث تغيير جدّي في السياسة الأميركية إزاء إيران من دون وضع تهديدات المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب موضع التنفيذ.

الرئيس الأميركي وصف إيران في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» المؤيدة للكيان الصهيوني بأنها «دولة إرهابية» وإذا كان يقصد ما يقول، فإنّ ذلك يلزمه بمحاربتها كما يحارب تنظيم داعش. ووزير دفاعه هدّد طهران بإجراءات رادعة، كلّ ذلك إذا كان جدياً سيقود إلى اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران. إذا تمّ استثناء لجوء إدارة ترامب إلى استخدام السلاح النووي ضدّ إيران في سابقة هي الأولى في التاريخ بعد امتلاك دول كثيرة غير الولايات المتحدة للسلاح النووي فإنّ حرباً تقليدية ستندلع بين الولايات المتحدة وإيران ستكون ساحاتها العراق والخليج وربما اليمن.

في العراق من المعروف أنّ ثمة قوى سياسية كثيرة مدجّجة بالسلاح سوف تقوم باستهداف القوات الأميركية المنتشرة في العراق، ولن يكون بمقدور الحكومة العراقية منع مثل هذا الاستهداف، وبالتالي فإنّ الولايات المتحدة ستكون أمام خيارات صعبة، إما سحب قواتها من العراق، وإما العودة بقوات كبيرة لخوض مواجهة مفتوحة، ستكون كلفتها باهظة للغاية.

في الخليج ستكون المواجهة الأعنف والأقسى لكلا الطرفين، الآلة الحربية الأميركية سوف تستهدف المنشآت الحيوية الإيرانية سواء عبر الصواريخ بعيدة المدى أو الطيران الحربي، وستتكبّد الولايات المتحدة خسائر كبيرة نظراً لأنه لدى إيران وسائل دفاع جوي متطورة منها إس 300 الذي حصلت عليه مؤخراً من روسيا، إضافة إلى ما أنتجته المصانع الإيرانية على هذا الصعيد.

كما أنّ مواجهة كبرى بين البحرية الإيرانية والبحرية الأميركية ستقع في الخليج، وربما بحر العرب، وتحوز على ميزة تجعلها أكثر تفوّقاً على الحرب الأميركية نظراً لقرب المواجهة من شواطئ إيران، حيث سيكون الإسناد للبحرية الإيرانية كبيراً من قبل أسلحة أخرى مثل الصواريخ ومدفعية الميدان، إضافة إلى ذلك فإنّ القواعد العسكرية الأميركية في قطر ومقرّ الأسطول الأميركي الخامس في البحرين ستكون عرضة لقصف مكثف وستلحق بها خسائر فادحة.

هذه المواجهة غير المسبوقة إذا وقعت سوف تعطل نقل الإمدادات النفطية وسيكون لذلك انعكاسات هائلة على الاقتصاد العالمي ومصالح الشركات الأميركية، وإذا ما انضمّت دول الخليج إلى الحرب إلى جانب الولايات المتحدة فستكون هي الأخرى مستهدفة من قبل القوات الإيرانية، وستترتب على ذلك عواقب وخيمة على دول المنطقة والعالم.

حرب هذه هي تداعياتها، بل قد تمتدّ إلى مواجهة بين حلفاء إيران والكيان الصهيوني، هل من مصلحة أحد إشعال فتيل نارها باستثناء الكيان الصهيوني؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى