باسيل من جبيل: ميزة لبنان بالتساوي والمناصفة

أكد رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل أنه عندما نتحدّث عن استرداد الحقوق لا نريد أن نمسّ بحقوق أحد. نحن حريصون على الصوت المسلم في جبيل، وفي البلد كله أكثر من حرصنا على الصوت المسيحي».

وأشار إلى أن »أحداً لا يستطيع أن يعيّرنا لا بطائفية أو يستطيع المسّ بوطنيتنا، لذلك سقفنا سيبقى عالياً، لأن علوه هو علو كرامتنا التي لا حدود لها».

كلام باسيل جاء خلال مأدبة الغداء التي أقامها منسق قضاء جبيل في التيار الوطني الحر طوني ابي يونس، على شرفه، والوفد المرافق، في ختام زيارته إلى مدينة جبيل في مطعم مالينا في ميناء جبيل.

وأعلن باسيل أن »التيار الوطني الحرّ سينظم الأحد المقبل مؤتمراً للبلديات وأحد أهدافه الأساسية موضوع اللامركزية الإدارية لإعادة إعطاء القدرة للبلديات مالية وقانونية لكي تستطيع إدارة الشأن المحلي».

ودعا رؤساء البلديات للمطالبة بحقوقهم المالية من الخلوي التي تساعد على إيجاد الحلول لموضوع النفايات، وأموال الصندوق البلدي المستقل وغيرها »لكي تستطيعوا القيام بالإنماء في بلداتكم، فنحن كتيار عندما نطالب بقضايا محقة، فهي ليست لنا وحدنا بل للبنانيين كلهم».

وتابع: »من المعيب أن يبقى موضوع الصرف الصحي لمدينة جبيل على ما هو عليه، حيث محطة التكرير انتهى العمل فيها منذ عشر سنوات وحتى اليوم الشبكات غير منتهية. المسؤولية اليوم تقع على الجميع رئيس جمهورية ووزراء ونواب وبلديات في أن نتعاون جميعاً لتحقيق جميع المتطلبات لهذا القضاء».

وتناول باسيل موضوع سد جنة قائلاً: »هذا السد لن يتوقف العمل به. هذا السد يؤمن المياه لجبيل وبيروت، حيث من اصل 38 مليون متر مكعب ثابت يعطي جبيل 8 أمتار و30 لبيروت ومن أصل الـ95 متحركاً يعطي 60 لبيروت، ونحن قادرون من خلال الفائض في المياه أن نبيعها، إذا أردنا، وعلى رؤساء البلديات والأهالي متابعة العمل من أجل توليد الكهرباء من خلال هذا السد، الذي يعتبر قادراً على اعطاء 120 ميغاوات كهرباء، وهذا مشروع استراتيجي لأجيالنا، ولبنان يستأهل أن نعمل من أجله».

وافتتح باسيل مكتب هيئة التيار الوطني في جبيل، وقال «نحن في مرحلة مصيرية، لأن لدينا فرصة استثنائية لن تتكرّر كل يوم، جمع كل نقاط القوة لبناء الخير. نحن لا نريد أن نؤذي أحداً، نريد أن نعيش بسلام بمجتمع ووطن، ولسنا أصحاب مشروع آخر. هذا السلام سنعيشه داخل التيار ومجتمعنا، وليس لدينا خيارات أخرى، ولم نتربَّ على إلغاء أحد. ومن أجل سلامة القضية والمشروع، يجب أن نقوى، وعدم السماح للطفيليين إضعاف قوتنا»، معتبراً أن «أهمية رئاسة الجمهورية اليوم، أنها رجعت مركز القوة والاستقطاب للتوازن وتصحيح الخلل».

وشارك باسيل، خلال زيارته إلى مدينة جبيل اليوم، في القداس الذي ترأسه راعي الأبرشية المطران ميشال عون، في كاتدرائية مار يوحنا مرقس، بحضور النواب سيمون أبي رميا، وليد الخوري وعباس هاشم، النائب السابق شامل موزايا.

ورأى وزير الخارجية والمغتربين من قاعة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في جمعية المبرات الخيرية في جبيل في إطار زيارته المدينة، أن «ميزة تنوّع لبنان هي التساوي والمناصفة في الحكم والشراكة الوطنية، وهذا شيء يتكرّس في قانون الانتخاب، وإذا كنا حريصين على بعضنا فحرصنا على المسيحي في رميش وشدرا والقاع، هو الحرص نفسه على المسلم في جبيل، وبهذا المفهوم لا يستطيع المواطن في رميش أو شدرا أو القاع أن يشعر أن صوته مهمّش وليس له قيمة، ولا يستطيع المواطن كذلك في جبيل أو لاسا أن يشعر أن صوته مهمّش وليس له قيمة. وإذا كان المسيحيون في جبيل مقسومين بين تيارين سياسيين وللشيعي أو للمسلم قوة الفصل بينهما فليكن، هذا حقه، وهذه ليست وصاية سياسية يمارسها بل هذا حق سياسي طبيعي. وإذا كان المسلمون مقسومين في عكار أو بعلبك الهرمل أو في الجنوب والمسيحي له قوة الفصل فليكن وهذا حقه السياسي. ولكن للأسف ليس هذا وضعنا السياسي في البلد، ففي واقعنا السياسي توجد تكتلات وهناك عاملان علينا النظر اليهما في قانون الانتخاب: انتشار مسيحي على كل الأرض اللبنانية وتواجد مع الجميع، والذي ليس هو ذاته بالنسبة للطوائف الأخرى، وهذا ما يجب أن يكافأ عليه المسيحيون لا ان يعاقبوا لأنهم مصرّون على عيشهم مع الطوائف كلها وفي المناطق كلها. إضافة إلى عامل آخر هو وجود تكتلات طائفية طاغية وتنوع سياسي مسيحي أكبر، مما يجعل هذا التنوع السياسي الذي يمارسه هذا المكوّن المسيحي في البلد عليه أن يدفع ثمنه في قانون الانتخاب، وإلا فنحن نقول له اذهب وشكل كتلة واحدة وتماثل بغيرك، وعندما يتوافق التيار والقوات يقولون إنهما شكلا ثنائية ويلغيان الآخرين. الحل يكمن في الذهاب إلى تماثل بين كل المكونات اللبنانية، فيولد عندنا الشعور بأنه أينما وجدنا لدينا فاعلية الصوت نفسه. مشكلتنا اليوم أننا لا نستطيع أن نحسم الخيار: أو طائفي أو وطني».

وختم: »ميزة »التيار الوطني الحر» أنه يستطيع محاكاة المفهومين ولا يستطيع أحد أن يلعبه على المفهومين بقانون واحد. الآن حان وقت الخيار وأي نظام نريد أن نعيش ضمنه بين بعضنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى