فتحعلي: ستبقى السَّنَد الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين
نظّمت ممثّلية جمعية «الهلال الأحمر الإيراني في لبنان» مهرجاناً حاشداً بالعيد الوطني، رعاه السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، في مركز جابر الثقافي في النبطية، وحضره نوّاب وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية والعسكرية وفاعليات.
وبعد كلمة ترحيبيّة وتعريف من الشاعر علي عباس، ألقى ممثّل «جمعية الهلال الأحمر الإيراني» في لبنان، مدير عام مستشفى الشيخ راغب حرب الدكتور جواد فلاح، كلمة أعلن فيها أنّ «مستشفى الشيخ راغب حرب يشكّل أحد المصاديق المعبّرة عن ثقافة العطاء من شعب الثورة المباركة إلى الشعب اللبناني الكريم بكافّة أطيافه وفئاته».
وألقى النائب هاني قبيسي كلمة بِاسم حركة «أمل» حيّا فيها الثورة، مشيراً إلى أنّها «وقفت إلى جانب كلّ الشعوب المضطهدة وأبرز دعم لها على ساحتنا اللبنانية، حيث وقفت إلى جانب المقاومة بوجه العدو الصهيوني، وقفت بكلّ قوة، ما جعل من «إسرائيل» دولة مهزومة ومن لبنان الصغير دولة منتصرة».
وقال: «نحن، وفي 6 شباط 1984، كسرنا القيد «الإسرائيلي» عن لبنان بأن هزمنا «إسرائيل» وألغينا اتفاق 17 أيار وأعدنا لبنان إلى الحضن العربي، بعدما أرادوا نقله إلى العصر «الإسرائيلي»، وبفضل 6 شباط انتصرت المقاومة في الجنوب على العدو الصهيوني».
ثمّ كانت كلمة النائب رعد بِاسم حزب الله، فأكّد أنّ «إيران لم تعنِ الشعب الإيراني وحده، بل أصبحت تعني كلّ الشعوب المستضعفة والطامحة إلى التحرّر في هذا العالم، ولذلك نحن في تجربتنا في المقاومة الإسلامية في لبنان نشهد بأنّ الجمهورية الإسلامية وقيادتها وشعبها كانوا دائماً يقفون إلى جانبنا، يدعموننا ويساندوننا ويوفّرون لنا كلّ المناخات التي تحقّق لنا الصمود والقدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو «الإسرائيلي»، إلى أن أصبحت المقاومة الإسلامية اليوم الرقم الصعب في المعادلة الإقليمية في المنطقة».
ثمّ كانت كلمة ممثّل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران الشيخ عبد الحسين المعزي، الذي أكّد أنّ «الثورة الإسلامية اليوم في نهاية عقدها الرابع، ما زالت وستبقى أمل الأحرار والمستضعفين الذين يفخرون بقوّة المقاومة البطلة في لبنان، التي هزمت أعتى الجيوش عام 2006 وحفظت لبنان حرّاً سيداً بيد أبنائه، بفضل تلك التضحيات الكبيرة، وهكذا المقاومة الشجاعة في فلسطين التي صمدت وسجّلت أروع الانتصارات والإنجازات ضدّ المحتل الصهيوني».
وختاماً، كانت كلمة السفير فتحعلي، أعلن فيها «أنّنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظلّ القيادة الحكيمة للوليّ القائد الإمام الخامنئي وحكومة الرئيس الدكتور حسن روحاني، ما زلنا على وعد إمامنا الخميني، نعتبر كلّ الشعوب الحرّة، لا سيّما الشعوب العربية والإسلامية في منطقتنا، شريكاً في هذه الإنجازات المباركة التي تحقّقت في إيران، حيث نحمل رسالة المحبة والصداقة لجميع الشعوب من أجل ترسيخ روابط الأخوّة والإنسانية، التي تجمعنا لتحقيق العدالة والاستقلال والحرية والقيم الإنسانية»، وأكّد أنّ إيران «ستبقى السند الداعم للمقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين أمام العدو الصهيوني وأدواته التكفيريّة، وإلى جانب الشعوب المظلومة في اليمن والبحرين وضدّ المؤامرة الدوليّة التي تستهدف سورية في مواقفها وثباتها»، داعين إلى «وقف دعم الإرهابيّين، والعمل على إيجاد حلّ سياسي يوقف نزيف الدم حيث لا حلّ إلّا بالحوار».
لقاء الأحزاب
من جهةٍ أخرى، شارك وفد الأحزاب والشخصيات الوطنيّة والإسلامية في احتفالات الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، والتي جرت في العاصمة طهران وتخلّلها كلمة للرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني في الحشود المليونيّة التي لبّت نداء الخامنئي، للردّ على التهديدات الأميركية.
كما زار الوفد عدداً من المعالم الثقافيّة والتربويّة والسياحية، وأهمّها زيارة كلية الدراسات العالمية في جامعة طهران، وشارك في الاجتماع المخصّص للوفود الأجنبيّة المشاركة في ذكرى انتصار الثورة، والذي أُقيم برعاية رئيس المجمّع العالمي للصحوة الإسلامية ومستشار الإمام الخامنئي علي أكبر ولايتي، حيث كانت للوفد كلمة ألقاها الدكتور زهير الخطيب، وركّز فيها على «أهميّة الثورة الإسلامية في بثّ الأمل لدى شعوب المنطقة من مسلمين وعرب للخروج من عبوديّة الاستعمار حتى تحرير فلسطين، ودحر المؤامرات الصهيو – أميركيّة والقضاء على الإرهاب التكفيري».
وأكّد «أنّ الإنجازات الكبيرة التي حقّقتها الثورة الإسلامية في إيران على الصُّعُد العلمية والثقافية والعسكرية والنووية، تؤكّد أنّها أصبحت قدوة ونموذجاً للشعوب التوّاقة للحرية والعدالة».
«صرخة وطن»
إلى ذلك، هنّأ رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان بمناسبة ذكرى انتصارالثورة، مؤكّداً في برقية إلى السفير فتحعلي، أنّ الثورة «قادرة على ردّ الصاع صاعين للمستكبر الأميركي، كما تمّ إسقاط نظام الشاه الذي لم يستطع الصمود أمام أبناء الثورة المباركة التي أعادت فلسطين القضيّة المركزية بعدما غيّبها العرب في سوق نخاستهم».
واعتبر أنّ إيران «باتت قبلة أحرار العالم والتوّاقين لنصرة الحق على الباطل، وها هي إيران الثورة تستكمل اليوم مع الإمام علي خامنئي مسيرة الحق والنور التي أرساها المؤسّس الإمام الخميني الراحل. وبعدما نصرت المقاومة في فلسطين ولبنان، ها هي الجمهوية الإسلامية تنصر شعبَي العراق وسورية بالمال والسلاح والرجال، وبما ملكت، من أجل سحق الفكر الظلامي الإرهابي المتمثّل بـ«داعش» و«النصرة»، وإلى ما هنالك من بؤر إرهابيّة تستهدف تشويه صورة الإسلام المعتدل الأصيل من خلال ما ترتكبه من فظائع عبر جرائم القتل والذبح والسّبي وأسواق النخاسة. ولولا دور إيران المحوري في التصدّي مبكراً لهذا الإرهاب التكفيري والتيقّظ لما تخطّط له دول الاستكبار من واشنطن إلى لندن والكيان الصهيوني، لكنّا رأينا أبو بكر البغدادي يحكم منطقتنا بإيعاز وتوجيه من واشنطن وتلّ أبيب».
وأكّد أنّ إيران «قادرة على الدفاع عن نفسها بوجه كلّ من تسوّل له نفسه أن يعبث مع الجمهوية الإسلامية العظمى، وهو ما يدفع الكيان الصهيوني إلى التريّث وعدم الإقدام على أيّ مغامرة غير محسوبة النتائج، فباتت إيران قوة الرّدع في وجه الكيان الغاصب ومن خلفه دول الاستكبار قاطبة».