«ها آرتس»: المفاوضات تدخل النفق المظلم
قالت صحيفة «ها آرتس» العبرية إن وزير الخارجية الأميركية جون كيري اعتبر الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» أقدما على خطوات سلبية.
وأفردت الصحيفة مساحةً لتصريح كيري الذي جاء فيه: «إن توقيع فلسطين على المعاهدات الدولية ليس مفيداً، وقد أوضحنا ذلك للفلسطينيين كل الوضوح. لكن «إسرائيل» لم تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين في اليوم المحدد، ومرت ثلاثة أيام، وعندها، وبينما كنا على شفا التوصل إلى صفقة، صادقت «إسرائيل» على بناء 700 وحدة سكنية في المستوطنات، وكانت هذه اللحظة التي فجرت المحادثات».
وأشار كيري إلى أن الخلاف يتركز الآن حول قضايا تتعلق بالخطوات لا بالجوهر، قائلاً: «أنا أؤمن أن هناك طريقاً للوصول إلى نقاش حول الجوهر»«. آملاً أن يجد الطرفان طريقاً للعودة إلى المحادثات.
وأوضح كيري أن الولايات المتحدة تنوي استئناف جهودها من أجل دفع العملية السلمية بين «إسرائيل» والفلسطينيين، لكنه أكد أنّ الجانبين يتحملان مسؤولية اتخاذ القرارات.
وأضاف: «هناك حدّ للوقت الذي يمكن أن نكرّسه أنا والرئيس أوباما لهذا الموضوع، آخذين في الاعتبار التحديات الدولية الأخرى، خصوصاً إذا لم يكن بإمكان الجانبين إظهار جديتهما».
وكان كيري قد اجتمع بأوباما ونائبه جو بايدن في البيت الأبيض، وأطلعهما على أزمة المفاوضات.
وفي المقابل، قال مسؤولون «إسرائيليون» وفقاً للصحيفة العبرية إنه يجب قراءة كل ما قاله كيري بشكل جيد، مضيفين: «لقد أوضح الأميركيون أن تصريحات كيري لا تتهم هذا الطرف أو ذاك».
فيما حاول الناطق بلسان البيت الأبيض تصحيح الانطباع الذي خلّفته تصريحات كيري، وقال في مؤتمر صحافي عقب نشر تصريحات كيري: «إن وزير الخارجية أوضح قيام الجانبين بخطوات زادت من مصاعب التقدّم في المحادثات».
واشارت الصحيفة إلى أنّ السلطة الفلسطينية لم تعقب رسمياً على تصريحات كيري، لكن مصادر «إسرائيلية» رفيعة أخرى قالت لـ«ها آرتس» إن تصريحات وزير الخارجية تمنح دعماً كبيراً للإعلام الفلسطيني على المستوى الدولي.
وأضافت المصادر أن هذه التصريحات ستخفّف من الضغط الذي يمارس على الرئيس الفلسطيني محمود عباس كي يستأنف المفاوضات ويجمّد التوجّه إلى المؤسّسات الدولية. وقال مصدر سياسي فلسطيني: «يفترض بنا الفرح أمام تصريحات كهذه، لكنه يجب ترجمة الأقوال إلى أفعال، وأوباما وكيري لم يفعلا ذلك بعد».
وتضيف الصحيفة: «وسارعت أوساط سياسية «إسرائيلية» إلى التعقيب على تصريحات كيري، إذ قال وزير المالية نفتالي بينت: «إن إسرائيل لن تعتذر أبداً على البناء في القدس، لقد سمعت أنهم وصفوا البناء في القدس بأنه «تفجير».
فيما قالت رئيسة حركة «ميرتس» اليسارية، زهافا جلؤون، إن تصريحات كيري الخطيرة تشكل إثباتاً آخر على أنه لا توجد لدى الائتلاف اليميني المتطرّف وبنيامين نتانياهو وبينت ولبيد، مصلحة في التوصل إلى اتفاق، وإنما تشكيل خطر على المصالح إسرائيل الوجودية».