لافروف: لإيران دور إيجابي بمحاربة الإرهاب.. والجيش السوري يحرّر تادف ويقتل 650 إرهابياً
اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، منع إيران من المشاركة في الحرب ضدّ الإرهاب «غير براغماتي»، داعياً إلى الاعتراف بأنّ حزب الله المدعوم من إيران هو أيضاً يحارب تنظيم «داعش».
وأوضح لافروف في مقابلة مع قناة «إن تي في» الروسيّة بُثت أمس، أنّ «استثناء إيران من المشاركة في التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، لا أساس له»، مضيفاً أنّه إذا كانت هناك شكوك بخصوص إيران أو أيّة دولة أخرى في دعمها للإرهاب، «دعونا ننظر فيها».
وقال وزير الخارجية الروسي، إنّ منع إيران من المشاركة في محاربة الإرهاب أمر غير براغماتي، مشيراً إلى أنّ «الأميركيّين معروفون ببراغماتيّتهم».
كذلك دعا لافروف إلى الاعتراف بأنّ «حزب الله» المدعوم من إيران هو أيضاً يشارك في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال: «نعم، الآن الأمور بين الولايات المتحدة وإيران لا تسير على ما يرام»، مشيراً إلى أنّها ازدادت سوءاً أكثر ممّا كانت عليه الأوضاع في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وأشار لافروف إلى أنّ ترامب يتعامل مع الاتفاق النووي مع إيران بحساسيّة.
وأوضح أنّه إذا كانت أولويّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي محاربة الإرهاب، فإنّ «من الضروري الاعتراف بأنّ الجيش السوري هو من يحارب الإرهاب بالدرجة الأولى بمساندة القوات الجوية الروسية، وكذلك فصائل أخرى تدعمها إيران، بما فيها «حزب الله»، ولذلك سيكون من الضروري تحديد الأولويّات».
وحول مخاوف الكيان الصهيوني من حصول «حزب الله» على أسلحة روسيّة من سورية، قال وزير الخارجية الروسي إنّ روسيا تريد أن تحصل من «إسرائيل» على دليل حول مزاعمها. وأضاف لافروف: «إنّنا نقول في كلّ مرة، نحن نرفض بشكلٍ قاطع انتهاك شروط الاتفاقات التي لا تسمح للبلد المستورد للسلاح الروسي أن يسلّم أسلحتنا لأيّة جهة أخرى من دون موافقتنا».
من جهتها، أكّدت الأمم المتحدة أمس، مشاركتها في الاجتماع المقبل بشأن تسوية الأزمة السورية الذي سيُعقد في العاصمة الكازاخستانية أستانة.
وردّاً على سؤال حول مشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في الاجتماع، قالت المتحدثة الرسمية بِاسمه في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية: «من المقرّر أن تجري مشاركة وفد من الأمم المتحدة على المستوى الفني».
وكانت وزارة الخارجية الكازاخستانية أعلنت، أول أمس السبت، عن توجيه دعوات إلى كلّ من دمشق والمعارضة السورية للمشاركة في اجتماع أستانة الذي يزمع عقده يومي 15 و16 من هذا الشهر.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة، أنّ المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، دُعي للمشاركة في اللقاء إلى جانب وفد عن الأردن، إضافةً إلى وفد عن الولايات المتحدة يُتوقّع أن يشارك في اللقاء بصفة مراقب.
وذكر البيان، أنّ الاجتماع سيجري على مستوى رفيع وفي إطار عملية أستانة الخاصة بحلّ الأزمة السورية.
وبحسب الدول الضامنة لعمليّة أستانة، وهي روسيا وتركيا وإيران، فسيبحث المشاركون في اللقاء مسائل تطبيق نظام وقف الأعمال القتاليّة في سورية والإجراءات الهادفة إلى استقرار الوضع الأمني في بعض مناطق البلاد، إلى جانب خطوات عملية أخرى، بما في ذلك المتعلّقة بالمفاوضات السوريّة السوريّة المرتقبة في جنيف.
وجاء ذلك بعد أن جرى في أستانة، يوم 6 شباط، اجتماع حول سورية شارك فيه ممثّلون عن روسيا وتركيا وإيران والأردن والأمم المتحدة.
وتعليقاً على هذه الفعالية، قالت المتحدّثة بِاسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: «إنّ من أهم نتائج هذه الفعاليّة الإنجاز شبه الكامل للعمل على تسجيل مناطق سورية الخاضعة لسيطرة تنظيمَي «داعش» و«جبهة فتح الشام»، غير الخاضعين لنظام وقف إطلاق النار».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال إنّ هزيمة الإرهاب في سورية تمرّ عبر إيجاد حلّ سياسي شامل للأزمة في البلاد.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي في الرياض، أمس، شدّد غوتيريش على أنّ «غياب الحلول السياسيّة في أزمات كثيرة يُسهم في تغذية الإرهاب».
وأضاف: «لا يمكن هزيمة الإرهاب في سورية من دون حلّ سياسي شامل للأزمة». كما شكر الأمين العام للمنظمة الدوليّة المملكة العربية السعودية «على مساعدتها السوريّين» في تشكيل وفد المعارضة السورية إلى «مؤتمر جنيف- 4».
إلى ذلك، أعلنت «هيئة الرياض» قائمة بأسماء الوفد الموحّد من المعارضة السوريّة للمشاركة في مفاوضات جنيف المزمع إجراؤها في الـ20 من شباط الحالي.
وقرّرت «الهيئة» في ختام اجتماعها الذي جرى يومي 10 و11 شباط في الرياض إنهاء عمل وفد التفاوض السابق، وقامت بتشكيل وفد جديد نصف أعضائه ممثّلين عن القوى العسكرية إضافة إلى ممثّلين عن المكوّنات السياسية في الهيئة العليا للمفاوضات.
كما يضمّ الوفد ممثّلين عن منصّتي القاهرة وموسكو، حيث تمّ انتخاب نصر الحريري رئيساً للوفد المفاوض، وأليس مفرج نائبة للرئيس، ومحمد صبرا كبيراً للمفاوضين.
على صعيدٍ آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ القوات التركيّة أصبحت في وسط مدينة الباب السورية. وأكّد أنّ مدينة الباب باتت محاصَرة من جميع الجهات من قِبل القوات التركية وما سمّاه بـ«الجيش الحر»، اللذين قال إنّهما وصلا إلى مركز المدينة للسيطرة على المستشفى فيه، معتبراً أنّها «الجزء الأهم من هذه العملية».
وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحافي بإسطنبول أمس، قُبيل جولته الخليجية، إنّه «بعد مدينة الباب ستتوجّه القوات التركيّة إلى مدينتي منبج والرقة شمال سورية، وفق ما قال. ورأى أنّه «لا يمكن إقامة منطقة آمنة في سورية من دون إعلان منطقة حظر جوي»، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، قال وزير خارجيّة آل سعود عادل الجبير، إنّ بلاده لم تقدّم دعماً عسكريّاً أحاديّاً للمعارضة السورية، إنّما مساعدات ضمن التحالف الدولي. كما جاء في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الرياض، وأعرب خلاله عن تقديره دور الأمم المتحدة بما تقدّمه من مساعدات إنسانيّة، لافتاً إلى أنّ المباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة كانت إيجابيّة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ الجيش السوري مدعوماً من القوات الجويّة الروسية حرّر منطقة تادف شمال شرقي حلب على مشارف مدينة الباب.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى سيطرة الجيش السوريّ بنحو تامّ على الطريق بين مدينتَي الباب والرقة، أبرز طرق إمداد «داعش» في الباب، كذلك أشارت إلى وصول القوات السورية إلى الخط الفاصل مع الجيش الحرّ المتّفق عليه مع تركيا.
وأوضحت: «قامت القوات الحكوميّة خلال الأعمال القتالية في منطقة بلدة تادف، بقتل 650 إرهابياً وتدمير دبابتين و4 مدرّعات مشاة قتالية، و18 عربة رباعية الدفع مركّبة عليها أسلحة ثقيلة، و7 قاذفات قنابل و6 سيارات مفخّخة».
وكان الجيش السوريّ وحلفاؤه وصلوا إلى مشارف مدينة الباب شمال سورية، وفق مصدر مطّلع، وباتوا على بعد مئات الأمتار من المدينة.
ولفتَ المصدر إلى أنّ هذا التقدّم جاء بعد تحرير قرية أبو طلطل وكسر الخطوط الدفاعية لبلدة تادف جنوب الباب، التي تُعدّ المعقل الأكبر لتنظيم «داعش» في ريف حلب.
وفي مدينة درعا جنوب سورية، تحدّثت وكالة سانا عن وقوع أضرار مادية بالممتلكات العامّة والخاصة جرّاء سقوط قذائف صاروخية أطلقها عناصر «جبهة النصرة» على أحياء سكنيّة في مدينة درعا.
وذكرت أنّ مسلّحين قصفوا صباح أمس الأحياء السكنيّة في مدينة درعا بعشرات القذائف الصاروخية، ما أدّى إلى «وقوع أضرار ماديّة بالمنازل والممتلكات العامّة والخاصة».