العبادي: العراق لن يكون طرفاً في صراع إقليميّ أو دوليّ

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إنّ العراق لا يريد أن يكون طرفاً في أيّ صراع إقليمي أو دولي.

تأتي تصريحات العبادي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي، حيث تطرّقت المكالمة إلى التوتّر مع إيران.

وقال العبادي للتلفزيون الرسمي: «العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه، ولا يريد أن يكون طرفاً في صراع إقليمي أو دولي يؤدّي إلى كوارث على المنطقة والعراق».

على صعيدٍ آخر، وعلى خلفيّة تظاهر الآلاف من أنصار زعيم التيّار الصدري، مقتدى الصدر، وسط العاصمة بغداد لليوم الثاني على التوالي للمطالبة بإلغاء مفوّضية الانتخابات ومكافحة الفساد، أكّد العبادي في بيان نشره مكتبه الإعلامي، على حقّ التظاهر السِّلمي والحرص على حماية المتظاهرين وسلامة وأمن المواطنين والحفاظ على الأملاك العامّة والخاصة، كما دعا إلى الالتزام بالقانون والنظام العام في الوقت الذي تخوض فيه القوات العراقية المعارك مع «عصابات داعش الإرهابية».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، استشهاد 5 محتجّين على الأقل وإصابة 174 آخرين في الاشتباكات مع قوّات الأمن العراقيّة التي وقعت السبت في وسط بغداد.

وكانت الشرطة العراقية أفادت، في وقت سابق، باستشهاد 7 أشخاص بينهم شرطي وإصابة 320 آخرين في الاشتباكات بين القوات العراقية والمتظاهرين من أنصار زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، الذين خرجوا إلى وسط العاصمة العراقية للمطالبة بتغيير المفوّضية العليا للانتخابات، لأنّها «معبر للفاسدين وتخضع للأحزاب المتنفّذة»، بحسب تعبيرهم.

وحمّل الصدر رئيس الوزراء العراقي مسؤولية استخدام القوة المفرطة ضدّ المتظاهرين، كما طالب الأمم المتحدة والمؤسّسات الحقوقية بالتدخّل «فوراً» لإنقاذ المحتجّين.

من جهته، أوعز العبادي بإجراء تحقيق بشأن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأجهزة الأمنيّة والمتظاهرين جرّاء الاشتباكات، وبملاحقة المسؤولين عن ذلك.

وكان زعيم التيّار الصدري السيد مقتدى الصدر دعا المتظاهرين إلى عدم ممارسة العنف بوجه القوى الأمنيّة، قائلاً: «إن أخطأت القوات الأمنيّة بتأدية واجبها فلا تُخطئوا بتأدية واجبكم»، وأضاف: «علّمناكم من يصفع خدّك الأيمن، فقدم خدّك الأيسر».

وقال الصدر: «آمركم بالتزام الهدوء حتى صدور الأوامر»، وتابع: «إيّاكم والعنف والسبّ والشتم والإرحاف والتحريض ضدّ العراقيين»، مطالباً السياسيّين «الذين يدّعون الديمقراطية ومناصرة الشعوب الكفّ عن تصريحاتهم».

واعتبرَ الصدر أنّه إن كان المخطئ من عناصر الأمن، فيجب على رئيس الوزراء والمختصّين معاقبته، و«إن كان أحد من الثوّار أو المندسّين قد أخطأ، فلا بُدّ أن يُعاقب».

وشدّد الصدر على أنّه سيبقى من المطالبين بإزاحة مفوّضية الانتخابات «التي سيطرت عليها أحزاب الفساد» بحسب قوله، وأضاف «سنغيّر قانون الانتخابات».

ميدانيّاً، أعلنت القوات المسلّحة العراقية استكمال كافة استعداداتها العسكرية لاقتحام الساحل الغربي من الموصل، وانتظارها تحديد ساعة الصفر لبدء عملية الاقتحام.

يأتي ذلك فيما يتواصل القصف الجوّي والمدفعي التمهيدي على دفاعات «داعش».

وفي السِّياق، أعلن آمر اللواء 110 في الحشد الشعبي عامر الفيلي، عن انطلاق عمليات أمنيّة شاملة في مناطق نفط خانة «100 كم شرق ديالى»، لتعقّب وتدمير الأوكار والمضافات الإرهابيّة.

وقال الفيلي، إنّ «ألوية 24 و110 إلى جانب قوات مشتركة من الجيش والشرطة، شرعت بعمليات أمنيّة شاملة وبشكل النّسق لقطع الطرق أمام تحرّكات الإرهابيّين ومنعهم من استهداف القطعات الأمنيّة خلال العمليات».

وأضاف الفيلي، أنّ «العملية تهدف إلى تدمير المضافات والأوكار ونقاط الإمداد للعصابات الإرهابيّة، وتأمين القواطع الأمنيّة والطرق في مناطق شمال شرقي ديالى».

يُذكر أنّ ألوية 24 و110 تمسك نحو 300 كم مربّعاً في قواطع شمال شرقي ديالى، ونفّذت عدّة عمليات استباقيّة أسهمت في تدمير الخلايا النائمة ومعاقل تنظيم «داعش» المتخفّية، إلى جانب قتل عشرات الإرهابيّين وتدمير عشرات العجلات المفخّخة.

من جهةٍ أخرى، نقلت وسائل إعلاميّة عن مصدر في خلية الصقور الاستخباريّة التابعة لوزارة الداخلية العراقية عن إصابة زعيم تنظيم «داعش» بجروح بالغة في ضربة جويّة نفّذتها القوات العراقية قبل يومين في محافظة الأنبار غرب البلاد.

وأفاد المصدر بأنّ البغدادي نُقل إلى الأراضي السورية بعد إصابته بالغارة الجويّة.

وحسب المصدر، فإنّ البغدادي كان في المنطقة لحضور اجتماع لقيادات «داعش» لمناقشة التطوّرات الميدانية في الموصل، مشيراً إلى مقتل عدد من قيادات التنظيم في الضربة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى